أميرة الزبيدي
أضاف البطل البارالمبي جراح نصار إنجازًا جديدًا إلى رصيده الحافل، بعدما تُوِّج مؤخرًا بالميدالية البرونزية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة، التي أُقيمت في نيودلهي بالهند، ليواصل كتابة فصول جديدة من قصة كفاح بدأت من أزقة الناصرية المتواضعة، وصولًا إلى منصات التتويج العالمية.
وُلد جراح عام 1991 في محافظة ذي قار، ووجد نفسه منذ طفولته أمام تحديات جسدية واقتصادية. لم يستسلم، بل سعى لأن يجعل من الرياضة وسيلته لإثبات الذات. وبينما كان يعمل بائع خضار لإعالة أسرته، كان يحمل حلمًا أكبر من جسده الصغير: أن يصبح بطلًا عالميًا. وقد تحقق كل ما سعى إليه جراح بالعزيمة والإصرار، إذ استطاع أن يتسلق سلم المجد ليصبح صاحب الإنجازات العراقية الرفيعة في البطولات العالمية.
وسام شرف الأمين العام للّجنة البارالمبية، رئيس اتحاد ألعاب القوى البارالمبي، مهدي باقر، تحدث عن إنجازات البطل العالمي جراح نصار قائلًا: "بكل فخر واعتزاز، نهدي هذا الإنجاز الغالي بالحصول على الميدالية البرونزية في بطولة العالم - نيودلهي / الهند، إلى كل من آمن بقدرتنا ووقف معنا في رحلة مليئة بالجهد والمعاناة والتحديات، هذا الإنجاز لم يكن مجرد ميدالية، بل هو ثمرة عزيمة وإصرار وإيمان بأن المستحيل يمكن أن يتحقق، فهو لم يكن وليد الصدفة بل ثمرة لجهود مضنية جسد فيها أبطالنا معاني العزيمة والإصرار، ليؤكدوا للعالم أجمع أن العراق، مهما أثقلته الجراح، ينهض برجاله ويكتب حضوره في ميادين التحدي بقوة وصلابة." مضيفاً "هذا الإنجاز نهديه لكل من آمن بالرياضة رسالة حياة، ولكل من جعل من الحلم واقعًا يزين صدر الوطن، الإنجاز في بطولة العالم، في أرض الهند، هو ليس مجرد ميدالية برونزية، بل هو وسام شرف يُعلَّق على صدر العراق، ودليل على أن أبناء الرافدين قادرون على صنع المجد مهما كانت الصعاب."
قريبًا من الذهب فيما قال البطل جراح نصار: "لقد كانت بطولة عالمية قوية جدًا، إذ شارك فيها معظم أبطال العالم، استطعت من خلالها أن أحقق الإنجاز للعراق بحصولي على الوسام البرونزي، مع أني كنت قريبًا جدًا من الحصول على الذهب." مقدماً شكره إلى المدرب القدير مازن حسين، الذي لم يبخل علينا بخبرته وجهده وإيمانه بنا، وإلى اللًجنة البارالمبية العراقية، وإلى شركة نفط ذي قار على دعمها المتواصل، وإلى السيد رئيس اتحاد ألعاب القوى لثقته ومساندته الكريمة، إن هذا الوسام البرونزي هو انتصار لإرادة شعب لا تنكسر ورسالة فخر لكل العراقيين." جراح تمنى المزيد من الدعم والرعاية لأبطال البارالمبية، الذين يرفعون اسم العراق في المحافل الدولية."
عزيمة وإصرار وتحدث الصحفي الرياضي رياض عبد الهادي قائلًا: "إنجازات كبيرة قدمتها الرياضة البارالمبية العراقية خلال السنوات السابقة، حين تمكن أبطالنا من رسم الإنجازات في جميع البطولات التي شاركوا فيها، ولاسيما الإنجاز الكبير للبطلة نجلاء عماد، التي تمكنت من حفر اسمها في الألعاب البارالمبية بحصولها على الوسام الذهبي."مبيناً أن أبطال البارالمبية حققوا أروع ما يكون، بل تفوقوا على الأصحاء من خلال إنجازاتهم على الصعيد العالمي. مضيفاً "شاهدنا قبل أيام البطل جراح نصار وهو يخطف الوسام البرونزي في بطولة العالم التي جرت في الهند بمشاركة دول متقدمة ولاعبين أبطال، إلا أن بطلنا استطاع أن يخطف الميدالية بكل جدارة واستحقاق، فبالإصرار والعزيمة يتحقق الإنجاز"، موضحاً أن هذا دليل على نجاح الإدارة التي تقود الأبطال، فالقائمون على اللجنة البارالمبية العراقية يسيرون بخطى ثابتة من حيث التخطيط السليم ودعم اللاعبين وتوفير جميع المستلزمات التي تسهم في نجاح مهمة اللاعب خلال مشاركته في البطولات الخارجية، وقد تحقق لهم ما خُطِّط له.