مشاهير وقعوا في الفخ المونجارو والأوزمبك.. رشاقة موعودة أم مأساة مؤجلة؟

تحقيقات

مشاهير وقعوا في الفخ  المونجارو والأوزمبك.. رشاقة موعودة أم مأساة مؤجلة؟
100%
رجاء الشجيري مع السرعة الهائلة في التقنيات، ومتطلبات الحياة حولنا، برز حلم البعض في التخلص من البدانة المفرطة والوزن الزائد للحصول على مواصفات الجسم الممشوق بمواصفات جمالية، عن طريق (إبر التنحيف) ومنها (المونجارو والأوزمبك)، وهما الأحدث والأكثر استجابة للمصابين بالسمنة، لتلبية احتياجاتهم. برغم أسعارها الغالية وموافقة منظمة الدواء العالمية عليها، نتساءل: هل هي آمنة الاستخدام دون آثار جانبية خطرة، قريبة أو بعيدة الأمد؟ وهل تُمنح لأشخاص دون آخرين لأسباب صحية معينة، أم أنها للجميع؟ ما الفرق بين الإبرتين طبيًا ومن الأكثر استجابة ورواجًا، أو ضررًا ربما؟ وما عملهما وتقنيتهما في خسارة الوزن؟ أسئلة طُرحت حولهما، لتأتي الإجابات من أطباء متخصصين بعد تجارب ومعاينات ضمن الاستطلاع الآتي: فروقات ومكونات الإبرتان كلتاهما تعمل على خفض معدلات السكر في الدم للمرضى المصابين بالسكري من الدرجة الثانية، فهما وجدتا لهذا الغرض الطبي في الأساس فقط، ثم بدأ استخدامهما لأغراض إنقاص الوزن الزائد لغير المصابين بالسكري من الدرجة الثانية. وهنا بدأت التداخلات الطبية والأعراض والنتائج. بداية، إبرة المونجارو هي الأغلى سعرًا، إذ يبلغ ثمنها المليون إلى المليون ونصف المليون دينار تقريبًا، وهي تتكون من مادة (التيرزيباتيد) الفعالة، التي تعمل على مستقبلات GLP-1 وGIP، بينما تتكون إبرة الأوزمبك من مادة (الببتيد سيماغلوتيد)، التي تعمل على مستقبلات GLP-1 فقط. وهي أرخص سعرًا، إذ تُباع بـ 250 ألف دينار، وتؤخذ أسبوعيًا بجرعات تدريجية، كما المونجارو. كما تعمل الأوزمبك على تحفيز إفراز الأنسولين، وتقلل من إفراز الجلوكاجون (الهرمون الذي يرفع نسبة السكر في الدم)، وتبطئ حركة الطعام في الجهاز الهضمي. أما المونجارو فتمتاز، إضافة إلى تأثيرات وعمل الأوزمبك، بتحفيز مستقبلات GIP (بولي ببتيد الأنسولينوتروبي المعتمد على الجلوكوز) بشكل أقوى، ما قد يعزز من تأثيرها على فقدان الوزن والتحكم في نسبة السكر في الدم أكثر. مشاهير عانوا منها كثير من المشاهير، سواء كانوا فنانين أو إعلاميين، خاضوا تجربة (إبر التنحيف) المونجارو والأوزمبك، فمنهم من نجح بإنزال وزنه بشكل صحي دون مضاعفات، وقد ناسبت حالته الصحية، ومنهم، في أول طريقهم عند استخدامها، أصيبوا بكوارث صحية وأعراض خطيرة مفاجئة، مثل الأميركية أوبرا وينفري البالغة من العمر 70 عامًا، وتعرضها لأزمة صحية انتقلت على إثرها إلى المستشفى، بسبب الجفاف الذي سببته إبرة المونجارو بعد اعترافها بالخضوع لها واستخدامها. كذلك الفنان المصري خالد الصاوي الذي أعلن عن الكارثة الصحية التي تعرض لها أيضًا، وكيف أنه كاد أن يموت نتيجة تناول حقن التخسيس، برغم فقدانه 20 كيلوغرامًا بعد تناوله جرعتين من نوعين مختلفين من حقن التخسيس المنتشرة في الأسواق، لكنه فوجئ بتوقف عضلات جهازه الهضمي ودخوله إلى المستشفى والتوقف بشكل نهائي عن أخذ الإبر الخاصة بفقدان الوزن، مع زيادة مضاعفة ملحوظة في وزنه عما كان عليه. جانب خفي د. مينا محمد جميل، اختصاصية التغذية العلاجية، تحدثت عن الإبرتين وتأثيرهما قائلة: إبرتا المونجارو والأوزمبك، وإن كانتا الحل السريع للتنحيف، إلا أن القصة فيها جانب خفي أيضًا، وبرغم أن الدراسات أكدت أنهما فعالتان في خسارة الوزن عن طريق تقليل الشهية، لكن الذي لا تعرفه الغالبية هو أن الذي تتم خسارته ليس الدهون، بل الكثير من السوائل والكتلة العضلية، ولهذا فعند ترك هذه الإبر فإن الوزن المفقود سوف يعود سريعًا وبصورة مضاعفة. تضيف د. مينا: "ومع أن هيئة الدواء والغذاء الأميركية (FDA) أجازتهما، إلا أنها وضعتهما عند تحذير (الصندوق الأسود)، لأنهما في حالات نادرة ممكن أن تُصيبا بسرطان الغدة الدرقية، أو التهاب البنكرياس. بالتالي، فهذه الأبر ليست الحل السحري الآمن لخسارة الوزن، بل يمكن استخدامها ضمن خطة علاجية مدروسة وبحذر تحت إشراف طبي دقيق ومتابعة". إرشادات مهمة د. حيدر الطائي، اختصاصي في الطب الباطني، أكد على تأثيرات هذه الإبر بكل أنواعها ومسمياتها، وما لها من أعراض جانبية تؤثر على المعدة، لينصح بوجوب عمل فحوصات طبية ضرورية قبل الإقدام عليها، محذرًا من خطر حقنها بصورة عشوائية. وهو ما أشارت إليه د. هند زهير، اختصاصية طب الأسرة، في حديثها أيضًا عن أهمية إجراء تحاليل أساسية مهمة قبل البدء بحقن هذه الإبر، قائلة: "على كل شخص يعاني من الوزن الزائد ويلجأ لإبر التنحيف إجراء أربعة تحاليل أساسية هي: تحليل الغدة الدرقية، لمعرفة إن كان فيها خمول أو العكس، وتحليل مقاومة الأنسولين، إضافة إلى تحليل فيتامين D، وهو مهم وأساس لتقييم عملية حرق السعرات الحرارية، مع تحليل مخزون الحديد في الدم". أخطاء ومعتقدات كما نبه د. هاني الغامدي، استشاري طب الأسرة، إلى أخطاء شائعة عند أخذ إبرتي المونجارو والأوزمبك، منها: "عند حقن الشخص لهذه الإبر في اليد، أو البطن، أو القدم، ضمن المنطقة التي فيها شحوم، فإنهم يعتقدون أنه سوف تذوب المنطقة أكثر، وهذا مفهوم خاطئ. كذلك عدم الانتظام والالتزام بتاريخ أخذ الجرعات وكمياتها، فالذي يفترض أن يأخذ كل أسبوع جرعة من هذه الإبر، يأخذها بعد شهر، وليس خلال أسبوع"، مشيرا الى أنها سوف تفقد مفعولها بسبب سوء الاستخدام، وقد تضر بدلًا من كونها علاجًا. إضافة إلى خطأ التصرف الشخصي للمصاب بزيادة كمية الجرعة للإبرة مقارنة مع أشخاص آخرين أخذوها بهذه الكمية، وتقليدهم دون أية استشارة ومتابعة طبية تبيح له ذلك، حسب حالته واحتياجه، لذا فمن الضروري الالتزام مع طبيب مختص يراقب الجرعات وحالته وتطوراتها. خطورة جسيمة في حين تحدث د. كريم علي، وهو اختصاصي تغذية، بحدية مباشرة عن أكثر من خطر كبير ممكن أن يحدث بسبب هذه الإبر، دون أن يخبركم الأطباء ومن يبيعونها في الصيدليات عنها، متسائلًا: "عزيزي، قبل اتخاذ قرارك باستخدام هذه الإبر.. هل تعلم أن إبرتي المونجارو والأوزمبك اللتين تُقدم على حقن إحداهما لنفسك، ممكن أن تُصيبك بفشل كلوي دون مقدمات؟ مع احتمال الإصابة بسرطان الغدة الدرقية؟ فهي ممنوعة عن الأشخاص الذين لديهم مشكلات في الغدة. وهل تعلم أنها ممكن أن تُصيب البنكرياس بالتهاب حاد؟ إضافة إلى احتمالية الإصابة بشلل في عضلات المعدة وكذلك الإصابة بالجفاف بسبب فقدان السوائل والماء بكثرة؟". موضحاً، بعد تساؤلاته الصادمة: "ومن المهم معرفة أنك إن اتبعت نظامًا غذائيًا صحيًا، أو (دايت) مع رياضة، فإنك تخسر من وزنك (ثلثين دهون وثلث عضلات)، بينما إذا خسرت من وزنك عبر هذه الإبر فإنك تخسر (ثلثين عضلات وثلث دهون)، بالتالي سوف تُعرض جسمك للشيخوخة المبكرة مع هشاشة العظام". تأثيرات جانبية وختامًا، حول التأثيرات الأقل بالنسبة للمخاطر والتأثيرات المذكورة أعلاه، بينت د. زبيدة هادي، اختصاص تغذية علاجية، أن النزول السريع جدًا بسبب أخذ هذه الإبر يسبب ترهلات سريعة أيضًا، كما الترهلات التي تحدث بعد عمليات قص المعدة والتكميم وتغيير المسار. لذا فهي تنصح، لتجنب حدوث هذه الترهلات السريعة، باتباع ثلاث خطوات: أولها أن يكون نزول الوزن تدريجيًا، ولا يتجاوز أربعة إلى خمسة كيلوغرامات في الشهر. وثانيًا اتباع النظام الغذائي الصحي الغني بالألياف والبروتين لكيلا تحدث خسارة في الكتلة العضلية. وثالثًا ممارسة تمارين المقاومة والرياضة المنتظمة.

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج