ميساء فاضل /
الحقيبة ليست مجرد أكسسوار أنيق تتزين به المرأة، بل أصبحت امتدادًا لشخصيتها، تُضفي على الإطلالة لمسة جمال راقية، وتعكس ذوقها الخاص من خلال اللون والتصميم. وتعتبر الحقيبة عالمًا مصغرًا للمرأة، تحمل فيها مقتنياتها الشخصية، وتُخفي في أعماقها أسرارًا لا يمكن الاستغناء عنها. في عالم الأزياء الفاخرة، استطاعت بعض الأكسسوارات أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة في قلوب عشاق الموضة، ومن أبرزها (حقيبة البيركن)، التي تحولت إلى أيقونة للترف، تجسد الحرفية الرفيعة والأناقة الخالدة. وسرعان ما أصبحت هذه الحقيبة الفاخرة من القطع المرغوبة التي تزين أيدي المشاهير وخبراء الموضة حول العالم. ولادة بالصدفة ولدت فكرة (البيركن) من لقاء عابر بين الممثلة والمغنية البريطانية جين بيركن والرئيس التنفيذي السابق لدار (هيرمس) للأزياء الراقية جان لويس دوما، على متن طائرة متجهة إلى لندن. حينها، سقطت متعلقات بيركن من حقيبتها، من بينها مذكرات (هيرمس)، وصرّحت بأنها بحاجة إلى حقيبة عملية تتسع لجميع احتياجاتها، خصوصًا أثناء السفر. استلهم دوما من هذا الموقف تصميمًا لحقيبة تجمع بين الأناقة والعملية، ودعا بيركن للتعاون معه في إطلاقها، فكانت النتيجة حقيبة حملت اسمها وظهرت أول مرة في عام 1984، لتتحول إلى حديث الموضة حتى يومنا هذا. من هي بيركن؟ ولدت في لندن عام 1946، وذهبت إلى باريس في ستينيات القرن الماضي. كانت متزوجة من الملحن البريطاني جون باري، ثم من المغني والكاتب الفرنسي الشهير سيرج غينسبورغ، وشكّلا معًا أحد أشهر الثنائيات في ذلك الوقت. اشتهرت بيركن في السينما الفرنسية، وأصدرت ألبومها الشهير (أرابيسك)، إضافة إلى مجموعة من التسجيلات الحية تحت عنوان (جين في القصر). كما كانت رمزًا للإلهام في عالم الأزياء والموضة. تفاصيل فنية تصنع حقيبة بيركن من أجود أنواع الجلود، مثل جلد التمساح النادر، والنعامة، والبقر، والتوغو، والإبسوم، وتعد المصنوعة من جلد التمساح الأغلى في العالم. أما البطانة فغالبًا ما تكون من جلد الماعز، مع الحرص على تطابق لونها مع لون الجلد الخارجي. وتُصنع الأجزاء المعدنية، كالقفل والإبزيم، من معادن ثمينة مطلية بالذهب أو مرصعة بالألماس، ولا تقل مدة صناعة الحقيبة الواحدة عن 46 ساعة، ما يجعلها قطعة استثنائية بكل المقاييس. قيمة استثمارية لا تعد بيركن مجرد حقيبة يد، بل تُعتبر استثمارًا ناجحًا في عالم الموضة، إذ يتنافس المشاهير على اقتنائها، وقد يصل سعر الواحدة منها إلى مئات الآلاف من الدولارات، خاصة في الإصدارات المحدودة. وتفرض دار (هيرمس) شروطًا صارمة على المتقدمين لشرائها، بما في ذلك دراسة وضعهم المالي والاجتماعي، وقد تمتد فترة الانتظار للحصول على الحقيبة إلى عامين. لذا يعد الاستثمار في (البيركن) أكثر أمانًا من الذهب والأسواق المالية.