علي السومري /
خسر الوسط الثقافي والصحفي، الأسبوع الماضي، أديبين طالما اندكّا بالشأن العام من خلال اشتغالاتهما وكتاباتهما. ونعت الأسرتان الصحفية والثقافية الراحلين. كما أصدر الاتحاد العام لأدباء وكتّاب العراق نعيًا لهما، وغصت مواقع التواصل الإجتماعي بصورهما وخبر رحيلهما المفاجئ. الدكتور واثق صادق، الصحفي والرسام والشاعر والباحث الاجتماعي، بعد مرض عضال، رحل تاركًا ما خلفه من أثر طيب في نفوس من عرفه، شاعر هادئ، لم ينافس يومًا ما أحدًا على منصة، ورسامًا طالما أسعد صحبه بـ (بورتريهات) من تخطيطه، وكاتبًا سبرت أبحاثه أغوار المسكوت عنه بكتابه (الحياة في الظل)، وصحفيًا، كان من أوائل الذين عملوا في صحيفة (الصباح) بعد سقوط الدكتاتورية، قبل أن ينتقل للعمل في وزارة العدل، ثم التحاقه أستاذًا في الجامعات العراقية. يقول في واحدة من قصائده: “ أمس،/ بحتُ باسمكِ لنجمة، / فتحوّلت شمسًا.. / أمس، / هتفتُ باسمكِ في البريّة، / فانبثقتْ ينابيعًا.. وعيونْ.. / أمس، / ذكرتكِ من دون قصدٍ، / فاحتشدت العصافيرُ على شفتيّ، / أمس، / رددتُ اسمكِ في سرّي، / فأحببتُ الناسَ جميعاً!!» أما الشاعرة والقاصّة والصحفية، حذام يوسف الطاهر، التي لم يمهلها المرض طويلًا، فرحلت بعد أن تركت خلفها إرثًا أدبيًا وإعلاميًا، سيظل دليلًا وشاهدًا على التزامها الوطني والإنساني، من خلال مبادراتها الكثيرة في إقامة الفعاليات الثقافية، ونشاطها المدني في تعزيز حضور المرأة في الساحة الثقافية، تقول (الطاهر) في مقطع من قصيدة لها: « كُمَيت .. / وأنا قاب جرفين .. بل أقرب / أقف على حافة الكلمات / وأدندن بلحنٍ لكميت / جذري وبوصلتي .. / حضن جدي ومهدًا للمحبة / سر أسرار المسافة لو مضيت .. / فإن غَضِبَتْ مال النخل دهرا / ونسى التمر على جرف المسافة .. فنسيت.» يذكر أن الراحلة أصدرت كتابين هما (صوت للحروف)، و(الحب وأشياء أخرى).