100%
رجاء الشجيري
تصوير/ وكالات
الملبس الجديد من أهم مستلزمات العيد لأفراد الأسرة، فلا يمكن أن تتم فرحته للأطفال والكبار معًا ما لم تشترَ الملابس الجديدة، لكن الزحام الشديد قبل قدومه في الأسواق، إضافة إلى حملات غلاء أو تخفيضات، تداهم دخل غالبية العائلات.. "الشبكة العراقية" استطلعت آراء الناس وحملة تسوقهم واحتياجاتهم وما يعانونه.
زحام ورحلة اختيار
زينب قاسم، ربة بيت وأم لخمسة أولاد، تحدثت عن معاناتها كل عيد في إيجاد الملابس المناسبة لأولادها بسبب اختلاف أذواقهم. تقول: "الجيل الجديد صعب جدًا إرضاؤه ومجاراته، وأذواق أولادي في اختيارهم للملابس (منّهكة)، إذ لابد من رحلات متعددة بين أسواق العاصمة بمختلف مناطقها لإيجاد متطلباتهم المنشودة، إضافة إلى أنني أسبق أيام العيد بمدة طويلة، وذلك تجنبًا للزحامات الشديدة التي تكتظ بها الأسواق والمحال في الأيام القريبة من العيد."
فيما يذكر علاء حسين أن "مهمة شراء ملابس العيد للعائلة مضنية، فهي تحتاج لتجزئتها إلى أيام متفرقة، خاصة فيما يتعلق بملابس بناتي، فالأولاد يمكنني بسهولة اختصارها بيوم واحد لهم مع رضاهم التام، أما البنات فإن كل قطعة تحتاج منطقة بيع مختلفة وبعيدة عن الأخرى، لذلك عادةً إما أن أخوض الشراء أو أوكله لأمهم تمامًا."
تخفيضات
بشرى سعيد، تربوية، وهي صاحبة عائلة كبيرة تتكون من الأبناء وزوجاتهم والأحفاد، ضمن البيت الواحد، تتحدث عن حسن اختيار زوجات أبنائها في متابعة أسواق ومحال معينة تعلن كل عيد حملة تخفيضات كبيرة تعينهم في شراء الملابس، مشجعة على هذا السلوك الاقتصادي والاجتماعي الذي يعود بالفائدة على الطرفين، وتؤكد أن البائع يضمن بيعًا وفيرًا، والعائلات المشترية توفّر الكثير من أموالها أيضًا، خاصة العوائل المتوسطة الدخل، أو ما دون ذلك.
تؤكد زوجة ابنها، ندى، ما ذكرته قائلة: "نحن، الزوجات، في عائلتنا الكبيرة كوّنا (كروبًا) خاصًا بنا، إذ تخبر كل منا الأخرى عن وجود أية تخفيضات، على شرط توفر نقطتين: الأولى خامة الملابس الجيدة، والثانية السعر المناسب وبفارق عن باقي الأسواق، وهذا الأمر يعيننا جميعًا في شراء ملابس العيد كل سنة."
غلاء عجيب
على النقيض من بشرى سعيد وإشادتها بالتخفيضات، تعلن زهرة عبد الحسين عن استيائها من تصيّد بعض التجار في رفع أسعار الملابس، خاصة النسائية وملابس الأطفال، قبيل العيد إلى الضعف أو أكثر. فهي تذكر قائلة: "القميص الذي سعره في الأيام العادية 20 ألفًا قبيل العيد يصبح 50 ألفًا!! فأي استغلال وغلاء هذا؟ البضاعة هي ذاتها، ما الذي اختلف لبيعها بهذا السعر؟" مضيفة: "أما أسعار ملابس الأطفال فحدّث ولا حرج."
وهكذا تتعالى أصوات الناس بين راضٍ وشاكٍ، بين من يساعدون الناس بعروض مخفضة تسهّل شرائهم، وبين من وجهتهم الوحيدة الاستغلال دون رحمة.
لكن العيد، برغم كل ذلك، لابد من استقباله بملبس جديد وأحلام جديدة.