حوار / أميرة محسن - تصوير/ حسين طالب
من اللاعبات اللواتي يطمحن بتحقيق الانتصارات ورفع اسم العراق عاليًا، تبرز اللاعبة الناشئة بنين علي، التي اختارت لعبة الملاكمة القتالية وهي في عمر صغير جدًا. دخولها لم يكن مخططًا له، بل جاء صدفة، لكن سرعان ما تحولت الصدفة إلى مسار حياة، بعد أن وجدت الدعم الأكبر من والدها، الذي لا يزال حتى اليوم الداعم الرئيس لها. من خلال عزيمتها وإصرارها، استطاعت أن تقدم أجمل ما يكون في بطولة (كوستناي) الدولية التي أقيمت في كازاخستان، حين تمكنت من الفوز في النزال النهائي بالضربة القاضية على اللاعبة الكازاخستانية لتخطف الميدالية الذهبية بجدارة واستحقاق. للحديث عن بداياتها، وإنجازاتها، وطموحاتها، والصعوبات التي تواجهها في طريقها، أجرت "الشبكة العراقية" هذا الحوار الخاص معها: * ما سبب اختيارك هذه اللعبة القتالية دون غيرها؟ ومن شجعك على ممارستها؟ – كنت أجري التمارين داخل البيت، وبالصدفة شاهدني والدي أقوم ببعض الحركات الرياضية. وبما أنه مدرب ملاكمة، بدأ بتدريبي داخل البيت. وحين لاحظ أن لدي رغبة في لعبة الملاكمة، استمررت بإجراء التمارين الرياضية تحت إشرافه. وبعد فترة أرسلني إلى النادي لأتمرن مع المدرب رسول جبر. البداية كانت جيدة، والتحفيز من الجميع كان رائعًا. تعلمت الكثير من والدي ومدربي، اللذين لا يزالان الداعمَين الرئيسين لي في مشواري الرياضي. الملاكمة لعبة قاسية جدًا، سواء على الرجال أو النساء، ولا يستطيع أن يمارسها إلا من يمتلك قلب أسد. * أي الأندية الرياضية تمثلين في البطولات المحلية؟ – منذ بدايتي عام 2022 وأنا ألعب لنادي الوشاش التخصصي، تحت إشراف المدرب رسول جبر. * كيف كانت نتائجك في البطولات المحلية؟ – فزت في أغلب البطولات المحلية التي أقيمت، فقد توجت بطلة للعراق لفئة الناشئين ست مرات خلال السنوات الماضية. أما على الصعيد الخارجي، فقد شاركت في سبع بطولات، كانت أخراها بطولة كازاخستان الخاصة بالناشئات. هذه البطولة شاركت فيها دول كثيرة، وكانت قوية وصعبة جدًا، لكني استطعت أن أقول كلمتي فيها. لعبت مع لاعبات من دول متقدمة في الملاكمة، وبفضل العزيمة والإصرار تغلبت عليهن جميعًا، حتى وصلت إلى النزال النهائي. وهناك واجهت بطلة كازاخستان نفسها، وتمكنت من إسقاطها بالضربة القاضية في الجولة الثانية لأتوج بالميدالية الذهبية. * ماذا عن بطولة آسيا الأخيرة ومشاركتك فيها؟ – بطولة آسيا كانت جميلة جدًا، استفدت منها كثيرًا، رغم الخسارة أمام اللاعبة اليابانية (هيماري)، بطلة العالم السابقة في وزن الذبابة الخفيف. المشكلة كانت في قصر فترة التحضير، فقد صادف أنني عدت من كازاخستان بعد رحلة طويلة استغرقت خمسة أيام بين القطار والطائرة. بقيت في العراق أربعة أيام فقط، ثم سافرت إلى البطولة. وصلت إلى تايلند وأنا مرهقة جدًا. فوق ذلك، كانت هناك صدمة أخرى، وهي أن وزني ارتفع ثلاثة كيلوغرامات، بينما البطولة كانت بوزن 54 كغم وأنا ألعب عادة على وزن 57 كغم. اضطررت إلى إنقاص وزني، ما سبب لي تعبًا شديدًا. ورغم كل هذه الظروف، بذلت قصارى جهدي، والحمد لله على كل حال. * هل شعرتِ بإحباط بعد الخسارة في تايلند؟ – لا، بالعكس، كانت الخسارة حافزًا كبيرًا لي ودافعًا قويًا، خاصة وأن عدد النساء اللواتي يمارسن هذه الرياضة في العراق قليل جدًا. * هل كنتِ تتوقعين الفوز بالميدالية الذهبية في كوستناي؟ – نعم، كنت أتوقع الفوز. والدي كان دائمًا يقول لي مازحًا: الذهب للذهب، وكنت مصممة على ألا أخيب ظنه. والحمد لله حققت ما كنا ننتظره. * كيف كان شعورك وأنت على منصة التتويج؟ – كنت فخورة جدًا، لا أستطيع وصف إحساسي وأنا أرفع علم العراق عاليًا في تلك البطولة. * هل هناك دعم من الجهات الرياضية المسؤولة؟ – مع الأسف لا يوجد أي دعم حقيقي. لا معسكرات، ولا تحضيرات، ولا حتى اهتمام. الفرق التي واجهتها في البطولة كانت تمتلك معسكرات تدريبية وتجهيزات متكاملة، بينما كنت أنا أتدرب على سطح منزلنا. في بطولة آسيا، كنت اللاعبة الوحيدة التي لم يكن لديها علم عراقي أو زي رسمي باسم العراق. لعبت بزي والدي وتوشحت بالعلم العراقي الذي جلبه والدي معه. * ما طموحك في هذه الرياضة؟ – طموحي أن أحقق الذهب في بطولة آسيا المقبلة، وأن أرفع العلم العراقي عاليًا مجددًا. بفضل الله ودعم والدي، سأحقق كل ما أصبو إليه وأثبت أن بنات العراق قادرات على خوض أصعب التحديات.