علي السومري
ناقد فني، وكاتب ألمعي، وصحفي، تتلمذ على يديه خيرة صحفيي العراق. هو الغائب عن مجالس الأصدقاء، الحاضر بقوة في ذكرياتهم. سهيل سامي نادر، الأديب والفنان الذي تعرض للقمع والاضطهاد زمن الديكتاتورية، منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي. لا يمكن استذكار (نادر)، المولع بالثقافة، العارف بأسرارها، دون أن تصفعك بقوة قسوة تفاصيل حياته، ودروبها، التي أجبرته -لأكثر من مرة- على مغادرة العراق، حياة وثقها في كتاب سيرته المعنون (سوء حظ). ولد سهيل عام 1943 في مدينة البصرة، حصل على البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة بغداد عام 1969، عمل محررًا في (مجلتي) و(المزمار) من عام 1961 إلى عام 1965، ومحررًا ثقافيًا في جريدة (الجمهورية) البغدادية من عام 1972 إلى عام 1979، مسيرة انتهت بفصله ونقله إلى وزارة أخرى بسبب عدم انتمائه لحزب النظام البائد، اضطر بعدها لمغادرة العراق إلى الكويت، لكن الحظ، كالعادة، لم يسعفه هناك، فالعمل في ذلك البلد كان يحتاج إلى تزكية من سفارة بلده آنذاك. أصدر كتبًا عدة، منها رواية (التل)، و(الخشن والناعم) بجزءين، وهو كتاب في النقد الفني، و(المريض العراقي – سلالم نازلة إلى الإخفاق السياسي الكبير)، و( شاكر حسن آل سعيد – سيرة فنية وفكرية)، و(سوء حظ – ذكريات صحفي في زمن الانقلابات)، و(نزولًا من عتبات البيت – مقالات ثقافية متنوعة)، و(حي 14 تموز)، و(الريفيرا العربي وحمّى النجمة). حصل على جائزة (تميز) التقديرية الخاصة عام 2024 لإسهامه الثر في الوسط الثقافي، من خلال عقود قضاها في العمل الصحفي والأدبي والنقدي. لا يمكن أن تتسع صفحة الاستذكار هذه لمواقف سهيل سامي نادر، الكبيرة في الحياة، لكنها محاولة لتحية كاتب، كان ومازال أحد أعمدة الثقافة العراقية، وملهمًا عند مثقفي وطنه، وطن يراقبه بتأمل صوفي من منفاه في الدنمارك.