أحمد جعفر /
في خطوة نحو استثمار الثروات الطبيعية وتحقيق الأمن الطاقي، شهدت بغداد توقيع عقد ضخم مع شركة (شلمبرجير) الأميركية لتطوير الإنتاج في حقل عكاس الغازي بمحافظة الأنبار، وهو مشروع يُنتظر أن يُسهم في تعزيز قدرة العراق على استثمار كامل إنتاج الغاز. وقد استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني نائب رئيس شركة (مورغان هيوز) الأميركية غريغوري بلووم، وجرى خلال اللقاء استعراض فرص التعاون في مجالات تطوير الحقول النفطية واستثمار الغاز المصاحب، حيث أكد السوداني أن العراق يهدف إلى استثمار كامل الغاز المنتج في الحقول بحلول عام 2028. كما شدد على أن العقود النفطية يجب أن تسهم في خلق فرص عمل حقيقية، وأن تُعطى الأولوية في العقود الثانوية لشركات القطاع الخاص العراقي، إلى جانب تدريب الكوادر الوطنية على أحدث التقنيات المعتمدة عالميًا في قطاع الطاقة. من جانبه، أبدى (بلووم) رغبة شركته في الاتفاق مع الجانب العراقي في مجالات استثمار الغاز، وتطوير الحقول، ودعم النهضة التنموية المستمرة في العراق، من خلال التعاون في القطاع النفطي وتوفير أحدث الوسائل التكنولوجية في هذا المجال. في موازاة ذلك، أعلن وزير النفط حيان عبد الغني توقيع عقد مع شركة (شلمبرجير) الأميركية لتطوير حقل عكاس الغازي، مؤكداً أن هذا التعاقد يمثل نقلة نوعية طال انتظارها في مجال استثمار الغاز في محافظة الأنبار. وأوضح الوزير أن شركة نفط الوسط جرى تكليفها بإتمام هذا المشروع، إذ تعاقدت مع شركة (شلمبرجير) الأميركية لحفر الآبار في الحقل، للارتقاء بمعدلات الإنتاج إلى 100 مقمق في اليوم. مشيرًا إلى إلغاء العقد مع الشركة الأوكرانية . وأشار إلى أنه سيجري، لاحقًا، توقيع عقد لإنشاء المنشآت السطحية لاستثمار الغاز من الحقل. كذلك هناك عقد آخر مكمّل للعمل مع شركة المشاريع النفطية، لإنشاء شبكة الأنابيب التي تنقل الغاز من الآبار إلى وحدات المعالجة المركزية في الحقل. مبينًا أن الغاز المنتج من الحقل سيجري توجيهه إلى محطة الأنبار المركبة، التي هي قيد الإنشاء حاليًا من قبل وزارة الكهرباء. وشدد على ضرورة التزام الشركة المتعاقد معها بالتوقيتات التعاقدية في ضوء الحاجة الملحّة للغاز. موضحًا أن هذا المشروع سوف يضيف كمية غاز تقدر بـ 60 مقمق في اليوم، لترتفع كمية الغاز المستثمرة في الحقل إلى 100 مقمق في اليوم، من أصل 400 مقمق، وهي الطاقة المستهدفه من الحقل. فيما أعرب رئيس شركة (شلمبرجير) للمشاريع المتكاملة، غوخان ياريم، عن سروره بتوقيع العقد، مؤكدًا التزام الشركة بتنفيذه وفق الجدول الزمني، معلنًا عن رغبة (شلمبرجير) في توسيع شراكاتها المستقبلية مع العراق. وأكد وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج، باسم محمد خضير، أن هذا العقد يمثل إنجازًا نوعيًا، ويثبت أن البيئة الاستثمارية في الأنبار آمنة ومستقرة. كما اعتبر المشروع جزءًا من ستراتيجية الوزارة لـ غلق ملف الغاز المحروق، وتوفير طاقات إضافية عبر تطوير الحقول الغازية في عكاس والمنصورية. بدوره، شدد المدير العام لشركة نفط الوسط، محمد ياسين، على أن المشروع يحمل أبعادًا اقتصادية وفنية ستراتيجية، لما يتضمنه من حجم إنتاج واستثمار متطور، ونموذج اقتصادي جديد، فضلًا عن إتاحة فرص للشركات المحلية والمباشرة مع شركات الخدمات العالمية. وأكد رئيس لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية النيابية، هيبت الحلبوسي، أن المشروع يعكس الإرادة السياسية الجادة للنهوض بالقطاع الطاقي، ويفتح الباب أمام استثمارات واسعة في غرب العراق، مشيدًا بجهود التنسيق بين مؤسسات الدولة لإنجاح المشروع. وتُعد (شلمبرجير) أكبر شركة خدمات في العالم في مجال حقول النفط والغاز. تأسست عام 1926، ويقع مقرها الرئيس في الولايات المتحدة الأميركية. وتقدم الشركة تقنيات متقدمة تشمل الاستكشاف، والحفر، والإنتاج، وإعادة تأهيل الآبار، وتقنيات التقاط وتخزين الكربون، فضلًا عن حلول للطاقة الجيولوجية والحرارية والهيدروجينية. ولدى (شلمبرجير) سجل حافل في العراق، عبر شراكات مع شركات محلية، مثل شركة الحفر العراقية (IDC) وشركة إيني الإيطالية (ENI)، ومبادرات للحد من حرق الغاز بالتعاون مع شركة سيمنس وشركة أرامكو.