عباس عبد الرحمن /
وقّع العراق عقدًا مع تحالف يضم شركتي (جيوجيد بتروليوم) الصينية وهلال البصرة لتنفيذ مشروع طاقة متكامل يهدف إلى زيادة إنتاج حقل الطوبة النفطي العراقي من 20 ألف برميل يوميًا حاليًا إلى 100 ألف برميل. قال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني إن مشروع جنوبي البصرة سيتضمن أيضًا بناء مصفاة بطاقة 200 ألف برميل، ومصنعًا للبتروكيماويات وآخر للأسمدة، واصفًا المشروع بأنه يمثل "طفرة نوعية في تطوير الثروة النفطية ودعم الاقتصاد، ويتضمن أيضًا إنشاء محطتين، الأولى محطة كهرباء حرارية بطاقة 650 ميغاواط، والثانية محطة كهرباء بالاعتماد على الطاقة الشمسية تنتج 400 ميغاواط." حسب بيان للوزارة. يذكر أن شركة جيوجيد بتروليوم (Geo-Jade Petroleum) هي شركة صينية عامة متخصصة في استكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز، يقع مقرها الرئيس في بكين. تركز (جيوجيد بتروليوم) على مشاريع التنقيب والإنتاج في مناطق متعددة، بما في ذلك: آسيا الوسطى، إذ تمتلك أصولًا في كازاخستان، حيث استحوذت في عام 2014 على 95 % من أسهم شركة (ماتن بتروليوم) مقابل 526 مليون دولار، التي تدير حقولًا نفطية في مناطق ماتن، وكوكارنا الشرقية، وكارا-آرنا، فضلًا عن الشرق الأوسط، حيث تشارك في تطوير حقول نفطية عدة في العراق، مثل حقل الطوبة، وجبل سنام، وزرباطية .بالإضافة إلى أوربا الشرقية، وتملك فيها شركة (بانكرز بتروليوم ألبانيا)، التي تدير حقل باتوس-مارينزا، أكبر حقل نفطي بري في ألبانيا. إنجاز كبير من جهته، قال باسم محمد خضير وكيل الوزارة لشؤون الاستخراج إن "ما تحقق يعد إنجازًا كبيرًا للصناعة النفطية." مضيفًا أن "الوزارة لديها مشاريع مماثلة قيد البحث والمناقشة". أما المدير العام لشركة الحفر العراقية حسن محمد حسن، فأكد أن "المشروع سيرفع من القيمة السوقية لبرميل النفط المنتج." بدورها، أفادت شركة جيوجيد بتروليوم، بأنها تعتزم استثمار نحو 848 مليون دولار في مشروع جنوب البصرة المتكامل. وكانت شركة جيوجيد بتروليوم قد فازت العام الماضي بعقد لتطوير حقل جبل سنام النفطي وحقل زرباطية للنفط والغاز في العراق. ويعد العراق ثاني أكبر منتج للنفط في تحالف أوبك بلس، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وحلفاء آخرين، منهم روسيا. ويحمل استثمار حقل الطوبة النفطي في البصرة أهمية كبيرة من نواحٍ عدة، سواء للعراق أو للشركات المستثمرة، ويمكن توضيحها كالتالي: الأهمية للعراق -تعظيم الإنتاج النفطي: الحقل ينتج حاليًا نحو 20,000 برميل يوميًا، وخطة التطوير تهدف إلى رفع الإنتاج إلى 100,000 برميل يوميًا. ما يعزز الصادرات النفطية ويزيد من الإيرادات المالية للدولة، خاصة في ظل اعتماد الموازنة العراقية بشكل كبير على النفط. - تطوير البنية التحتية النفطية: المشروع لا يقتصر على إنتاج النفط الخام، بل يشمل: مصفاة بطاقة 200,000 برميل/ يوم. ومصنع بتروكيماويات. ومعملًا لإنتاج الأسمدة، وهذه المشاريع تعزز التصنيع المحلي بدلًا من تصدير الخام فقط، ما يضيف قيمة اقتصادية طويلة الأمد. - يسهم بشكل كبير في خلق فرص عمل: إذ من المتوقع أن يخلق المشروع آلافًا من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في البصرة. - نقل التكنولوجيا والخبرات: دخول شركة مثل جيوجيد بتروليوم الصينية يفتح المجال لتبادل الخبرات وتحديث التقنيات في الحقول العراقية. الأهمية الستراتيجية -تقليل الاعتماد على الحقول القديمة: معظم إنتاج العراق النفطي يأتي من حقول ضخمة قديمة مثل الرميلة والزبير. - تطوير حقول جديدة مثل الطوبة يعزز تنويع مصادر الإنتاج ويزيد من الاستقرار النفطي في المدى الطويل. - دعم خطة العراق للتكرير والبتروكيماويات: الحكومة العراقية تسعى للحد من استيراد المشتقات النفطية (مثل البنزين والديزل)، والاستثمار في مشروع كهذا يسير في هذا الاتجاه. - مصنع البتروكيماويات يفتح الباب أمام صناعات تحويلية تصديرية مستقبلية. الأهمية الجيوسياسية - دخول شركة صينية في مشروع بهذا الحجم يعكس توسع النفوذ الصيني في قطاع الطاقة العراقي. - يعزز من العلاقات العراقية – الصينية، ويدعم سياسة العراق في تنويع شركائه الدوليين، بعيدًا عن الاعتماد الحصري على شركات غربية. ختامًا، نقول إن استثمار حقل الطوبة لا يُعد مشروعًا عاديًا، بل يمثل تحولًا ستراتيجيًا نحو تطوير قطاع نفطي أكثر تكاملًا في العراق، يُتوقع له أن ينعكس إيجابًا على الاقتصاد، والتشغيل، والصناعة في الجنوب العراقي.