إعداد وترجمة: أحمد الهاشم /
أثارت تصريحات أباطرة التكنلوجيا الجدل بشأن الشهادات العليا الأكاديمية وضرورتها في وظائف العصر الحالي، ومتطلبات العمل في الشركات، وهي التصريحات التي فضّلت المهارة على الشهادة العليا. المهارات أهم من الشهادات، إذ يعتقد الرئيس التنفيذي لشركة (تسلا) للسيارات، وشركة (سبيس أكس) إيلون ماسك أن المهارات العملية والخبرة المباشرة أكثر قيمةً من الشهادات الأكاديمية الرسمية. تحدث ماسك قائلًا: "الكثير من الناس يقضون أربع سنوات في الكلية، وتتراكم عليهم الديون، ولا يكتسبون أية مهارات مفيدة يمكنهم تطبيقها بعد ذلك."في تغريدة لماسك، قال إن الشهادة الجامعية ليست شرطا للتوظيف في شركته. وليس هذا الرأي جديدًا على إيلون ماسك، إذ سبق له في 2014 أن قال في مقابلة مع مجلة المانية أن "ليس ثمة أية حاجة للحصول على الشهادة الجامعية أو حتى الشهادة الثانوية." أمّا الرئيس التنفيذي لشركة (أبل) تيم كوك، فقد قال إن "نحو نصف الأشخاص الذين وظفتهم شركة أبل في أميركا السنة الماضية لم يكونوا من حملة شهادة البكالوريوس." وحين سئل عن السبب، أجاب أن "الجامعات والكليات لا تُعلم المهارات التي تبحت عنها الشركات في الموظفين المحتملين لديها." يتوافق هذا المنظور مع رؤية مؤسس (أبل)، ستيف جوبز، المعروف بتشككه في التعليم العالي. قال (جوبز ) مرة إن الجامعة غالباً ما تنتج "أغبياء"، وهو اعتقاد انعكس في مذكرات ابنته ليزا برينان-جوبز، التي أشارت إلى عدم ثقته العامة بالأوساط الأكاديمية التقليدية. الجامعة للتسلية وصف إيلون ماسك الجامعة بأنها "في الأساس للهو والتسلية ولإثبات قدرتك على أداء واجباتك، وليست للتعلم." مؤكدًا أن معظم المعرفة متاح الآن مجانًا على الإنترنت. وأضاف "لا تحتاج إلى الجامعة لتتعلم، كل شيء متاح مجانًا تقريبًا". في شركاته، مثل (تسلا) و(سبيس إكس)، يعطي ماسك الأولوية للتوظيف على أساس القدرة والمهارة بدلًا من الخلفية التعليمية الرسمية. وقد صرح علنًا بأنه لا يشترط الشهادات الجامعية للتوظيف، وأنه مهتم أكثر بما يمكن للمرشحين القيام به فعليًا. وانتقد ماسك النموذج التقليدي للتدريس في الفصول الدراسية. ويرى أن طرق التدريس لم تتطور، وغالبًا ما تفشل في جذب الطلاب أو تزويدهم بالمهارات ذات الصلة. عمالقة الحوسبة بلا شهادات العديد من عمالقة التكنولوجيا والحوسبة لم يحصلوا على شهادات جامعية كاملة، بل تركوا الدراسة قبل التخرج ليتابعوا شغفهم ومشاريعهم التي أصبحت لاحقًا شركات عالمية. ومن بينهم على التوالي: ستيف جوبز: صاحب شركة أبل. ترك كلية ريد (Reed College) بعد ستة أشهر فقط من التحاقه بها عام 1972، ثم أسس شركة أبل. بيل غيتس: صاحب شركة مايكروسوفت، ترك جامعة هارفارد عام 1975 في سن العشرين ليشارك في تأسيس شركة مايكروسوفت. وقد حصل لاحقًا على دكتوراه فخرية من هارفارد عام 2007. مارك زوكربيرغ: صاحب شركة (ميتا) وفيسبوك ترك جامعة هارفارد في سنته الثانية ليركز على تطوير فيسبوك، الذي أصبح (ميتا) لاحقًا. بول آلن: شارك في تأسيس مايكروسوفت مع بيل غيتس، وترك جامعة واشنطن ستيت بعد عامين من الدراسة. ترافيس كالانيك: صاحب شركة (أوبر) Uber ترك الدراسة في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس في سن 21 عامًا وساعد في تأسيس مشاريعه الخاصة. دانييل إك: الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لسبوتيفاي (Spotify). ريتشارد برانسون: على الرغم من أنه ليس في مجال التكنولوجيا بشكل مباشر، إلا أنه من عمالقة رجال الأعمال الذين لم يكملوا تعليمهم (ترك الدراسة في سن 16 عامًا) وأسس مجموعة شركات (فيرجن جروب Virgin Group) التي تضم أكثر من 400 شركة. رأي مختلف على الرغم من أن بيل غيتس نفسه ترك جامعة هارفارد ليبدأ مايكروسوفت، إلا أنه يدرك أن تجربته كانت استثناءً وليست قاعدة. وهو يرى أن الحصول على شهادة جامعية هو مسار أكثر استقرارًا وأمانًا للأغلبية العظمى من الناس لتحقيق النجاح المهني والاستقرار المالي. لا ينكر (غيتس) أن المغامرة والابتكار يمكن أن يؤديا إلى نجاح استثنائي، ولكن بخصوص الغالبية العظمى، فإن التعليم الجامعي يوفر أساسًا متينًا ومسارًا أكثر استقرارًا للنجاح في عالم اليوم الذي يتطلب مهارات متخصصة ومعرفة عميقة. وهو يقر بأن تجربته الفريدة تضمنت "نسبة كبيرة من الحظ" بالإضافة إلى الجهد والموهبة.
