100%
أحمد الساعدي
في زمن قلّ فيه الحديث عن الألعاب الفردية، تبرز رياضة الكيوكوشنكاي في العراق كواحدة من أكثر الفنون القتالية حضورًا وتأثيرًا، خصوصًا بعد سلسلة النجاحات التي حققها المنتخب العراقي في البطولات الآسيوية والعالمية.
تطور هذه اللعبة لم يكن مصادفة، بل جاء نتيجة جهود مكثفة يقودها رئيس الاتحاد العراقي للكيوكوشنكاي عمار عدنان وهيب، الذي أطلق مشروعًا طموحًا لتأسيس أكاديميات متخصصة تعنى بالمواهب الناشئة، وتهيئ جيلًا جديدًا من الأبطال.
أبطال واعدون
في تصريح خاص لـ "الشبكة العراقية"، قال عمار عدنان وهيب: "عملنا بكل طاقاتنا، خلال المرحلة الحالية، من أجل النهوض بالكيوكوشنكاي، وأطلقنا مشروعًا وطنيًا ضخمًا نعتقد أنه سيكون نقطة تحول في الرياضات القتالية والفردية عمومًا. هذا المشروع يهدف إلى تأسيس أكاديميات مركزية لتدريب وتطوير المواهب الشابة في مختلف المحافظات."
وأكد وهيب أن الرؤية تتعدى الإنجازات الفردية، إذ يعمل الاتحاد على وضع العراق في مصاف الدول المتقدمة على صعيد هذه الرياضة. ويرى أن "نتائج أبطالنا الأخيرة في البطولات الخارجية تؤكد أننا على الطريق الصحيح. العراق احتل مراكز أولى بجدارة واستحقاق، والفضل يعود إلى التخطيط العلمي والعمل المؤسسي."
مواهب قادمة
من جانبه، تحدث المدرب محمد غفوري، أحد المشرفين على الأكاديميات التدريبية، قائلًا: "أشرفت على مجموعة واعدة من الناشئين، خضعوا لدورة جديدة في فن الكيوكوشنكاي استمرت شهرين. أجرينا لهم اختبارات في أساسيات الحركات، وقد اجتازوها بنجاح، وحصلوا على الحزام البرتقالي، وهو أول حزام في هذا الفن."
وأضاف غفوري أن "الأطفال أظهروا رغبة كبيرة في الوصول إلى الأحزمة المتقدمة، ولديهم قدرات بدنية وحركية مميزة، إلى جانب سرعة الاستجابة والاندماج مع التمارين، بالرغم من صعوبة الحركات في البداية."
واشار إلى أن "التحسن بدا واضحًا، والحماس لديهم كبير لتحقيق نتائج مميزة محليًا وخارجيًا، فالاتحاد يبذل جهدًا كبيرًا لاحتضان هذه المواهب، التي ستصبح مستقبلًا قوة ضاربة في اللعبة، ولاسيما في حصد الأوسمة الذهبية على المستوى القاري."
رؤية إعلامية
في مداخلة للصحفي الرياضي رحيم عودة، وصف فيها الأكاديميات بأنها "صناعة أمل حقيقي." وقال: "من الرائع رؤية هؤلاء الفتية الصغار يؤدون الحركات القتالية بإصرار. هم أطفال بعمر الورود، لكنهم دخلوا غمار واحدة من أقوى الفنون القتالية. لقد نجح الاتحاد في احتضان هذه الطاقات من خلال الدورات التدريبية." وأشار عودة إلى أن العراق له تاريخ مشرف في لعبة الكيوكوشنكاي، إذ حقق نتائج رائعة عالميًا بفضل أبطاله ومؤسسيه." ويرى أن "النتائج الكبيرة جاءت رغم محدودية الدعم، ولو حصلت الألعاب الفردية على 10 % مما تحصل عليه كرة القدم من ميزانية، لكان للعراق اليوم أكثر من ميدالية أولمبية. هناك مواهب حقيقية، لكنها تحتاج فقط إلى من يؤمن بها ويدعمها."
نتائج عالمية
أما المدرب رعد راهي، فتحدث عن معاناة الاتحادات الفردية في العراق، مؤكدًا أن أغلبها يعاني من نقص التمويل وعدم انتظام الصرف الحكومي. وأشار إلى أن "اتحاد الكيوكوشنكاي لا يمتلك ميزانية كافية لمشاركة المنتخب في بطولة واحدة، ومع ذلك يقيم بطولات داخلية ويدعم الأكاديميات، بل يشارك في المحافل الخارجية أحيانًا على نفقته الخاصة." مضيفًا: أن "الاتحاد استدان أموالًا خلال السنة الماضية فقط من أجل ضمان مشاركة اللاعبين في البطولات الخارجية، في ظل غياب تام للمنح المالية الرسمية."