أحمد رحيم نعمة
اختتمت مؤخرًا في العاصمة القطرية الدوحة بطولة كأس الخليج للناشئين تحت 17 عامًا، حيث ودّع منتخب ناشئة العراق البطولة عندما خسر في نصف النهائي أمام المنتخب الإماراتي بهدف. هذه الإخفاقَة لمنتخب الناشئين لم تكن متوقعة بعد العرض المميز الذي قدمه الفريق في تصفيات المجموعة، وحتى مباراته في نصف النهائي أمام المنتخب الإماراتي.
سيطر الفريق العراقي على شوطي المباراة، لكن دون إحراز أي هدف، ومن هجمة واحدة جاء هدف الفوز لناشئة الإمارات وسط ذهول الجماهير الكروية العراقية التي توقعت فوز الناشئين بأكثر من 5 أهداف. على الرغم من الخسارة وتوديع البطولة، إلا أن الكرة العراقية كسبت جيلًا جديدًا من اللاعبين المميزين الذين سيكونون القوة الضاربة للمنتخب الوطني العراقي مستقبلًا، عن هذا الموضوع تحدث لـ "الشبكة العراقية" المدرب الوطني السابق، علي صابر قائلًا: "منتخب ناشئة العراق قدّم أجمل ما يكون في بطولة كأس الخليج، من حيث الأداء الرجولي الراقي في جميع المباريات التي لعبها، حتى في مباراتهم في نصف النهائي أمام ناشئة الإمارات، إذ كان لاعبو منتخبنا أفضل بكثير من الفريق الإماراتي، وقدّموا مباراة كبيرة ورجولية. وبرغم الخسارة بهدف، إلا أن الأداء كان مشرفًا ويبعث على الفخر، فالخسارة لم تقلل من عطائهم، بل أثبتوا أن مستقبل الكرة العراقية بخير، وأن جيل الناشئين قادر على رفع اسم العراق عالياً في البطولات الدولية." مشيرًا إلى أننا كسبنا جيلًا مليئًا بالمواهب الكروية التي سيكون لها شأن كبير مستقبلًا.
وأضاف صابر: "منتخبنا قدّم فواصل فنية رائعة في مباراته الأخيرة أمام المنتخب الإماراتي، لكن تسرع المهاجمين حال دون إحراز هدف. إذ أضاع لاعبونا أكثر من 6 أهداف محققة." مبيّنًا أن الجانب التحكيمي كان غير منصف مع ناشئة العراق من حيث غضّ النظر عن ركلات جزاء محققة لم تُحتسب.
اللاعب القناص بدوره، تحدث المدرب جابر محمد قائلًا: "خامات جيدة تتواجد في منتخب الناشئين، لكن ما ينقص الفريق، اللاعب القنّاص." موضحًا أن فرصًا عديدة أتيحت للاعبين أمام مرمى الخصم، لكنها لم تُستغل. مضيفًا: "على سبيل المثال مباراة نصف النهائي أمام ناشئة الإمارات التي انتهت لصالحهم بهدف وحيد، كان ناشئة العراق متسيدين الملعب طيلة الشوط الأول، لكنهم أضاعوا أهدافًا عديدة، ومن خطأ واحد في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول جاء هدف الإمارات بخطأ دفاعي كلّف الفريق الخروج من كأس الخليج. وفي الشوط الثاني كانت السيطرة واضحة لمنتخب ناشئة العراق لكن دون جدوى، فالمهاجمون أضاعوا فرصًا سهلة جدًا أمام المرمى."
مشددًا على ضرورة أن يبحث مدرب منتخب الناشئين عن مهاجم صريح يحرز الأهداف.
النتيجة غير عادلة أما اللاعب الدولي السابق محمد علي فقال: "كرة القدم هي (كرة الألم)، فقد أضاع لاعبو منتخب ناشئة العراق في بطولة كأس الخليج فرصًا بالجملة. الفريق لا يستحق الخسارة في مباراة نصف النهائي أمام الإمارات من حيث سيطرته الكاملة على مجريات الشوطين، لكن من هجمة واحدة جاء هدف الفوز." موضحًا أن النتيجة كانت مؤلمة عطفًا على ما قدّمه الناشئون في المباراة، مضيفًا: " لقد رفع أسود الرافدين الصغار، الأبطال، رأس العراق عاليًا، إذ لعبوا برجولة، وقدّموا مباراة نارية أمام الإمارات، برغم الخسارة بهدف يتيم. النتيجة لم تكن مقياسًا، الأداء والغيرة والروح القتالية تكفي كي نفتخر بهم. إنهم الأمل الجديد للكرة العراقية، جيل يبشر بالخير. اليوم نقولها وغدًا نعيدها: العراق بخير بأبنائه الأبطال الذين يسطرون أروع الإنجازات في سوح المسابقات العربية والآسيوية."
فقدان التجانس في حين قال الصحفي رحيم عودة: "لا ننكر أن منتخب ناشئة العراق قدّم أجمل ما يكون في بطولة كأس الخليج الأخيرة، لكن في نفس الوقت نقول إن منتخبنا يحتاج إلى وقت لكي يتجانس اللاعبون بعضهم مع بعض."، مشيرًا إلى أن الفريق العراقي يضم مجموعة جيدة من المواهب الكروية، إلا أن التجانس قليل فيما بينهم، لذلك لم تترجم الفرص إلى أهداف، بسبب الخبرة المحدودة للاعبين، وفي هذه الحالة لا بد للكادر التدريبي العراقي أن يدرس سبب الإخفاق في بطولة كأس الخليج ولماذا لم تُترجم الهجمات إلى أهداف. مضيفًا: "هذه الأمور يجب الوقوف عندها، وإلا كيف نسمي فريقًا يتسيد الشوطين أمام الإمارات ولم يحرز هدفًا، بينما جاء هدف الإماراتيين من هجمة واحدة أخرجت الناشئين من البطولة؟ كما أن الجانب النفسي كان له تأثير أيضًا في المباراة من خلال الشد العصبي للاعبين دون مبرر."