فحص جماعي!

كاريكاتير

فحص جماعي!
100%

خضير الحميري /

أذكر رسماً لفنان الكاريكاتير رائد نوري يعود إلى أواخر سبعينيات القرن الماضي، يظهر فيه طبيب وهو يفحص بسماعته عدداً من المرضى، وقد وضع بينهم أوراق (كاربون) في إشارة لحالات الفحص الجماعي المستنسخ في عيادات الأطباء. وكنت أظن أن هذه الظاهرة قد انتهت مع انتهاء ظروفها المتمثلة بضيق العيادات وضيق الوقت وكثرة المرضى وقلة الأطباء، وغيرها من الحجج الواهية، إلا أن الظاهرة ماتزال حية ترزق، وقد لمستها لدى أكثر من طبيب، بل إن هناك طبيباً معروفاً كنت شاهداً على استقباله المرضى في عيادته الخاصة التي (تكصب كصب) تغص حتى غرفة الفحص بهم، ثم يبدأ بسؤالهم عن أوجاعهم واحداً تلو الآخر، فيضطر بعضهم لخفض صوته لكي لا يعرف (الجمهور) شيئاً عن خصوصياته، فيجيبه الطبيب: ارفع صوتك شوية.. الأمر يتكرر لدى أكثر من طبيب وفي أكثر من اختصاص (على قلتهم)، أما بالنسبة لطبيبات النسائية فالظاهرة حاضرة بإصرار(كما وشوشت لي بعض النساء)، رغم حساسية الاختصاص وحاجة المراجعِة الى الانفراد بطبيبتها لتبثها أوجاعها الخاصة إيماناً بالعهود (الأبقراطية) الراسخة! وبعيداً عن مسألة الخصوصية وحاجة المريض إلى البوح لطبيبه، فإن وجود أكثر من مريض في غرفة الفحص يشوش على تركيز الطبيب والمريض معاً، إذ يُشعر المريض أن هناك آذاناً أخرى تشارك أذن الطبيب في سماع دقات قلبه أو قرقرات بطنه.. وفي عيادة طبيب آخر( اختصاص عيون) يجري إدخال ثمانية مرضى، حيث توجد ثمانية كراسي، وعلى المرضى الزحف دورياً إلى الكرسي المجاور كلما انتهى الطبيب من فحص وتشخيص مريض منهم، وكلما خلا كرسي يُدخل السكرتير من يشغله.. وهلم زحفا.. وقد حدثني أحد الأصدقاء -الذين أثق بهم كثيراً- بأنه راجع أحد الأطباء في المستشفى لأنه كان يعاني من انتفاخ الأوردة في مقعده (لها تسمية طبية أخرى تبدأ بحرف الباء) لكنه فوجئ، بعد أن قطع تذاكر الفحص، بوجود جمهرة من المرضى يحتشدون في غرفة الفحص، وحين سأله الطبيب عمّ يشكو.. أجابه متلعثماً وهو يتطلع إلى الآذان والعيون المبحلقة حوله.. بأنه يشكو من حموضة المعدة !! فكتب له الطبيب .. فوّاراً مع حَب كرط !!

 

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج