إعداد وترجمة/ أحمد الهاشم
يرى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن الجيل الذي عايش عصر الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية -جيل Z -هو في الواقع الجيل "الأوفر حظًا" في التاريخ بفضل التقدم التكنولوجي. جيل Z أو الرقمي المقصود بـ"جيل Z"هو الجيل الرقمي الذي ولد أفراده في عصر الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية، تقريبًا من منتصف التسعينيات (1995 - 1996) إلى أوائل عام 2010. أهم مميزات افراد هذا الجيل هو انهم لم يعرفوا العالم بدون هواتف ذكية أو وسائل تواصل اجتماعي، ويتصفون بقدرتهم على التعامل مع التكنولوجيا تعاملًا فطريًا، ولديهم قدرة كبيرة على تعلم المهارات الجديدة بسرعة. وسيكونون الأقدر على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويمتلكون المرونة العقلية للتعامل مع التحولات المستقبلية في سوق العمل. وحظي سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، مؤخرًا بعناوين الأخبار عندما أعلن، في لقاء ببودكاست أن جيل Z هو الجيل "الأكثر حظًا" في التاريخ، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي. تكنولوجيا مجانية يعتمد منظور ألتمان على إتاحة التكنولوجيا التي جلبها الذكاء الاصطناعي. ويرى أن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تمكّن الأفراد من متابعة مشاريع ريادة الاعمال التي كانت تتطلب سابقًا موارد كبيرة وفرق عمل ضخمة. في المشهد الحالي، في مقدور شخص واحد مزوّد بالذكاء الاصطناعي إنجاز مهام كانت تتطلب في السابق قوى عاملة كاملة، ما يخفض حواجز الدخول للشركات الناشئة والمشاريع الإبداعية . يتيح هذا التحول للجيل الرقمي(Z) المشاركة في الابتكار بطرق لم تكن الأجيال السابقة تحلم بها، ما يشير إلى عصر جديد من التمكين الفردي والإبداع في عالم الأعمال. ليست إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإنتاجية والكفاءة مجرد تكهنات. فوفقًا لتقرير شركة ماكينزي، في وسع الذكاء الاصطناعي أن يسهم بما يصل إلى 13 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، ما يغير بشكل جوهري كيفية أداء العمل في مختلف القطاعات. من المتوقع أن يؤدي هذا الانتعاش الاقتصادي إلى خلق فئات وظيفية جديدة حتى مع تقادم بعض الأدوار التقليدية. التعامل مع المستقبل يشتهر هذا الجيل بالفعل بفطنة رقمية، ما يضعه في وضع جيد للاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية. ويجب على المؤسسات التعليمية وصانعي السياسات إعطاء الأولوية لدمج معرفة الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، لضمان ألا يكون الشباب مجرد مستهلكين للتكنولوجيا، بل مبدعين ومبتكرين أيضًا. علاوة على ذلك، كما يقترح ألتمان، يمكن أن تؤدي روح المبادرة التي يعززها الذكاء الاصطناعي إلى اقتصاد أكثر ديناميكية. من خلال تشجيع ثقافة الابتكار ودعم الشركات الناشئة، وتوفير بيئة يمكن لجيل Z أن يزدهر فيها على الرغم من التحديات التي تفرضها الأتمتة. في مقدور مبادرات، مثل حاضنات الأعمال وبرامج التوجيه والوصول إلى التمويل، أن تمكّن رواد الأعمال الشباب من تحويل أفكارهم إلى واقع، ما يسهم في نهاية المطاف في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، كما يسهم في منحهم ميزة فريدة في التكيف مع التغيير. فرص العمل وفي معرض تناوله المخاوف بشأن فقدان الوظائف، وصف ألتمان ذلك بأنه دورة متكررة، قائلًا: "هذا يحدث دائمًا، والشباب هم الأفضل في التكيف مع هذا." وأعرب عن قلقه الأكبر تجاه العمال الأكبر سنًا، قائلًا: "أنا أكثر قلقًا بشأن ما يعنيه ذلك، ليس للشخص البالغ من العمر 22 عامًا، بل للشخص البالغ 62 عامًا الذي لا يريد إعادة التدريب أو إعادة تأهيل مهاراته، أو أيًا كان ما يسميه السياسيون." وأضاف أن عصر الذكاء الاصطناعي سيمكّن المبدعين الشباب من تحويل الأفكار إلى واقع بسرعة، ما يمنحهم ميزة فريدة في التكيف مع التغيير. مع توجه هذا الجيل الرقمي نحو مشهد يتسم بالتغير التكنولوجي السريع، تزداد الحاجة إلى القدرة على التكيف والتعلم المستمر والمبادرة الريادية.