اميرة الزبيدي
بالرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققها أبطالنا من ذوي الهمم في ميادين البطولات العالمية والدورة البارالمبية، إلا أن الدعم المالي المحدود لا يزال يرافق عمل اللجنة البارالمبية العراقية. بل إن وزارة المالية العراقية، التي تشرف على صرف الميزانيات الخاصة بوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية واللجنة البارالمبية، لم تصرف الميزانيات التشغيلية المخصصة للقطاع الرياضي منذ ما يقارب الـ 24 شهرًا. رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أوصى، قبل فترة، بصرف السلف التشغيلية لجميع المفاصل الرياضية، بما فيها اللجنة البارالمبية، من أجل تغطية الاستحقاقات الخارجية لمنتخباتنا الوطنية. لكن الوقت يمضي، فيما لا يزال المشهد الرياضي يعيش حالة (خانقة) نتيجة غياب الأموال اللازمة للمشاركات الدولية. اليوم، ناشدت اللجنة البارالمبية الحكومة العراقية بضرورة الوقوف معها وحل الأزمة المالية العاجلة، بسبب قرب الاستحقاقات العالمية التي يشارك فيها أبطالنا الذين اعتادوا تحقيق أروع الإنجازات في البطولات الدولية والدورات البارالمبية. إنجازات كبرى يقول رئيس اللجنة عبيد الفرطوسي: "لا نريد سوى الاستحقاق المالي الذي أقرته الدولة. الإنجازات الكبيرة التي حققها أبطالنا تستحق التفاتة جادة وعاجلة من الحكومة العراقية، خاصة أننا نستعد حاليًا للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية للشباب نهاية العام الحالي، وهي محطة مهمة لإعداد جيل جديد من الأبطال الذين يحملون طموحات وطن بأكمله." وأضاف: "نحن لا نطالب بدعم استثنائي، بل بحقنا المالي من الموازنة التشغيلية المقرّة رسميًا. اللجنة اليوم أمام تحدٍ كبير في ظل غياب التخصيصات المالية اللازمة لإعداد اللاعبين بشكل مثالي، ما قد يهدد فرص العراق في المنافسة القوية على الميداليات. أبطالنا الذين شرفونا سابقًا قادرون على إعادة كتابة التاريخ، لكن ذلك لن يتحقق إلا عبر الدعم المالي الذي أقرته الدولة." نتائج رائعة أما الأمين العام للّجنة البارالمبية مهدي باقر فقال: "الجميع يعرف النتائج الرائعة التي حققها أبطالنا في البطولات العالمية، حيث أثبتوا جدارتهم بالتفوق على أبطال العالم في مختلف الألعاب. هذه النجاحات جاءت بفضل الجهود الجبارة للّجنة وأعضائها والمدربين واللاعبين." وأضاف: "لكن كل رياضة بحاجة إلى دعم حكومي مستمر. نحن نمتلك ميزانية مخصصة لتسيير شؤون المنتخبات العراقية والمشاركة في البطولات القارية. ذهبية البطلة نجلة عماد في بارالمبياد باريس العام الماضي أكبر دليل على ذلك. الإنجاز يحتاج إلى المال، وإذا انقطع يعني ببساطة غياب المشاركات، وهذا ما لا نتمناه." قهر المستحيل من جانبها، قالت البطلة البارالمبية نجلة عماد: "يومًا بعد آخر تؤكد رياضة البارالمبية جدارتها وتألقها على المستويات العربية والقارية والعالمية. لقد أثبتنا للعالم أن قوة العزيمة والإصرار قادرة على قهر المستحيل، وهذا ما فعله أبطال العراق برفع راية الوطن في المحافل الدولية." وأضافت: "ما تحقق لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة تخطيط مسبق وعمل دؤوب من قبل رئيس اللجنة والهيئة الإدارية. لكن النجاح لن يستمر إذا توقف الدعم المالي. نحن أبطال العالم في أغلب الألعاب البارالمبية، ولابد من أن نشارك في الاستحقاقات المقبلة. إذا لم يُطلق الدعم ستتأثر رياضتنا سلبًا، ونتمنى على الحكومة إطلاق السلف التشغيلية لاستعداد مثالي للبطولات الدولية المقبلة." نفق مظلم أما الصحفي الرياضي محمد كاظم فقال: "يبدو أن الرياضة العراقية، بمختلف مسمياتها، ستدخل نفقًا مظلمًا بسبب الإجراءات غير الصحيحة التي تتخذها وزارة المالية تجاه رياضة الأصحاء والمعاقين. فالمالية أوقفت الصرف عن الاتحادات منذ سنتين بحجة عدم إقرار الميزانية، ما أدى إلى توقف النشاطات الرياضية." وتابع: "الحال نفسه يواجه اللجنة البارالمبية، التي لم تُصرف لها السلف التشغيلية، ما حرم أبطالنا من ذوي الهمم من المشاركة في بطولات دولية مهمة. هؤلاء الأبطال الذين توشحوا بالذهب ورفعوا العلم العراقي في أكبر المحافل، يستحقون أن تدعمهم دولتهم قبل أي أحد آخر."