أحمد الساعدي /
يثبت المدرب المخضرم علي وهاب، مرة بعد أخرى، أنه رجل المهام الصعبة و(الملحقات المصيرية)، حين قاد نادي أمانة بغداد للتأهل إلى دوري نجوم العراق، للمرة الثامنة في مسيرته، ليترسخ لقبه الذي أطلقته عليه الأوساط الرياضية: (العرّاب). وهاب، صاحب الباع الطويل والتاريخ المضيء، ترك بصمته في ثمانية أندية عراقية كانت تعاني في دوري (المظاليم)، قبل أن يحوّلها إلى فرق تنافس في دوري الكبار، حين صعد بأندية: بابل (2000)، والصليخ (2005)، وصلاح الدين (2009)، والحدود (2013)، والسماوة (2014)، وأربيل (2018)، وكربلاء (2021)، وأخيرًا أمانة بغداد (2025). ومع كل إنجاز، كانت النهايات دائمًا متشابهة: يرحل بصمت بعد إنجاز كبير، باحثًا عن تحدٍّ جديد في الظل. دكتوراه المظاليم! يقول الحكم الدولي السابق شاكر محمود: "علي وهاب مدرب من نوع خاص، عرّاب حقيقي لدوري المظاليم. لا أحد يعرف تفاصيل هذا الدوري كما يعرفها وهاب. حتى أن بعضهم منحه (دكتوراه فخرية) بصفته (اختصاصي دوري المظاليم)." يتابع محمود: "إذا أردت الصعود لدوري الكبار، ابحث عن علي وهاب. لا يُجاريه أحد في قراءة خفايا هذا الدوري، ومعرفته العميقة باللاعبين والمواهب تشبه معرفة الأب بأسماء أبنائه." كانت مباراة الصعود مع نفط البصرة عبر ملحق (البلاي أوف)، التي انتهت بهدف نظيف لصالح أمانة بغداد على أديم ملعب الشعب الدولي، تجسيدًا عمليًا لهذا الإرث. عن هذا الفوز، قال وهاب: "اللاعبون لعبوا بعقولهم، لا بأقدامهم. قدمنا نهجًا تكتيكيًا رائعًا داخل المستطيل الأخضر، وستظل هذه المباراة خالدة في ذاكرة اللاعبين والإدارة، التي أكن لها كل الاحترام على احترافيتها." توليفة مذهلة اللاعب الدولي السابق كرار علي قال: "ما فعله وهاب مع أمانة بغداد هو تتويج لمسيرة مدرب يعرف كيف يعيد بناء الفرق من الصفر. انتصار الملحق كان أكثر من مجرد فوز، بل درس في الصبر والانضباط والعمل الجماعي." يضيف كرار: "منذ توليه المهمة، كان وهاب واضحًا: فريق منظم يقاتل حتى آخر دقيقة. بالرغم من نقص الموارد وغياب الأسماء الرنانة، نجح في خلق توليفة مذهلة. لكن المفاجأة كانت في تصريحه بعد المباراة حين قال: "مهمتي انتهت مع الأمانة." رجل التفاصيل أما المدرب جابر محمد فأكد أن سر نجاح وهاب يكمن في شخصيته النفسية القوية، وعلاقاته الممتازة باللاعبين وإدارات الأندية، مشيرًا إلى أنه: "مدرب الإنقاذ والانبعاث الكروي، رجل التفاصيل الذي يعيد بناء الفرق من تحت الركام." وأوضح محمد أن مستقبل وهاب لن يكون في الراحة، بل إن الأندية بدأت تتحرك لاستقطابه، في وقت تفكر فيه إدارة أمانة بغداد بالاعتماد على مدرب شاب يكمل المسيرة. الصحفي الرياضي رحيم عودة أشار إلى أن علي وهاب كان النجم الحقيقي لدوري الدرجة الأولى خلال الموسم، وقال: "تسلم فريق الأمانة وهو في منتصف الترتيب، لكنه استطاع بخبرته أن يصعد به. تمنينا أن يُمنح فرصة تدريب المنتخبات الوطنية، لأنه مدرب موهوب في صقل اللاعبين وتطويرهم."