حوار: أميرة محسن /
من المدربات اللواتي حققن أروع النتائج في عالم كرة الصالات، إذ نجحت في قيادة أكثر من فريق نسوي أشرفت عليه خلال رحلتها التدريبية، كما أنها قادت أحد الفرق السعودية وحققت نتائج مميزة، فضلًا عن حصولها على شهادات تدريبية عربية وآسيوية عدة. إنها المدربة خوزي حميد الدوسكي، التي حلّت ضيفة على "الشبكة العراقية" لتتحدث عن مسيرتها في عالم الكرة، فدار معها هذا الحوار: * هل مارستِ الكرة قبل دخولك مجال التدريب؟ - بدايتي الكروية كانت في المدارس، ثم في منتخب التربية، أي أني بدأت في عمر صغير، ثم لعبتُ مع منتخب التربية، ولاحقًا لنادي دهوك، كما لعبتُ أيضًا لنادي سنحاريب، الذي كان آخر محطة لي كلاعبة بسبب إصابة قوية في الركبة أجبرتني على الابتعاد عن الملاعب، فاستثمرتُ الفرصة للاتجاه إلى مجال التدريب. شاركت في دورة التدريب الآسيوية (C) بعد فترة قصيرة من الإصابة، وكانت لديّ الرغبة في خوض هذا المجال منذ أن كنتُ لاعبة، والحمد لله أصبحتُ مدربة معتمدة ومتمكنة، كما حصلت على شهادتي C وB الآسيويتين. * رحلتكِ مع التدريب الاحترافي… ماذا أضافت لكِ كمدربة؟ - الاحتراف هو الشيء الوحيد الذي كان ينقصني. دربتُ أكثر من ستة فرق داخل العراق، ووصلتُ إلى المنتخب الوطني عام 2020 كمساعدة مدرب. لكن كان هدفي الحقيقي هو الاحتراف، وقد تحقق الحلم عندما أصبحتُ أول مدربة عراقية محترفة خارج البلاد، إذ دربتُ فريقًا نسويًا في السعودية (نادي أرطاوي). كان الفريق في بداياته ويفتقر إلى الكثير من المقومات، لكنني قبلتُ التحدي، وبدأت من الصفر مع لاعبات من الجامعات ومدارس التربية، برغم ضعف الخبرة لديهن. ومع الجهد والتدريب، نجحنا في الوصول إلى نهائي دوري الصالات السعودي الممتاز وحصدنا المركز الثاني. * ما أبرز الأندية التي عملتِ فيها كمدربة؟ - كانت لي تجارب تدريبية عديدة في محافظات العراق وإقليم كردستان، منها تدريب: نادي نفط ميسان، وأكاديمية نادي دهوك، ونادي سميل، ونادي عقرة في دوري كردستان الممتاز، وأخيرًا النادي السعودي أرطاوي. * وما الخبرات التي اكتسبتِها من هذه التجارب؟ - كل فريق دربته أضاف لي شيئًا جديدًا. أعتبر كل تجربة محطة مهمة جدًا في مسيرتي التدريبية. المدرب يتعلم من كل وحدة تدريبية، ومن كل مباراة. وقد تمكنتُ من ترك بصمة واضحة في غالبية الفرق التي أشرفتُ عليها. * ما تقييمكِ للرياضة النسوية في العراق؟ - للأسف، الرياضة النسوية في العراق في وضع يُرثى له، سواء من حيث المستوى أو التطوير أو الدعم المؤسسي. لا يوجد اهتمام فعلي من الجهات المعنية، ولا أشخاص في المواقع المناسبة للنهوض بهذا المجال. التركيز منصب على المصالح الشخصية فقط، دون أية نية صادقة لتطوير واقع الرياضة النسوية، خصوصًا كرة القدم. * لماذا نرى نتائج المنتخب النسوي ضعيفة دائمًا؟ - السبب الرئيس هو غياب الدوريات المنتظمة، سواء الصالات أو الملاعب المكشوفة، وعدم وجود فترة إعداد كافية قبل البطولات. الخلل ليس في اللاعبات أو المدربات، بل في الجهات المسؤولة عن الكرة النسوية. * هل هناك فرق بين الرجل والمرأة في التدريب؟ - لا فرق إطلاقًا. التدريب موهبة وعلم، سواء كان المدرب رجلًا أو امرأة. كل منهما لديه فلسفته الخاصة وأسلوبه، والتفوق في هذا المجال مرهون بالثقة بالنفس والجرأة والمعرفة. * ما أبرز إنجازاتكِ مع الفرق التي دربتها؟ - حققت المركز الرابع مع نادي نفط ميسان، والمركز الأول في بطولة (فوتسال)، كما فزت مع نادي سميل ببطولة الدوري العراقي لكرة الصالات عام 2016، وآخر إنجاز كان الوصول إلى نهائي الدوري السعودي الممتاز مع نادي أرطاوي، إذ حصدنا المركز الثاني. * ما مواصفات المدربة الناجحة؟ أن تمتك شخصية قيادية، وشجاعة، ومثالية، ومثابرة، وتتمتع بمعرفة دقيقة في مجال التدريب ومهارات الإدارة. * هل جددتِ عقدكِ مع المنتخب؟ وهل هناك عروض أخرى؟ - لديّ حاليًا أربعة عروض تدريبية ممتازة، وما زلتُ في مرحلة دراسة الخيارات، وسأقرر مستقبلي قريبًا إن شاء الله. * ما أبرز العوائق التي تواجهكِ كمدربة؟ هناك الكثير من العوائق، أبرزها أن الأندية لا توفّر مستلزمات العمل التدريبية المطلوبة، إلى جانب غياب الدعم المادي والمعنوي، رغم أن التدريب مهنة صعبة وتتطلب جهودًا كبيرة.