أميرة محسن /
اختتمت مؤخرًا بطولة أندية العراق بالكرة الطائرة النسوية التي احتضنتها قاعة سولاف في محافظة كركوك، حيث توج فريق شابات (قرقوش) بلقب البطولة بعد فوزه على فريق أفروديت بشوطين مقابل شوط واحد. البطولة شهدت مشاركة 12 فريقًا من مختلف مناطق العراق، منها عنكاوا، وسنحاريب، ودربندخان، وغيرها، وأشرف عليها الاتحاد العراقي للكرة الطائرة، الذي أكد أن هذه الفعالية تأتي ضمن خطته لتوسيع قاعدة اللعبة ودعم المواهب النسوية الناشئة، التي من المتوقع أن تشكل رافدًا مهمًا للمنتخب الوطني في المستقبل القريب. مواهب نسوية شهدت البطولة مشاركة واسعة من أندية نسوية عراقية تمثل مناطق متعددة، إذ لم تقتصر على المنافسة الرياضية فقط، بل كانت منصة وطنية لاكتشاف المواهب استعدادًا للمشاركات الإقليمية والدولية المقبلة. أقيمت البطولة تحت رعاية الاتحاد العراقي المركزي للكرة الطائرة، وهدفت إلى تطوير المستوى الفني والبدني للاعبات، بالإضافة إلى اختبار جاهزيتهن للبطولة المقبلة في غرب آسيا للسيدات، المقررة في سلطنة عُمان خلال تشرين الأول 2025. الأندية المشاركة كانت من مناطق متنوعة شملت: السليمانية، وأفروديت، وطق طق، وأكاد عنكاوة، ودربندخان، وقره قوش، وسيروان – حلبجة، وأمانة بغداد، والبصرة، ونادي الفتاة – أربيل. مباريات البطولة شهدت الجولة الثانية مباريات قوية، كان أبرزها فوز فريق أفروديت على أمانة بغداد بنتيجة 3 - 2 في مباراة مثيرة امتدت لخمسة أشواط (17–25، 25–22، 25–18، 21–25، 15–11). كما واصل فريق طق طق تألقه بفوز نظيف على البصرة 3 - 0 (25–7، 25–20، 25–18)، فيما حقق أكاد عنكاوة انتصارًا كاسحًا على سيروان – حلبجة بنتيجة 3 - 0 بفوارق نقاط كبيرة. وفي الجولة النهائية، فجر فريق طق طق مفاجأة بفوزه مرة أخرى على أمانة بغداد 3 - 2 بعد مباراة شديدة الإثارة. وحقق فريق أفروديت مفاجأة مدوية بالفوز على المضيف دربندخان بثلاثة أشواط نظيفة (25–18، 25–23، 25–21). فيما قدم فريق قره قوش عرضًا هجوميًا قويًا، محققًا فوزًا سهلاً بثلاثة أشواط دون رد على سيروان – حلبجة. دعم إعلامي أعلنت اللجنة الأولمبية العراقية، بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان، أن محافظة السليمانية أصبحت (عاصمة الرياضة النسوية في العراق)، تقديرًا لدورها في تنظيم البطولات ودعم الرياضيات والفتيات في مختلف الألعاب، وعلى رأسها الكرة الطائرة. بالرغم من النجاحات التنظيمية والفنية، يرى بعض المراقبين أن الرياضة النسوية لا تزال تحتاج إلى دعم إعلامي أكبر، وبنية تحتية وتدريبية متطورة في الأندية خارج المدن الكبرى، إلى جانب تطوير برامج المدربات والإداريات لضمان استمرارية التقدم. وتعتبر السليمانية أكثر من مجرد مضيّف للبطولات الرياضية؛ فهي مركز إشعاع رياضي نسوي وبيئة حاضنة للتميز والتمكين، وإذا استمر هذا الزخم، فإن العراق قد يشهد قريبًا منتخبًا نسويًا قادرًا على المنافسة على المستوى الإقليمي وربما العالمي. خطط المستقبل وأكد الاتحاد العراقي للكرة الطائرة أن هذا النوع من البطولات سيصبح دوريًا، مع تعزيز المشاركة النسوية في البطولات الإقليمية والآسيوية، خاصة مع ظهور عدد من اللاعبات الواعدات خلال هذه البطولة. كما يمثل قرار اللجنة الأولمبية الوطنية بتسمية السليمانية عاصمة الرياضة النسوية اعترافًا بالدور الكبير الذي تلعبه المدينة في توفير فرص حقيقية للنساء لممارسة الرياضة، مع دعم كبير من الحكومة المحلية وبنية تحتية رياضية متطورة. يشكل هذا الدعم نقطة تحول لتعزيز مكانة السليمانية كمركز رياضي نسوي وتشجيع المزيد من النساء على ممارسة الرياضة، ما يسهم في تطوير الرياضة النسوية على مستوى العراق بشكل عام.
