وجوه من حجر... منحوتات تحكي قصة المرأة المُلهمة

رجاء الشجيري المرأة العراقية أيقونة للجمال والصبر والتحديات، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. هذه النُصُب والتماثيل التي جمعتُها وبحثت عن قصصها في جميع محافظات العراق، كانت لرموزٍ نسائية عنيت بحياتنا العراقية وتركت بصمتها في مجمل ما فيها من بطولات، وإبداعات، ومواقف، وقصص شعبية، وتضحيات فذّة، برع النحاتون في تجسيدها كشواهد تاريخية، وإن كنتُ قد حُددت بذكر بعضها، وليس جميعها، بسبب مساحة النشر، فهي منحوتات جسدت مكانة المرأة العراقية ودورها في المجتمع والتاريخ. شهرزاد نصب أنجزه شيخ النحاتين العراقيين، محمد غني حكمت في منتصف سبعينيات القرن الماضي (1975). عن أشهر عمل أدبي عربي ألف ليلة وليلة، يقع في بغداد على شاطئ نهر دجلة في شارع أبي نواس، حيث يجسد شهرزاد وهي واقفة أمام شهريار وهو يُصغي إليها، مأخوذًا بقصصها. كهرمانة نصب في الساحة التي سميت بأسمها، للنحات محمد غني حكمت أيضًا، أزيح الستار عنه عام 1971م، يمثل واحدة من حكايات ألف ليلة وليلة كهرمانة و(الأربعين حرامي). المرأة الشهيدة نصب يُخلّد 1280 شهيدة عراقية أعدمهن النظام البائد، أقامه النحات عباس غريب ويقع في الكاظمية. الشهيدة خالدة تركي تربوية فاضلة احترقت سيارتها وهي في طريقها للمدرسة بسبب انفجار سيارة قربها، فما كان منها إلا أن خرجت محترقة، وعندما وجدت جسدها قد تكشّف بسبب النيران، عادت للسيارة واحترقت بداخلها. وقد أُطلق عليها (شهيدة العفة)، وأُقيم لها نصب تذكاري مع سيارتها في ساحة الطيران في البصرة، حيث أبدع فيه النحات فاضل عبد الله. الفلاحة يمثل امرأة تحمل بيدها سلة من البرتقال، يقع في مركز محافظة ديالى - بعقوبة، ويعود إلى ما يقرب من 30 عامًا، من تنفيذ النحاتين مؤيد الناصر وعلي الطائي. خَجه باوة يمثل إحدى النساء الكرديات المناضلات، وأول شهيدة ضحت بنفسها وعدد من أبنائها في انتفاضة آذار عام 1991، ويقع في محافظة أربيل، أقامه النحاتون (هوشنك عبد الرحمن، ريباز يوسف، شوان عبد الرحمن). الأم في الناصرية عمل جسد المرأة العراقية الأم، يمثل امرأة تحمل طفلًا وعلمًا، أقامه النحات عبد الرضا كشيش. الأم كولي تمثال خلد بطولة امرأة إيزيدية قتلت أميرًا داعشيًا دفاعًا عن شرفها ورفضها تسليم بناتها له، إذ استشهدت برصاص داعش بعدها. عمله النحات الآشوري (نينوس ثابت بن بحديدا) في سهل نينوى. تسواهن تمثال يمثل المرأة العراقية الميسانية الشامخة الكادحة، يقع في العمارة - منطقة الماجدية جنوب العراق، أقامه النحات الراحل أحمد البياتي نهاية الثمانينات. فتاة الربيع نصب أقامه النحات فوزي إسماعيل عام 1975، يمثل أهمية ومكانة المرأة في التراث الموصلي. السلام والحرية تمثال أنشئ من قبل مجلس نساء كوردستان، بإشراف من الأمم المتحدة، يرمز إلى حب الحياة والسلام لجميع النساء والفتيات في العالم والعراق وإقليم كوردستان، إذ تحمل المرأة بيد حمامة سلام وبيد أخرى قربة ماء. سيدتي الجميلة جاء هذا التمثال للنحات عمر إبراهيم ردًا على الظلامية التي بثتها داعش ضد المرأة والحياة في الموصل، جرى نصبه عام 2018. أم سوادي تمثال أقامه النحات رمزي كاظم في الديوانية عام 2000، يمثل سيدة كادحة، وهو تكريم للمرأة الفراتية. الأم في بابل التمثال الأكثر شهرة وشعبية في مدينة الحلة، الذي سُمي للطرفة بـ (تمثال أم هاشم)، لأن المحافظ هاشم قدوري تابع مراحل تصميمه ونصبه في عهده الذي امتد من 1974–1978م. يمثل الأمومة والطفولة، إذ قام بتصميمه سلمان داود الخلف، وشاكر نعمة، وشارك في نحته كل من شاكر الطائي، وسمير يوسف، ومحمد رضا نجم، وعبد الوهاب الفتلاوي. الطفلة الصبّاغة وهو من أعمال النحاتة أسوس الجاف، أنجزته بعد مشاهدتها طفلة نازحة اسمها (آرين جاندو) في إحدى أسواق السليمانية، وهي تعمل في مسح الأحذية، فقامت بتجسيد هذا الوجع الإنساني إلى عمل فني خالد، وضع بعد استكماله في شارع (مولوي) الشهير بالمدينة. أم الأنفال هو التمثال الثاني للنحاتة أسوس الجاف، يقع في كلار في منطقة گرميان بالسليمانية، وهو يمثل، كما تذكر النحاتة، الأم الكردية ومعاناتها وتضحياتها، وهي تتجسد بملامح ووجوه الأمهات اللواتي تعرضت عائلاتهن وأطفالهن وذووهن إلى التعذيب والمعاناة والإبادة البشعة في الأنفال. المرأة هو تمثال لامرأة بأزياء آشورية تاريخية، ينتصب في كركوك، من نحت (مان أحمد) الذي أنجز 80 نصبًا في كركوك وبعض محافظات العراق.