100%
حوار / محسن إبراهيم
فنانة تمكنت من إثبات وجودها منذ ظهورها الأول في مسلسل (خان الذهب)، ساعدتها ملامحها في أداء الأدوار التي قدمتها بشكل مؤثر، لم تعتمد على الموهبة فقط، بل صقلتها بالدراسة، إذ تخرجت في معهد الفنون الجميلة، منطلقةً من قاعدة مفادها أن الموهبة لاتكفي لشق الطريق في عالم الفن، إن لم تصقل بالدراسة والثقافة العامة.
تؤمن بأن العمل مصدر قوة لها، كإنسانة مستقلة.
إنها الفنانة غصون حيدر، التي كانت ضيفة "الشبكة العراقية"، عبر حوار يسلط الضوء على مسيرتها الفنية ومشروعاتها المقبلة، حوار ابتدأناه بسؤال:
* متى وكيف دخلتِ إلى عالم الفن؟
- منذ أن كنت طفلة كان شغفي كبيرًا بالفن، أعشق الرسم والتمثيل، وطالما كان معظم وقتي مخصصًا لهذه الهواية، كما كنت أجسد العديد من الأدوار، حينها اكتشف الأهل موهبتي ودعموني كثيرًا، ولله الحمد، توفقت ونجحت في هذا المجال، وحققت حلم طفولتي.
* هل تذكرين أول مشهد لكِ، وكيف كان شعورك؟
- أول مشهد لي كان شعورًا لا يوصف، مزيجًا بين القلق والفرح والخوف في آن واحد، الحلم أصبح حقيقة، فضلًا عن وقوفي أمام عمالقة الفن العراقي، من بينهم الفنانين سامي قفطان، وطه علوان.
كانت تجربة كبيرة عَنت لي الكثير، وفتحت أمامي آفاقًا واسعة، اكتسبت من خلالها الخبرة بمشاركة هؤلاء النجوم.
* ملامحك توحي بالبراءة، هل لديك خشية من أن تنحصر أدوارك بهذه الشخصية، أعني دور الفتاة الطيبة؟
- فعلًا، بالرغم من أن عمري ٢٤ سنة، لكني جسدت أدوارًا لشخصيات أصغر من عمري، بسبب شكلي وملامحي الطبيعية، التي لم يتدخل المكياج فيها، ومن الطبيعي أن يطمح كل ممثل بتنويع أدواره، لكن في هذه المرحلة أرغب بالاستمرار في تأدية هذه الأدوار، ربما في قادم الأيام ستكون هناك أدوار وشخصيات مختلفة.
* أنت خريجة معهد الفنون الجميلة، برأيك كم ساعدتكِ الدراسة في صقل شخصية الفنان لديكِ؟
- الدراسة مهمة جدًا للفنان، أو لأي شخص آخر، الموهبة وحدها لاتكفي إن لم تصقل بالدراسة والثقافة العامة، اللتين من خلالهما يستخلص الفنان معلوماته الكافية والمهمة لبناء شخصيته، ولكي يكون متمكنًا من أدواته خلال مشواره الفني، أؤمن بأن الموهبة هي الأساس، لكن كما ترى، هناك من يدخل إلى الوسط الفني دون موهبة ولا دراسة، وأعتقد أن هذا الأمر قد يسبب ضررًا للعملية الفنية.
* يقال إن الجمال أحد الأسباب المهمة لولوج عوالم الفن، ما رأيكِ؟
- لا أعتقد ذلك، خصوصًا أننا في زمن أصبحت فيه عمليات التجميل متوفرة وبأرخص الأسعار، الجمال الحقيقي ربما يكون سمة من سمات الدخول لهذا العالم، قد يساعد الممثل ويكون عاملًا من عوامل النجاح إذا ما جرى توظيفه بشكل صحيح، لكن أكرر قولي، الموهبة والدراسة هما ما يجعلان صلاحية هذا الأمر يدوم.
* هل هناك شخصيات تمنيتِ أن تؤدي دورها، سواء في مسلسل (خان الذهب)، أو أعمال أخرى؟
- الحمد لله، جميع الشخصيات التي أديتها كانت تناسبني جدًا، وفي نفس الوقت و محببة لي، وأسهمت في نجاحي بعد أن أثرت بالمشاهدين، وهو ما يجعلني فخورة بنفسي، وبجميع أعمالي، إلى الآن
* لنتحدث الآن عن السينما، كيف تصفين تجربتك الأولى فيها؟
- فيلم (باب رقم 7)، من أجمل التجارب التي خضتها بعد الدراما في التلفزيون، السينما عالم ثانٍ، أوسع وأعمق، وربما تكون شخصيتك فيها مختلفة عن شخصياتك الأخرى في التلفزيون، من المهم أن أذكر أن المخرج أنس منفي ساعدني في تجربتي السينمائية، عبر بناء شخصية (سارة) بطريقة رائعة، وهي تجربة جميلة ومختلفة، وإن شاء الله ستكون هناك تجارب مقبلة.
* هل تؤمنين بنظام (الكروبات) في العمل؟
- بصراحة هذا الموضوع ممكن أن يساعد الممثل في التواصل بطريقة أسرع وأسهل، ويسهم في إيجاد تفاهم مشترك بين طاقم العمل، بالنسبة لي، أعتبر أن الموضوع طبيعي جدًا.
* بين طموح الحياة كفتاة، وطموح العمل، لمن تميل الكفة؟
- منذ أن كان عمري ١٦ سنة، اعتمدت على نفسي في كل شيء، وأعتقد أن هذا بحد ذاته يُعدّ نجاحًا يحسب لي، لا أرى أن العمل سوف يكون ذا تأثير كبير على حياتي الشخصية، بالعكس، أعتبر أن العمل مصدر قوة لي كإنسانة مستقلة، الحياة والعمل هما خياراي، وأتمنى أن أوفق في الاتجاهين.
* هل تحلمين بدور بطولة لعمل ما؟
- ربما المفهوم تغير بالنسبة لأدوار البطولة، الفنان الآن يفكر كيف يؤثر بالجمهور، بغض النظر إن كان الدور بطولة أو دورًا ثانويًا، المهم هو الشخصية التي سيقدمها، ومالها من تأثير في سير العمل، ومدى تجاوب الجمهور معها.
* إلى أين يصل مدى أحلامك؟
- مدى أحلامي له بداية، لكن لانهاية له، دائمًا ما أحلم بالوصول إلى مستوى أعلى في التمثيل، أما في الحياة فمازلت في بداية الطريق، وتحقيق الأحلام بحاجة إلى جهد كبير، وآمل أن يكون المستقبل أفضل، وأحقق فيه نجاحات أكبر.