صانع قانون!

اعمدة

صانع قانون!
100%

نرمين المفتي  /

"بصراحة ما سوينا شي"، بهذه الجملة المريرة على أسماع الناخب، أوضحت نائبة حالية في حوار تلفزيوني وهي تتحدث عن ترشحها مرة اخرى! معتقدة أن (صراحتها) ستكون لصالحها، وبدت متأكدة من أن الناخبين الذين صوتوا لها في المرة السابقة لن يسألوها عن السبب الذي لم يمكنها من إنجاز المطلوب منها من قوانين مهمة ومن بينها قانون العنف الأسري الذي سيحمي العائلة العراقية بكل أفرادها، وليس المرأة والطفل فقط. أتحدث عن الحملات الدعائية للمرشحين الذين يحاولون دغدغة عواطف الناخب الإثنية والدينية والمذهبية والمناطقية أو الدق على وتر حاجة الناخب إلى مورد رزق. مرشح يبدو أنه يمتلك الكثير من المال، بدليل أن لا مرشح غيره، يظهر في الأقل مرتين في الساعة وعلى مدار اليوم على إحدى الفضائيات، يعد الناخبين الشباب بالتعيين في دوائر الدولة، وقطعاً هو يعرف مسبقاً أن وعده هذا لن يتحقق لعدم توفر درجات للتعيين.. أتساءل إن كان هذا المرشح، الذي ببدأ حملته بوعد كاذب، على علم بالعدد الهائل للموظفين الذين تستنزف رواتبهم معظم الموازنة السنوية وهم في غالبيتهم من (تعيينات الأصوات) ويشكلون طبقة هائلة من البطالة المقنعة، لا إنتاج يذكر لهم إزاء رواتبهم. مرشح آخر يعد الناخبين بأن منطقتهم السكنية ستكون مغلقة لهم! وآخر يعد بالمجاري وليس البنى التحتية كلها، ومرشحة بدأت حملتها في مطعم للكباب! لم أسمع من أي مرشح أو مرشحة ، طبعاً الذين شاهدت حملاتهم، حتى كتابة هذا المقال، وعداً بالعمل على تحسين الوضعين التربوي والصحي في العراق، أو العمل على إنجاز قانون النفط والغاز، أوالقضاء على الفقر.. وغيرها من الأمور التي يحتاجها العراق لتحسين أوضاعه بعيداً عن الفوضى.. في الوقت نفسه، لابد من القول إن هناك مرشحات ومرشحين جدد يبدون من خلال أحاديثهم وحملاتهم الدعائية (الفقيرة) أنهم جادون للعمل وأن الامتيازات ليست من ضمن أهدافهم، هؤلاء يشكلون حجر أساس التغيير الذي نتمناه، وينتظرون أصوات الناخبين الذين يضعون الانتماء إلى العراق قبل أي انتماء آخر، مع الاعتزاز بانتماءاتهم العرقية والدينية والطائفية.. ربما توقفهم عند صفة (الفقيرة) التي وضعتها بين قوسين، فالمرشحون والمرشحات الذين يملكون الأموال صرفوا الكثير على إخراج أفلام وثائقية عنهم وتلحين أغان تشيد بهم، عدا الولائم الدسمة وتعليق لافتات (بيلبورد) عملاقة هنا وهناك.. نحن على مفترق طريق، وللمثال وليس الحصر، فالذي يبحث عن فرصة عمل سيجدها حين تلتفت الحكومة إلى القطاع المساهم الذي سيوفر عشرات الآلاف من فرص العمل بدون أن تكلف الدولة عبء رواتبهم، وعليه أن يمنح صوته لمن يعده بسنِّ قوانين تخص القطاعين الخاص والمساهم، وعلى المرشح أن يعرف أن صفته الرسمية هي (صانع قانون- lawmaker)، وليس مدير بلدية، ليعد بالمجاري، وأن يتوقف عن الوعود الكاذبة، فالعراق تكفيه مشاكله بسبب الأكاذيب السابقة.

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج