لطفية الدليمي.. سيدة الحرية

اعمدة

لطفية الدليمي.. سيدة الحرية
100%
نرمين المفتي/ هي سيدة بيت رائعة تفرح بضيوفها وتسقيهم شاي الياسمين الذي شربتُه للمرة الأولى في صالونها الأنيق بألوان جدرانه وأثاثه، فهي تعرف كيف تمنح الراحة من خلال الألوان إلى أفراد عائلتها وضيوفها. لا أتذكر متى قرأت لطفية الدليمي للمرة الأولى، طبعاً كان ذلك قبل أن أتعرف إليها بسنوات، لكنني أعرف أن لغتها جذبتني بشدة، بقراءة بعد أخرى. هنا لا أدعي بأنني قرأت كل منجزها، سواء في التأليف أو الترجمة أو دراساتها، لكني اكتشفت أن اللغة التي تستخدمها لغة عربية خاصة بها، فهي تعرف كيف تجعل هذه اللغة الصعبة طوع يديها، لتخرج إلينا بروايات نرى شخصياتها، الرئيسة والثانوية، ونتفاعل معها إلى درجة أننا نحاول أن نتحاور معها، ولاسيما شخصياتها النسائية القادمة من بيننا، وفي كل واحدة منها شيء منها ومني ومن أية امرأة عراقية أخرى، ومن أية شريحة كانت. أما ترجماتها، فأهميتها توازي عندي أهمية رواياتها وقصصها، فهي دقيقة في اختيار العناوين، مهما كانت صعبة، لتمنح القارئ كتاباً وكأنه كتب أصلاً باللغة العربية. هي ليست كاتبة ومترجمة وباحثة من طراز خاص، إنما امرأة من طراز خاص جداً، فهي سيدة بيت رائعة تفرح بضيوفها وتسقيهم شاي الياسمين الذي شربتُه للمرة الأولى في صالونها الأنيق بألوان جدرانه وأثاثه، فهي تعرف كيف تمنح الراحة من خلال الألوان إلى أفراد عائلتها وضيوفها. كما أنها سيدة متصالحة مع نفسها جداً، وتقول كلمتها، خاصة إذا كانت عن حقوق المرأة، بقوة، وتعرف مسبقاً كيف ترد على من يناقضها أو يرفضها. وبالرغم من قوة كلمتها، فهي قريبة من قرائها، ولا تتأخر في الرد على المعلقين على منشوراتها على منصة الفيسبوك بكلمات قريبة من القلب. هي امرأة تعشق الحرية وتحترم الآخر وتتقبله، وقد تكون الكتابة بعض حريتها التي حققتها، وهنا أقصد حرية التقدم والتطور ومواجهة التخلف، إذ إن غالبية منشوراتها في صفحتها علامات طريق لهذه الحرية التي ننشدها جميعاً. لذلك أطلقت عليها لقب (سيدة الحرية). غادرت لطفية الدليمي بغدادها مع العنف الطائفي البغيض، لكن العراق استمر، تاريخاً وجغرافية وأحداثاً، يسكنها، فتسكت حنينها بروايات ومنشورات عنه تكشف الكثير، ليس من الحب والشوق فقط، إنما الحقائق أيضاً. في منشور لها كتبت أن "خفقة شمعة تحدث فرقاً بين الظلام والنور".. وأكاد أجزم بأننا، في الظروف التي نمر بها، بحاجة إلى خفقة الشمعة هذه لتتفتح محبة وفكراً، كما تقول لطفية، وأن نعرف كيف نبذر بذور أحلام تتحول إلى مشاريع أمل للغد الذي نتمناه قريباً أبداً.

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج