100%
أحمد رحيم
أسدل الستار على الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، معلنًا تتويج نادي الموصل باللقب بعد مشوار طويل جمع خلاله 70 نقطة، يليه نادي الغراف وصيفًا بـ69 نقطة، ليحجز الفريقان تذكرتيهما إلى دوري النجوم العراقي للموسم المقبل.
هذا الصعود لم يكن اعتياديًا، بل قصة نادرة نسجتها العزيمة والإرادة في مواجهة الفقر والحرمان، إذ خاض الفريقان مشوارهما الصعب من دون ملاعب رسمية، وبلا دعم مالي مؤسسي، وسط تحديات كان يمكن أن تُسقط أعظم الفرق.
درع البطولة
بالرغم من افتقاره ملعبًا يحتضن جماهيره، لعب فريق الموصل جميع مبارياته خارج أرضه، لكنه نجح، بفضل التماسك الكبير بين إدارته وجهازه الفني ولاعبيه، في الحفاظ على التوهج الكروي حتى الجولة الأخيرة، التي حسمها بفوز عريض على مصافي الجنوب بأربعة أهداف لهدف، مكللًا موسمه بدرع البطولة.
أما الغراف، القادم من محافظة ذي قار، فقد خاض نفس المعاناة، بلا ملعب، ولا دعم مالي يوازي منافسيه، لكنه أكمل مشواره الماراثوني بثبات حتى نال الوصافة، لينضم إلى دوري الكبار لأول مرة، ويصبح مصدر فخر لأبناء المحافظة وعشّاق الكرة هناك.
رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، أشاد بما قدمه الفريقان، قائلًا: "أبارك لإدارتي ناديي الموصل والغراف بلوغ فريقيهما دوري نجوم العراق بعد حصولهما على المركزين الأول والثاني. لقد كانت مسيرة رائعة ومليئة بالعطاء، ساعدت جماهير الناديين، وآزرتهم في تحقيق هذا الإنجاز المستحق."
وفي تصريح آخر، قال محافظ نينوى عبد القادر الدخيل، الذي حضر المباراة الختامية للموصل: "لقد أبدع شبابنا في الدوري، وأعادوا للكرة الموصلية أمجادها بعد سنوات من الانقطاع، وسنقف معهم في المرحلة الأصعب المقبلة، لأن المنافسة في دوري النجوم تتطلب جاهزية فنية وبدنية عالية."
رسائل أمل
أما المدرب المعروف محمد فتحي، فقد قال في وصفه لمسيرة الموصل: "لقد حقق النادي المعجزة، وتوّج بطلًا للدوري، بالرغم من غياب الملعب والجمهور، ما حدث ليس فوزًا فقط، بل هو رسالة أمل من مدينة أنهكتها المحن، تقول إن العزيمة لا تعرف المستحيل."
وأبدى الإعلامي الرياضي فيصل صالح إعجابه بالناديين: "نرفع القبعة احترامًا لناديي الموصل والغراف. لقد كُتب لهما النجاح رغم التحديات. وجودهما في دوري النجوم أكثر جدوى من بقاء بعض أندية المؤسسات التي تستهلك المال بلا إنجاز."
من جانبه، قال النجم الدولي محمد كريم: "صعود الغراف إنجاز كبير يُحسب لكل أبناء ذي قار. برغم الظروف القاسية التي عاشها الفريق، أثبت الطموح أنه قادر على تحقيق المعجزات."
أما اللاعب الدولي السابق أحمد خلف، فقد أشاد بلاعبي الموصل ومدربهم: "الكابتن جاسب لا يكلّ ولا يملّ، وقد صنع مع كتيبته إنجازًا سيكتبه التاريخ للكرة الموصلية."
الصحفي الرياضي رياض عبد الهادي وصف الإنجاز بأنه: "ملحمة من الإرادة. فرق بلا ملاعب ولا أموال، تفوقت على أندية مدججة بالمحترفين. أتوقع أن يترك الفريقان بصمة قوية في دوري النجوم، فهما يملكان مواهب تستحق تمثيل العراق."