أحمد رحيم نعمة /
في ختام أطول نسخة من بطولات كأس العراق لكرة القدم، خطف نادي دهوك اللقب لأول مرة في تاريخه، بعد فوز ماراثوني على غريمه زاخو، في مباراة نهائية امتدت إلى 120 دقيقة وانتهت بركلات الترجيح، وسط حضور جماهيري غير مسبوق، وأحداث مؤسفة شابت نهاية الكرنفال الكروي الكبير. كان من المقرر إقامة النهائي على ملعب السليمانية، إلا أن اتحاد الكرة قرر نقله إلى ملعب الشعب الدولي في بغداد، خشية تكرار أعمال الشغب التي وقعت سابقًا بين جماهير الفريقين في مباريات الدوري. وبموافقة الناديين، أقيم اللقاء أمام مدرجات امتلأت بالكامل بجماهير زاخو ودهوك، في مشهد يُعد الأول من نوعه في العاصمة لفريقين من خارج بغداد. المباراة جاءت قوية ومثيرة، وانتهى وقتاها الأصلي والإضافي بالتعادل، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي منحت نادي دهوك اللقب الغالي، وسط فرحة عارمة لأنصاره. نزال شاق وصف رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال تتويج دهوك بالكأس بأنه "إنجاز مميز جاء بعد نزال شاق وجهود كبيرة." مشيرًا إلى أن "الفريق قدم مستوى رائعًا طوال البطولة، وتُوّج جهوده بانتصار تاريخي." درجال هنّأ إدارة دهوك والملاك الفني واللاعبين على هذا الإنجاز، كما أشاد بأداء نادي زاخو "الذي نافس بشرف وروحية عالية." مؤكدًا أن الفريقين قدّما واحدة من أجمل مباريات الموسم. من جانبه، قال رئيس نادي دهوك د. عبد الله جلال "إن المباراة كانت قوية ومثيرة، استمتع بها الجمهور الكبير الذي حضر من الشمال إلى العاصمة"، مشيدًا بأداء الفريقين ومستواهما الفني. وعن الشغب الذي أعقب اللقاء، أشار إلى أن "ما حصل من الجماهير أمر طبيعي وعفوي، ولا يُحمَّل جمهور دهوك مسؤولية ما حدث." معتبرًا أن ما جرى لا يفسد روعة النهائي ولا يطغى على إنجاز التتويج. الى ذلك، شكك مدرب زاخو عبد الغني شهد في نزاهة مجريات المباراة، مشيرًا إلى أن "فوز دهوك جاء نتيجة سيناريو مُعد مسبقًا منذ مباراة الميناء." وأضاف: "فريقنا كان الأفضل في أغلب فترات المباراة، لكن طرد لاعبنا غير المبرر وانحياز بعض القرارات ضدنا حرمانا من التتويج." نهائي مؤسف الصحفي الرياضي جعفر العلوجي عبّر عن أسفه لما رافق النهائي من أحداث شغب، مؤكدًا أن المباراة كانت "فرصة لرسم صورة حضارية عن جماهير المحافظات." لكنها انتهت بفوضى أعادت إلى الأذهان كوارث رياضية مثل حادثة بورسعيد. وأضاف: "ما حدث يجب أن يكون جرس إنذار للاتحاد العراقي والأجهزة الأمنية والرياضية، ويستدعي مراجعة شاملة لآليات التنظيم ووعي الجماهير." اللاعب الدولي السابق علي حسين رحيمة أثنى على الأداء العالي للفريقين، مشيرًا إلى أن النهائي كشف عن مواهب كروية تستحق تمثيل المنتخب الوطني، لكنه عبّر عن أسفه لما وقع من الجماهير التي "أفسدت كرنفالاً كرويًا كان يجب أن ينتهي بصورة أجمل." واختتم الصحفي الرياضي سمير السعد بالتحذير من تكرار هذا النوع من الفوضى، داعيًا إلى عدم طي صفحة ما جرى في النهائي، مشددًا: "الملاعب يجب أن تظل ميادين للتنافس النظيف، لا ساحات للعنف والاعتداءات، وعلى الجهات المسؤولة اتخاذ إجراءات رادعة.".