أحمد الساعدي /
مع اقتراب ختام منافسات دوري النجوم العراقي لكرة القدم، إلا أن حالة من التقلّب الفني وعدم الاستقرار ما زالت تهيمن على مشهد الفرق المشاركة، إذ لم تسلم الأندية من دوامة تغييرات المدربين، سواء نتيجة تراجع النتائج أو لأسباب غامضة بالرغم من النجاحات التي تحققت. هذه المفارقة أصبحت سمة بارزة في موسم شهد قرابة 39 حالة تغيير في الأجهزة التدريبية، توزعت بين مدربين محليين وأجانب. سباق محتدم مع اقتراب نهاية الموسم، يشتد الصراع على القمة بين فريقي الشرطة (77 نقطة) والزوراء (74 نقطة)، يلاحقهما زاخو (63 نقطة)، والطلبة والقوة الجوية (56 نقطة لكل منهما)، مع دهوك الذي يمتلك 51 نقطة وله أربع مباريات مؤجلة بسبب مشاركته في البطولة العربية. وفي مشهد غير مألوف في عالم الكرة، قدم مدربون ناجحون استقالاتهم، بالرغم من تحقيقهم نتائج إيجابية، من بينهم القطري وسام رزق مدرب القوة الجوية، الذي خاض ست مباريات دون هزيمة، والمصري محمد عبد العظيم مدرب الشرطة، الذي حقق تسعة انتصارات متتالية. كذلك غادر طلال البلوشي فريق زاخو بالرغم من الأداء الجيد. هذا التناقض يطرح تساؤلات حول المعايير التي تعتمدها إدارات الأندية في الإبقاء على الكادر التدريبي، إذ يبدو أن العلاقة بين النتائج والاستقرار لم تعد واضحة. وجهات نظر يرى عبد الإله عبد الحميد، مدرب المنتخب الوطني العراقي الأسبق، أن المشكلة تكمن في فقدان الأندية الرؤية الواضحة على المدى البعيد، موضحاً أن "بعض الإدارات تتسرع في إقالة المدربين، وأحيانًا يغادر المدرب الناجح لأسباب شخصية أو غامضة." ويؤكد أن هذا الموسم شهد رحيل مدربين على الرغم من تحقيقهم نتائج طيبة، ما يشير إلى وجود خلل في آليات التقييم الإداري. في المقابل، أشار المدرب جابر محمد إلى غياب الاستقرار الفني كأبرز أسباب تراجع نتائج بعض الفرق، موضحًا أن "نادي الحدود مثال صارخ، إذ إنه بالرغم من تغيير ثلاثة مدربين والتعاقد مع محترفين، لا يزال الفريق يتذيل الترتيب." وأكد أن الاستقرار الفني هو العمود الفقري لأي فريق يرغب في المنافسة الجدية. من جانبه، أبدى الصحفي الرياضي رحيم عودة قلقه من انعكاسات تغييرات المدربين على أداء الفرق، معتبرًا أن تعدد القيادات الفنية يُربك اللاعبين ويؤثر سلبًا على الانسجام داخل الفرق. وأشاد بتجربة دهوك الذي حقق نجاحًا محليًا وخليجيًا بفضل استقراره الفني والتخطيط السليم لإدارته.