رشا محمد /
آلات موسيقية تتكلم بكل اللغات سكنت بعد أعوام طويلة من العزف عليها بين جدران متحف الآلات الموسيقية في معهد الموسيقى العربية التابع لدار الأوبرا المصرية. المتحف الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط يضم آلات موسيقية عربية وغربية قديمة ونادرة، تجاوز عمر بعضها الـ400 عام، وتعود فكرة إنشاء متحف الآلات الموسيقية إلى عام 1923. ومنذ انطلاق أول مؤتمر ومهرجان للموسيقى العربية في القاهرة الذي على إثره قررت إدارة المهرجان أن تحتفظ ببعض الآلات الموسيقية من كل بلد شارك في المهرجان، تم جمع عدد كبير من الآلات من مختلف أنحاء العالم، وفي عام 2002 قررت وزارة الثقافة المصرية أن تنشئ متحفاً يظم ما احتفظ به من تلك الآلات في معهد الموسيقى العربية، يضم المتحف ثلاثة أقسام: القسم الأول قسم الوتريات ويضم أنواعاً عدة من الآلات الشرقية والغربية، ومنها أعواد متنوعة الأشكال والتصاميم، منها التركي والمصري ومنها الغربي، كما يضم قسم السنطور والقانون، وآلة الطنبورة التي تشبه آلة الكمنجة، وآلة السنطور التي تشبه آلة القانون وغيرها من الآلات المعروضة على وفق أحدث أساليب العرض المتحفي المتبعة في المتاحف العالمية. القسم الثاني يضم انواعاً كثيرة من آلات النقرية والآلات الإيقاعية المتنوعة، منها الطبول الكبيرة والصغيرة والدفوف والرق وآلة الخِشبة من العراق. أما القسم الأخير فيضم آلات النفخ، ويحتوي على أنواع عدة من آلة الناي وآلات أخرى مهداة من الصين ومن دول أوروبية. يقول الدكتور أحمد سامي المشرف على المتحف: إن متحف الآلات الموسيقية يضم آلات مختلفة مثل السنطور والفيولا والبانجو والبندير والصاجات والمزمار البلدي والأرغول والناي والزايلوفون والبزق. وفي عام 1965م زارت المعهد فرقة موسيقية يابانية وأهدته آلة (كوند) تستخدم في أداء الموسيقى الفلكلورية اليابانية. وتوجد في المتحف مفاتيح محكمة تتيح للزائر ان يستمع لصوت الالة المعروضة من خلال الضغط عليها في كبسة واحدة. وهي خاصية وفرتها إدارة المتحف للزائرين ليتمتعوا بالمشاهدة والاستماع في نفس الوقت. يزور المتحف كثير من الشخصيات الفنية والموسيقية من شتى أنحاء العالم فضلاً عن المهتمين بالتعرف على تاريخ الآلات الموسيقية، والمتحف مفتوح يومااً للجمهور، كما يقدم هذا المتحف خدمة ومعلومات للدارسين والمتخصصين في مجال الموسيقى العربية ليتعرفوا على أقدم الآلات الموسيقية في العالم.
