ميساء فاضل
بعد عشرين عامًا على عرض جزئه الأول، يعود فيلم (الشيطان يرتدي برادا) في جزء ثانٍ منتظَر، مستمدًا أحداثه من تأليف الكاتبة الأميركية (لورين وايسبرغر) نفسها. الجزء الأول، الذي عُرض عام 2006 في دور السينما العالمية، حقق نجاحًا هائلًا، وصلت إيراداته إلى أرقام ضخمة، كما رُشح لأكثر من 35 جائزة سينمائية، من بينها جائزتا أوسكار. من المتوقع أن يكون الجزء الثاني جاهزًا للعرض في الأول من أيار العام المقبل 2026، بطولة النجمتين آن هاثاواي وميريل ستريب، اللتين تعتبران من أعظم ممثلات هوليوود، إذ حفرتا اسميهما بحروف من ذهب في تاريخ السينما. يحمل الفيلم الجديد مزيجًا من صراع الموضة والأزياء، الذي لا يعرف حدودًا، ودراما مشوقة مليئة بالمفاجآت. تصوير الفيلم بدأ تصوير الجزء الثاني في شوارع نيويورك العام الحالي 2025، تحت إشراف المخرج (ديفيد فرانكل)، الذي أخرج الجزء الأول. جرى رصد النجوم أثناء التصوير، بما في ذلك ميريل ستريب بدور (ميرندا بريستلي)، وآن هاثاواي بدور (أندي ساكس)، وستنالي توتشي بدور (نايجل)، وإميلي بلانت بدور (إميلي تشارلتون)، وهم يؤدون أدوارهم مرتدين أزياء شخصياتهم الشهيرة. كما انضمت إليهم وجوه جديدة، وظهرت المشاهد في مواقع مختلفة بمدينة نيويورك، مثل مانهاتن وسنترال بارك ومباني الصحافة والموضة، بالإضافة إلى بعض المشاهد المصوّرة في مدن إيطاليا لإضفاء لمسة أوربية فاخرة على الفيلم. يعتمد الجزء الثاني على قصة الكاتبة (لورين وايسبرغر)، تتناول أحداثه صراع (ميرندا بريستلي) مع التحولات الكبيرة في صناعة المجلات الورقية، وتراجع نفوذها أمام الإعلام الرقمي، بينما تحاول الحفاظ على سيطرتها ونفوذها في هذا التحول. تعود (أندي ساكس) إلى عالم الصحافة، لكنها أكثر خبرة ونضجًا، لذا تتقاطع مساراتها مع ميرندا، إلى جانب منافِسة جديدة هي (إميلي)، التي كانت مساعدة ميرندا وأصبحت الآن مديرة تنفيذية في مجموعة فاخرة، لتدخل في منافسة مباشرة مع رئيستها السابقة. تزداد الأحداث تعقيدًا مع التحالفات الجديدة بين الشخصيات، ما يزيد من درامية الفيلم. فخامة ورُقي يتميز الجزء الثاني بحضور قوي لأسماء الأزياء العالمية مثل (ديور، وشانيل، وسان لوران، وستيلا مكارتني)، ويجمع بين الفخامة الكلاسيكية والبساطة الراقية التي تعكس النضج والتحولات في شخصيات ميرندا وأندي وإميلي. ومن المتوقع أن يشارك مصممون جدد إلى جانب مصممي الجزء الأول، ليواكبوا تطورات عالم الموضة والأزياء. ظهرت آن هاثاوي بفستان ماكسي مطبوع من (غابرييلا هيرست) يعكس روحًا فنية أنثوية، وتنورة جينز طويلة مع قميص بلا أكمام، لتبدو الإطلالة بسيطة، لكنها أنيقة. كما قدمت إطلالات خريفية تشمل فساتين طويلة ومعاطف متوسطة و(بوتًا) عاليًا، بالإضافة إلى بدلات رسمية عصرية باللون الرمادي مع خطوط كلاسيكية وصنادل شانيل، واكتملت الإطلالة بالحقائب الفاخرة مثل (فالنتينو غارافاني)، و (بانتيا باج)، و(كوتش إمباير كاريول). تميزت أزياء ميريل ستريب بالمعاطف من الساتان والفرو، والتنانير الكلاسيكية، والقمصان الحريرية، والأكسسوارات الفاخرة التي تعكس شخصية المديرة الصارمة والقوية. فيما اعتمدت إميلي بلانت ألوانًا جريئة ونقشات عصرية، مع فساتين ضيقة ومعاطف قصيرة أنيقة وأكسسوارات حديثة، تعكس روحها العملية والطموحة. الكِنزة الزرقاء قبل انطلاق التصوير، نشرت آن هاثاوي مقطع فيديو -عبر وسائل التواصل الاجتماعي- ظهرت فيه وهي ترتدي كِنزة بلون السيرولين الأزرق، في إشارة مباشرة إلى المشهد الشهير من الجزء الأول. النسخة الجديدة جاءت بتوقيع العلامة (فرايم)، مختلفة عن النسخة الأصلية المصنوعة من الصوف السميك، لتؤكد استمرار تمسك شخصية آندي بتواضعها، برغم سنوات خبرتها في عالم الإعلام والموضة. تبدو آندي في الجزء الجديد أكثر نضجًا واحترافًا، بعيدًا عن مظهر المساعِدة الشابة. ففي أحد المشاهد ارتدت بدلة كلاسيكية وسروالًا مخططًا من أرشيف (جان بول غوتييه)، لتعكس شخصية واثقة تعرف كيف تستخدم الموضة لخدمة هويتها. وفي صورة أخرى، التقطت لها، وهي تحمل صحيفة، في إشارة إلى استمرار حضور الإعلام المطبوع ضمن حبكة الفيلم الجديد.