100%
محسن إبراهيم
في حياة الفنانين، غالبًا ما تكون هناك تجربة شخصية مليئة بالتحديات، سواء كان ذلك في الرسم، أو النحت، أو الموسيقى، أو أي مجال فني آخر. يمثل هذا العمل بداية رحلة الفنان، حين يسعى للتعبير عن رؤيته الخاصة من خلال وسائط فنية متنوعة. وكل عمل فني حقيقي ينطلق من تجربة الفنان الشخصية وإحساسه المباشر بالعالم. العمل، أو الدور الأول في حياة الممثل له طعم آخر، ربما يبقى راسخًا في الذاكرة بالرغم من تعدد الأعمال. عن العمل الأول في حياة الفنانين، كان لـ" "الشبكة العراقية" هذا الاستطلاع.
صدفة
الفنانة عواطف نعيم، ربما كانت الصدفة هي من قادتها إلى عالم التمثيل، إذ تقول: كنت متوجهة إلى ستوديو المذيعات لإجراء الاختبار كمذيعة، لكن توجهت إلى ستوديو آخر يتواجد فيه الفنان الكبير طعمة التميمي، وكان يظن أني الممثلة المتأخرة، فصرخ بي: "ادخلي الاستوديو بسرعة!" لأقف بمواجهة فوزية عارف وسامي عبد الحميد وهم يقدمون ملحمة كلكامش. كانت لي القدرة أن أتقمص دور جارية عشتار دون تردد أو خوف، ليكتشف (التميمي) فيما بعد أني لم أكن ممثلة، وإنما كنت حاضرة لأداء اختبار المذيعين، فيُصرّ، هو والفنان كريم عواد على بقائي ضمن كادر التمثيل، ولله الحمد استمرت المسيرة.
هوس الإخراج
أما الفنان رياض شهيد، فكان الإخراج هو هاجسه الأول، بالرغم من نجاحه في عالم التمثيل، عن تجربته الأولى في عالم الإخراج قال: في ما يخص تجربة الإخراج بالنسبة لي، أعتقد أن ما دفعني إلى ذلك هو أن هناك هوسًا بأن تقود فكرة العرض المسرحي من النص والممثلين والتقنيات. استهوتني هذه الفكرة كثيرًا، ولكن هي فكرة خطيرة، أن تكون مخرجًا مسرحيًا، وبالتحديد في المسرح العراقي، وهذا موضوع خطير لأن المسرح العراقي مسرح متقدم والوجه المشرق للمسرح العربي.
يضيف شهيد: بدأت تجربتي في الإخراج حين كنت طالبًا، أخرجت حينها مسرحية (جوهر القضية) لفرقة الفن الثوري في الديوانية. بعد هذا العمل كان عمل (البكاء في غياب القمر) للكاتب السوري وليد خلاصي، ومن ثم العمل الأهم الذي كُتب عنه الكثير وهو (نديمكم هذا المساء.) الحمد لله، كنت متأنيًا ودقيقًا، لم أكن كثير الأعمال، كانت تجارب قليلة لكن مهمة. اشتغلت بعد ذلك على عمل مهم أيضًا (تفاحة القلب)، وهو من تأليف فلاح شاكر، وهو عمل مشاكس آخر.
بداية كبيرة
يعتقد بعضهم أن دورها الأول هو في مسلسل (النسر وعيون المدينة)، لكن الفنانة بتول عزيز قالت إن هذا الاعتقاد خاطئ، والحقيقة أن دوري الأول هو في سهرة (من يكون معي) في العام 1976، إذ وقع عليّ الاختيار من قبل المخرج محمد يوسف الجنابي بعد أن أجرى اختبارًا لاختيار الشخصية، وكانت هذه السهرة هي أول سهرة ملوّنة في تلفزيون العراق. ومن ثم توالت الأدوار. في مسلسل (النسر وعيون المدينة) كان الترشيح من قبل المخرج إبراهيم عبد الجليل، الذي اشتركت معه في عمل (أيلتقي الجبلان)، وكانت عودة بعد انقطاع طويل، بالرغم من عدم قناعتي بالدور.
أضافت بتول أنها وقفت أمام عمالقة الفن وهي بعمر تسع سنوات، أمام الراحل جعفر السعدي، والفنانة فوزية الشندي، وفي سهرة (من سيكون معي) كنت أمام الفنانة سليمة خضير، والفنان محسن العزاوي، والكثير من نجوم الفن العراقي. بداياتي كانت مع أسماء كبيرة، وبلا شك، إنه شعور عظيم أن تكون بين هؤلاء الفنانين الكبار، والذين يمدّونك بإحساس العائلة الواحدة.
حلم وأمنية
الفنانة هند نزار تستذكر عملها الأول في مسلسل (النبي أيوب)، إذ تقول: كانت هناك وجوه عديدة مرشحة لهذا الدور، من ضمنها ممثلة سورية، ولكن المخرج وكادر العمل شاهدوا صورتي، وبعد مشاورات طويلة وحضوري جلسة القراءة، كان المخرج أركان جهاد يبحث عن مواصفات خاصة للشخصية، وهي أن تكون رشيقة وجميلة ومثقفة، وحين شاهدني قال: "تلك هي ليلى التي أبحث عنها."
لم أخشَ الكاميرا عند وقوفي أمامها لأول مرة، تصرفت بشكل تلقائي وكأن لا وجود لها، ما شغلني أكثر هو وقوفي أمام الفنانين العراقيين: الفنانة عواطف نعيم، والفنانة فاطمة الربيعي، والفنان مازن محمد مصطفى، وهذا كان حلمًا وأمنية بالنسبة لي.