بعد حصوله على جائزة برلين للأدب 2025 عباس خضر: أحاول تقديم أدبٍ يحمل بصمتي الخاصة

ثقافية

بعد حصوله على جائزة برلين للأدب 2025 عباس خضر:  أحاول تقديم أدبٍ يحمل بصمتي الخاصة
100%
حوار / صفاء ذياب لم تكن جائزة برلين للأدب للعام 2025 الأولى التي يحصل عليها الروائي العراقي المقيم في ألمانيا عباس خضر، فقد حصل خضر، (مواليد بغداد 1973)، على جائزة (نيلي زاكس) عن مجمل أعماله سابقاً. بدأ شاعراً وأصدر (تدوين لزمن ضائع)، وتلاه (ما من وطن للملائكة)، إلا أنه، بعد كتبه هذه، هجر اللغة العربية وبدأ يكتب باللغة الألمانية، لينشر بها ثلاث روايات: (الهندي المزيف)، و(برتقالات الرئيس)، و(رسالة إلى جمهورية الباذنجان)، حصلت جميعها على جوائز أوربية مهمة، كانت أخراها جائزة (نيلي زاكس) عن مجمل أعماله، وجائزة (شاميسو) للأدب2010 ، ومنحة (ألفريد دوبلن) للأدب2009 ، ومنحة (عابر القارات2013 ). عُرفَ خضر كاتبًا وروائياً، وكان كتابه ( الخاكية)، واحدًا من الكتب التي أثارت الجدل في الأوساط الثقافية العراقية، أصدر بعده عدة روايات كانت أخراها (قصر البؤساء)، ليحصل على أهم جائزة في الأدب الألماني: جائزة برلين هذا العام. عن خضر والجائزة كان لنا معه هذا الحوار: * كيف اكتشفت الأدب؟ - في فترة المراهقة، كانت رغبتي في دراسة العلوم الدينية تكبر يوماً بعد يوم، حتَّى بدأتُ أفكّر بجدّية في الذهاب إلى الحوزة العلمية في النجف. سيطرت عليَّ فكرة أن أصبح (حجّة الله) أو (آية الله)، لم تقتصر على رأسي فقط، بل تسلّلت إلى أعماق روحي وجسدي. حتّى جاء اليوم الذي غيّر المسار بأكمله. كان ذلك في سوق السراي، حيث وقعت عيناي على كتب الأدب. في لحظة واحدة، شعرت بانجذاب غريب، وكأنَّني أعثر على جزء ضائع مني. خلال مدّة قصيرة، تخلّيت عن حلمي بأن أكون إماماً، وبدأت أقرأ الأدب بنهم، وكأنَّني أستعيد شيئاً كان مختبئاً في داخلي طوال الوقت. منذ تلك اللحظة، كان الطريق واضحاً. لم أتراجع عنه حتَّى اليوم. ازداد اهتمامي بالأدب والأساطير والفلسفة، وتعاظم إعجابي بإمكانية أن أصبح كاتباً. كانت الكتب نافذتي إلى عالم أوسع، أكثر عمقاً وحرّية. * حدّثنا عن جائزة برلين للأدب ومن أبرز الفائزين بها؟ - جائزة برلين للأدب تُمنح سنوياً منذ العام 1989 تكريماً لمجمل الأعمال الأدبية، وقد حصل عليها كتّاب مثل (و.ج. سيبالد)، و(هيرتا موللر)، و(فولكر براون) قبلي. وطبعا أشعر بالسعادة والفخر أن أكون مع هذه النخبة في صف واحد. * ماذا تعني لك هذه الجائزة؟ - الجائزة تعني لي دافعاً معنوياً ومادياً في آن واحد. المعنوي يتمثّل في الاعتراف، وجائزة برلين للأدب تحمل قيمة خاصة، فهي تؤسّس لحضور أوسع وأفق أكبر في المستقبل. إنَّها خطوة إلى الأمام تفتح لي أبواباً جديدة، لكنَّها ليست النهاية. لا أخفي أنَّني ما زلت أسعى لأكثر من ذلك، وما أطمح إليه يتجاوز هذه اللحظة، لكنَّ هذا طموح شخصي بحت. أمَّا مادياً، فإنَّ الجائزة تمنحني فسحة من الاستقرار، تتيح لي العمل بهدوء على مشاريعي الأدبية من دون أن يشغلني الهم المادي. أفضل ما يمنحه المال هو التحرّر من التفكير في كسبه، تلك الراحة الذهنية التي تتيح لي الانغماس في الكتابة بلا قيود. * هل يمكن أن نقول إنّك قدّمت للقارئ الأوربي روح الشرق، لكن بلغة الغرب، وهذا ما دفع الألمان للالتفات إلى كاتب من أصول عراقية؟ - روح الشرق؟ أهي الحروب والانفجارات والمعتقلات؟ أم تقصد حكايات (ألف ليلة وليلة) والصور الاستشراقية؟ بالنسبة لي، لا هذا ولا ذاك. أحاول أن أقدّم أدباً يحمل بصمتي الخاصة، كما أراه شكلاً ومضموناً، من دون أن أنشغل بالتصنيفات أو الهويات. ما يهمّني هو أن ينظر الناقد والقارئ إلى الأدب ذاته، لا إلى أصلي أو فصلي أو لوني. * بعيداً عن الهجرة والاغتراب.. أين يمكن أن نجد عباس خضر الآن؟ عراقي يعيش في ألمانيا أم ألماني له مرجعية عراقية وشرقية؟ - لا أحمل الجنسية العراقية، وهذا يجعلني من الناحية الرسمية مواطناً ألمانياً، لأنَّني أحمل جنسية هذا البلد فقط. لكنَّني وُلدت في بغداد، وغادرتها في مطلع العشرينيات من عمري. هناك جذوري، وعائلتي، وذكرياتي التي تحمل الحزن والفرح معاً. العراق جزء من ذاكرتي ووعيي، ولا يمكن لجنسية أو جواز سفر أن يمحو حضوره في روحي. أمَّا من الناحية الأدبية، فأكتب باللغة الألمانية، لكن تبقى المرجعية العراقية والعربية جزءاً من هويتي. يمكن القول: أنا كاتب ألماني يحمل في قلبه تاريخه العراقي والعربي. * ما السياقات الثقافية والتقاليد الخاصة بك التي اشتغلت عليها في أعمالك الروائية؟ - من الصعب اختزال هذه المسألة المعّقدة في كلمات قليلة، لكن يمكن القول إنَّني أتحرّك ضمن محاور أساسية: اللغة، الدين، السلطة، والهوية. أميل إلى أدب المهجر، ولاسيّما في السياق الألماني، لكنَّني أيضاً أستلهم من السرد الأدبي والجمالي الأوربي المعاصر، مع اهتمام بربط الماضي بالحاضر، داخل أوربا وخارجها. * ما حكاية (المطيرجي)؟ - كنتُ (مطيرجياً) في مدينة الثورة ببغداد، وأصبحت الآن أديباً ألمانياً يعيش في برلين. هذا أنا باختصار: ابن الثورة، المطيرجي الذي صار أديباً. لا أخفيك، أحنُّ كثيراً إلى الطيور والأسطح وعوالم الثورة. برغم مرور عقود من الزمن، ما زلتُ أتذكّر الكثير، وبالذات أسماء الطيور التي عشت معها يوماً. كانت أقرب إليّ من البشر، لكلِّ واحد منها اسم، أعرف ملامحها، مزاجها، وشخصيتها. وربَّما هذا الحنين هو ما جعلني أجعل الطيور دائماً مادة في كتاباتي. لا توجد رواية كتبتها إلَّا وتُرفرف فيها حمامة، ورواياتي كلّها تتناول -بطريقة ما- الحمام، كرمز، وأحياناً كـ (موتيف). وفي روايتي الجديدة التي ستصدر مطلع العام المقبل، يلعب الحمام تقريباً الدور الرئيس كشخصيات روائية. أستطيع القول إنَّ الطيور ما زالت تُحلِّق في أحلامي، في ذاكرتي، في اللغة، وفي الكتابة.

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج