أحمد رحيم نعمة
منذ أكثر من شهر، والأندية الرياضية العراقية ترنو بأنظارها نحو اللاعبين المميزين، سواء في العراق أو خارجه، استعدادًا للموسم الكروي الجديد. فقد تعاقدت الأندية مع لاعبين محليين وأجانب بعقود خيالية تجاوزت المليار دينار للمدرب أو اللاعب، ما أثقل كاهل ميزانياتها. في الموسم الماضي أعلن اتحاد الكرة العراقي أنه لن يصادق على أي عقد يتجاوز الـ 150 مليون دينار، محددًا بذلك سقفًا لعقود اللاعبين في دوري النجوم. لكن في الموسم الجديد، الذي سينطلق في تشرين الأول المقبل، تعاقدت الأندية مع مدربين ولاعبين بعقود تعدت كل التوقعات. سوق الانتقالات لقد شهد سوق الانتقالات في دوري نجوم العراق استعدادًا لموسم 2025 – 2026 نشاطًا واسعًا على مستوى الأندية واللاعبين، تزامنًا مع تقديم قنوات الكأس القطرية عرضًا ماليًا كبيرًا لشراء حقوق النقل التلفزيوني، وسط توقعات بعروض أخرى قد تزيد من قيمة البث وتعكس الاهتمام الإقليمي المتزايد بالدوري العراقي. مدرب نادي الزوراء عبد الغني شهد قال: "بدون شك أن أي نادٍ يتمنى إعداد فريق جيد للموسم الجديد، وهذه حالة معروفة. ففي نهاية كل موسم تسعى إدارات الأندية للتعاقد مع مدرب ولاعبين بارزين، وهو ما يحصل حاليًا استعدادًا لموسم 2025 – 2026. فالزوراء أكمل تعاقداته بعقود جيدة مع لاعبين محليين ومحترفين، ولاسيما أننا ننتظر نتائج مميزة في دوري أبطال آسيا الذي سينطلق في 17 أيلول. حقيقةً النوارس هذا الموسم سيقول كلمته في الملاعب." بدوره، قال المدرب علي كاظم: "يبدو أن نادي الكرمة، الصاعد حديثًا إلى دوري النجوم، أشعل السوق بمنح عقود خيالية للاعبين محليين وأجانب، تجاوز بعضها المليار دينار. فقد تعاقد النادي مع لاعب المنتخب الوطني أيمن حسين بمبلغ 900 مليون دينار، وأقل بقليل مع لاعبين عرب، ما دفع لاعبي الأندية الأخرى لطلب زيادات في عقودهم. كما حافظ نادي الشرطة على لاعبيه بزيادة عقودهم، فيما أبرم نادي الموصل، الصاعد حديثًا، عقودًا مع لاعبين بارزين، إضافة إلى لاعب كولومبي بعقد جيد لموسم واحد." عقود تعدت الخيال الصحفي الرياضي نعيم حاجم علّق قائلًا إن "عقود اللاعبين والمدربين هذا الموسم تعدّت الخيال؛ إذ وصل بعضها إلى مليار دينار، مثل عقود أيمن حسين وأمجد عطوان في زاخو (800 مليون). هذا الموسم دخلت العقود الموسوعة الرقمية، والسبب يعود إلى متابعة الدوري العراقي عبر قنوات الكأس وغيرها. الموسم الماضي شهدنا دوريًا قويًا وصراعًا مثيرًا على المراكز الأولى، وفي الموسم الجديد ستزداد المتعة بوجود مجموعة كبيرة من اللاعبين المحليين والمحترفين. كلما كان الدوري قويًا وغنيًا بالمواهب، انعكس ذلك إيجابًا على قوة المنتخب الوطني." أندية فقيرة أما الصحفي الرياضي رياض عبد الهادي فقال: "عقود المليارات للمدربين واللاعبين في أندية المؤسسات ستكون وبالًا على الأندية الفقيرة التي لا تملك تمويلًا، وتعتمد على منحة وزارة الشباب أو دعم مجالس المحافظات. هذه الأندية تلجأ للشباب برواتب بسيطة. ورغم ذلك، قدّمت فرق مثل القاسم وديالى دروسًا كروية الموسم الماضي، إذ تفوقت على أندية صرفت الملايين. لكن المشكلة أن اللاعبين الشباب المميزين يرحلون إلى الأندية الغنية بعقود ضخمة. هكذا تستثمر الأندية الصغيرة في تكوين المواهب، بينما تحصدها الأندية ذات التمويل الكبير." وختم عبد الهادي بالقول: "أعتقد أن دوري النخبة للموسم الجديد سيكون ناريًا، مليئًا بالمتعة، نتيجة وجود نخبة من المحترفين من دول مختلفة، إلى جانب لاعبي المنتخبين الأولمبي والوطني العراقي."