أحمد رحيم
انطلق -مؤخرًا- دوري المحترفين العراقي لكرة القدم بمشاركة 20 فريقًا، في ماراثون طويل، تلعب الفرق فيه 38 مباراة خلال الموسم بطريقة الذهاب والإياب. وقد حدد اتحاد الكرة العراقي عدد المحترفين الأجانب في صفوف كل فريق بـ6 لاعبين. الأندية تعاقدت مع مدربين ولاعبين عرب وأجانب من دول مختلفة، وحسب قناعة الهيئات الإدارية. وصل عددهم بحدود الـ10 مدربين، ما أثار حفيظة المدربين المحليين الذين طالبوا بإنصاف موهبتهم التدريبية، ولاسيما أن المدرب العراقي كان في سنوات سابقة من أفضل المدربين. مدربون محليون في سنوات سابقة، كانت الأندية الخارجية تتعاقد مع المدرب العراقي، نظرًا للإمكانية التدريبية العالية التي يمتلكها، وقد شاهدنا تألق المدرب العراقي في دوريات عربية، وحتى آسيوية، ومازال المدرب العراقي مطلوبًا في دوريات الدول العربية والآسيوية، وحتى المدربون المحليون الشباب حاليًا لهم فكر تدريبي عال. لكن في المواسم القليلة الماضية، أرادت بعض الأندية المترفة أن تغير نهجها من خلال التعاقد مع لاعبين محترفين ومدربين أجانب من أجل التنافس بقوة على دوري المحترفين. يقول المدرب جابر محمد: "المدرب العراقي يمتلك قدرات تدريبية جيدة وبإمكانه قيادة أقوى الفرق، بل نجح المدرب المحلي بامتياز في قيادة المنتخبات الوطنية العراقية في مناسبات سابقة، على سبيل المثال المدرب حكيم شاكر قاد أقوى الأندية العراقية واحترف خارجيًا، وحقق نتائج جيدة مع الفرق التي أشرف عليها، بل إنه حقق أروع الإنجازات للمنتخبين الأولمبي والوطني." مضيفًا: "الحال نفسه بالنسبة للمدرب غني شهد الذي حقق نتائج مميزة مع المنتخبات الوطنية والأندية. أيضًا نذكر المدرب حسن أحمد، الذي قاد أكثر من نادٍ وحقق معهم نتائج جيدة، كما نجح مع منتخب شباب العراق، وأيضًا المدرب راضي شنيشل الذي كانت له بصمة مع المنتخبات العراقية والأندية، وأسماء كثيرة من مدربينا المحليين ممن حققوا نتائج رائعة، سواء مع الأندية التي أشرفوا عليها أو مع المنتخبات الوطنية." موضحًا أن "الأندية حاليًا لا تفكر إلا بالمدرب المحترف، وتعطيه العقد الكبير مع توفير احتياجاته كافة، حتى وإن خسر مباريات الدوري يمنحونه أكثر من فرصة للتعويض، بينما إذا تعاقد المدرب المحلي معه أي نادٍ فإنه في أي تعادل أو خسارة في مباراة واحدة سيواجه الإبعاد من نصيبه، وهذا الأمر طبعًا غير صحيح." دوري المحترفين بدوره، تحدث الصحفي الرياضي رحيم عودة قائلًا: "قبل انطلاق دوري المحترفين لكرة القدم، كانت هناك همّة كبيرة للأندية من أجل التعاقد مع المدربين المحترفين، على الرغم من وجود مدربين عراقيين مميزين، لكن توجه الأندية كان نحو التعاقد الخارجي، فكانت الحصيلة عشرة مدربين أجانب." وأشار إلى أن "الجميع يعرفون أن الموسم الجديد في الدوري العراقي سيكون صعبًا على جميع الأندية، خصوصًا بعد تعاقداتها المُميزة بضمها لاعبين كانت لديهم بصمة كبيرة في الدوريات التي لعبوا فيها." مشيرًا أن هذا الأمر يصب في مصلحة كرة القدم العراقية، التي يجب أن تعود كما كانت سابقًا. فيما تحدث الحارس الدولي السابق كريم عبد قائلًا: إن "التعاقد مع مدربين أجانب شيء إيجابي، لكن في نفس الوقت لا بد من مراعاة وجود المدرب العراقي، الذي هو أجدر بكثير من بعض المدربين الأجانب الذين يجري التعاقد معهم. فالمدرب المحلي غيور وصاحب عقلية تدريبية جيدة، فقد تألق أكثر مدربينا في احترافاتهم التدريبية، في دول مختلفة، لكنهم غير مرغوب بهم في دورينا، والسبب أن أنديتنا تبحث عن الأسماء، مع معرفتهم بإمكانية المدرب المحلي." وأوضح أن "تعاقد الأندية مع لاعبين محترفين شيء جيد، لكن هناك لاعبين عراقيين يلعبون في دورينا أفضل بكثير من اللاعبين الأجانب الذين جرى التعاقد معهم من قبل الأندية. ويبقى في النهاية تفكير إدارات الأندية في التعاقد مع اللاعبين والمدربين." مضيفًا: "المهم في كل هذا الأمر تقوية الدوري، وبالتالي قوة المنتخب العراقي، فعندما يكون الدوري قويًا فإنه بلا شك سينتج منتخبات وطنية قوية."