القراءة

اعمدة

القراءة
100%
أحمد سعداوي في أواخر أيلول/ سبتمبر 2019 كنتُ في مدينة (ياش) الرومانية لحضور فعاليات مهرجان ثقافي، وكذلك لتوقيع الطبعة الرومانية من روايتي (فرانكشتاين في بغداد)، وعلى هامش البرنامج الذي أعدّه لي ناشري الروماني، كان هناك لقاء مع طلبة إحدى المدارس الثانوية. جلستُ في الصف وبدأ أحد الأساتذة، الذي كان قد قرأ الرواية بترجمتها الرومانية، يشرح للطلبة فحوى القصة وأحداثها، ثم انفتح الحوار والنقاش معهم. كانت بعض الأسئلة مثيرة وذكية، وغالبية الحاضرين مشدودين إلى النقاش حول الأدب والعراق والشرق الأوسط عمومًا. تكرّر الأمر قبل ذلك في جامعة (سواس) في مانشستر بالمملكة المتحدة، وكذلك في مدينة لاهور الباكستانية. ومن الواضح، في هذه الأمثلة، أن هناك تنسيقًا وتواصلًا قائمًا بين مجتمع المثقفين والمؤسسات الثقافية من جهة، والجامعات والثانويات من جهة أخرى؛ فيستفيد كل طرف من الآخر. إذ تكسب الثقافة جمهورًا جديدًا لمنتجاتها الأدبية والفنية، بينما يربح النظام التعليمي تواصلًا حيًّا بين الطلبة ومنتجي النصوص والأعمال الأدبية، يحفّز قدراتهم الإبداعية، وينشّط مخيّلاتهم، ويقرّبهم أكثر من عالم المعرفة والإبداع. فالكاتب هنا لا تنتهي مهمّته عند حدود إنتاج النصوص، بل يُستثمر أيضًا بوصفه فاعلًا اجتماعيًا ينقل خبراته إلى أجيال جديدة، ويوسّع قاعدة الجمهور المهتم بالأدب. بل إن هذه الخبرات المتولّدة من التواصل المباشر مع الشباب تسهم في إثراء البوصلة الداخلية لدى الكتّاب، وتعرّفهم على مساحات جديدة من التجارب يمكن أن تُكتب عنها. للأسف، لم أقم بأي فعالية مماثلة خلال السنوات العشر الماضية، على الأقل، داخل العراق. هناك لقاءات يتيمة حصلت مع طلبة الجامعات، مثل الجامعة الأميركية في السليمانية، وجامعة الكوفة في النجف الأشرف، وقسم اللغة الإنجليزية في جامعة بغداد، لكني لم ألتقِ بجمهور من طلبة الثانويات العراقية. وأذكر قصتي هذه كمثال، فعلى الأغلب أن معظم الكتّاب العراقيين لم يخوضوا تجربة من هذا النوع، وأعني بها محاورة طلبة الثانويات. ولا يبدو أن هناك تنسيقًا قائمًا بين مجتمع الثقافة في العراق والجامعات ووزارة التربية. في الثانويات الأجنبية التي زرتها، كانت المكتبات ركنًا أساسيًا من العملية التعليمية، والعمل فيها جزءًا من المنهاج. فهل لدينا ما يشبه ذلك في ثانويات العراق؟ وهل تهتم وزارة التربية بالتسوّق من سوق الكتاب العراقي لمكتبات المدارس، أم أنها لا تملك ميزانية مخصّصة لهذا الغرض؟ في أبريل/ نيسان 2024 أعلنت الحكومة الدنماركية عن استثمار بقيمة 21 مليون كرونة (ما يعادل أكثر من 3 ملايين دولار أميركي) لتعزيز التعاون بين المكتبات العامة ومؤسسات التعليم، وتزويد المكتبات المدرسية بالكتب، ونشر الأدب بين الأطفال والشباب. إنه مبلغ كبير في بلد لا يتجاوز عدد سكانه ستة ملايين نسمة، لكن الهدف نبيل وعظيم: بناء الإنسان، لأنه مصدر القوة الأساسية في الدولة والمجتمع.  

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج