أحمد الساعدي
خرجت من رحم المعاناة، لم تثنها الإعاقة وهي بيد واحدة، فصممت على أن تسابق الزمن، وترفع علم بلادها لتصبح بطلة من بطلات العالم بكرة الطاولة. حققت الميدالية الذهبية في بارالمبياد باريس الأخيرة، حيث أحرزت الوسام الذهبي للعراق بعد أن عجز الأصحاء عن تحقيقه. حقيقة إنها معجزة العراق، إذ أطلقت عليها الأوساط الرياضية العربية والعالمية لقب (معجزة العراق) لما حققته في البطولات القارية. نجلاء أكملت فرحة الوسط الرياضي العراقي عندما قدمت عرضًا رائعًا في بطولة الأندية العربية الأخيرة لكرة الطاولة للأصحاء، التي أُقيمت في مسقط، حيث مثلت نادي الكهرباء في البطولة، وتغلبت على لاعبات متمرسات بلعبة كرة الطاولة لتحرز الميدالية البرونزية في أول مشاركة لها. افتتاح البطولة ارتأت اللجنة المنظمة لبطولة الأندية العربية، التي أُقيمت في مسقط، أن تلقي نجلاء عماد كلمة افتتاح البطولة العربية للأندية، تكريمًا لها ولجهودها الكبيرة والمستويات والنتائج الباهرة التي حققتها في البطولات الدولية. وقد أثنت اللجنة المنظمة على نجلاء بعد العرض المميز الذي قدمته في البطولة، عندما فازت على بطلات صحيحات من دول عربية شاركت في البطولة، لتحرز الوسام البرونزي وسط تشجيع المنظمين والجماهير التي تابعت البطولة ونقلت الحدث المهم. بل إن أحد المدربين العرب قال بالحرف الواحد: "حقيقة إنها قصة نجاح كُتبت في تاريخ الرياضة العراقية، لقد أبدعت وهي تتنافس مع اللاعبات الصحيحات وتتغلب عليهن بجدارة واستحقاق." الإصرار والعزيمة تقول الدولية البطلة نجلاء عماد: "بالإصرار والعزيمة يتحقق كل شيء. منذ بدايتي مع لعبة كرة الطاولة كنت متفائلة دومًا بالمقبل، وتحقق كل ما تمنيته، بالأخص حصولي على الوسام الذهبي في أكبر المحافل العالمية، ألا وهو بارالمبياد باريس. عندما عُزف السلام الجمهوري العراقي كانت فرحتي كبيرة وأنا أردد النشيد الوطني العراقي وأفتخر به، وقررت مع نفسي أن أكون دائمًا في المراكز الأولى من أجل بلدي الحبيب. مشاركتي الأخيرة في بطولة الأصحاء، وهي بطولة الأندية العربية، التي جرت في مسقط، كانت اختبارًا وإثبات وجود بالنسبة لي، حققت من خلالها نتائج جيدة وإشادة من قبل الجميع. لا يسعني إلا أن أشكر كل من وقف معي في رحلتي الرياضية التي أعتبرها ناجحة، وسأكملها وأعزز من رصيدها في البطولات القارية المقبلة." درس مجاني من جانبه، تحدث الصحفي الرياضي رحيم عودة عن النجمة العراقية نجلاء عماد عندما قال: "الحقيقة إنها معجزة الرياضة العراقية. هذه اللاعبة قدمت درسًا كبيرًا للأصحاء عندما تغلبت عليهم في البطولة العربية الأخيرة للأندية، حيث شاركت مع نادي الكهرباء لتحقق نتيجة جيدة، بل أذهلت الجميع بالمستوى الراقي الذي قدمته في مباريات البطولة عندما تغلبت على لاعبات لهن باع طويل في لعبة كرة الطاولة. نجلاء عماد، الشابة المحبوبة، ذات الضحكة البديعة، أدخلت الفرحة في قلوب العراقيين جميعًا عندما قهرت بطلات العالم في بارالمبياد باريس وخطفت الوسام الذهبي. لقد حققت للعراق الوسام البارالمبي بعد أن عجز الأصحاء عن تحقيق أي شيء للعراق في الأولمبياد، وظل العراق يتغنى بالوسام البرونزي للرباع عبد الواحد عزيز في أولمبياد روما عام 1960، إلا أن بطلتنا قالت كلمتها في البارالمبياد عندما عُزف لها السلام الجمهوري العراقي وسط فرحة أبناء عراقنا الغالي. حقيقة إنها مبدعة وتستحق التكريم من جميع الجهات لما حققته للرياضة العراقية طوال الفترات السابقة." أيقونة الرياضة فيما قال المدرب البارالمبي عباس محمد: "اللاعبة نجلاء عماد موهبة رياضية عراقية مميزة، تمتلك جميع صفات اللاعبة الناجحة، فعلى الرغم من عوقها الكبير، أصرت على مسابقة الزمن وتحقيق حلمها الذي كان يراودها منذ الصغر، ألا وهو اعتلاء منصات التتويج في لعبة كرة الطاولة. أسعدت الجميع بعروضها الراقية خلال البطولات الخارجية بعد تغلبها على بطلات عالميات، لتصبح نجلاء أيقونة الرياضة العراقية. والمفرح في كل هذا هو تفوقها على لاعبات صحيحات من خلال مشاركتها الأخيرة في بطولة الأندية العربية، حين قدمت مستوى نال إعجاب الحاضرين، وتوجت بالوسام البرونزي. هذا الإنجاز سيعطيها حافزًا كبيرًا لتقديم أجمل ما يكون في البطولات القارية المقبلة."
