نورا ضياء: لا أنافس أحداً.. ومشاهير (الميديا) اقتحموا الدراما على حساب الموهبة

  حوار / محسن إبراهيم إعلامية وممثلة، دخلت مجال التمثيل صدفة، لكنها سرعان ما أثبتت حضورها بموهبتها وعفويتها. ترى أن الفنان الحقيقي صاحب رسالة، وأن الأداء المقنع لا يأتي إلا من خلال الإيمان بالشخصية والذوبان فيها. خطفت الأنظار منذ أولى تجاربها، وسارت بثقة نحو أدوار أكثر تعقيداً ونضجاً. ولتسليط الضوء على تجربتها، كان لـ (الشبكة العراقية) معها هذا الحوار: * من تقديم البرامج إلى التمثيل.. كيف اتجهت بوصلتك؟ - بكل صراحة، دخولي عالم التمثيل كان بمحض الصدفة وبتوفيق من الله. كنت أعمل مقدمة برامج، ثم تلقيت اتصالاً من المخرج مروان الجاف للمشاركة في برنامج "سكجات (ستة صفر)"، وهو برنامج ساخر يعتمد على أداء ست نساء يتناولن قضايا اجتماعية بلمسة نقدية. * هل تتذكرين مشهدك الأول في التمثيل؟ وكيف كانت مشاعرك حينها؟ - نعم، كان أول مشهد لي في مسلسل (غيد)، من إخراج الأستاذ علي فاضل. كانت مشاعري خليطاً بين الفرح والخوف من المسؤولية، إلى جانب الحماس لخوض التجربة. والحمد لله، كانت تجربة ناجحة فتحت لي آفاقاً متعددة. * في بداية المشوار، هل تميلين إلى الكَمّ أم النوع في اختيار الأدوار؟ - أعتبر نفسي موفقة جداً، فقد اشتغلت على الكمّ الذي يحمل نوعية مميزة، وهذا ساعدني كثيراً في بناء قاعدة فنية قوية. تنوع الأدوار منحني فرصة للتعلّم والنمو كممثلة، ولا أعتقد أن النضج الفني يأتي إلا عبر التجربة. *هل ترفضين بعض الأدوار؟ - أرفض فقط الأدوار التي لا تحمل رسالة أو قيمة فنية، فهي بالنسبة لي بلا معنى. أما إن كان الدور يحمل بصمة ورسالة، فأرحب به مهما كانت طبيعته. *كيف تتغلبين على شخصيتك الحقيقية حين تؤدين شخصية مناقضة لها تماماً؟ - هذه هي متعة التمثيل! أن أعيش حياة وشخصية لا تشبهني على الإطلاق. أؤمن بأن على الممثل أن يتخلى عن ذاته بالكامل ليتقمص الشخصية، وهذا جوهر الأداء الحقيقي. *ألا تخشين من أن يراك الجمهور في شخصيات مختلفة؟ - بالعكس، أفرح كثيراً بردود فعل الجمهور، سواء أكانوا يحبون الشخصية أو يكرهونها. النجاح الحقيقي هو أن يشعر المشاهد تجاه الدور، كما حصل في شخصيتي بمسلسل (عفو عام) أو (لم شمل.) *هل تؤثر ملامحك على نوعية الأدوار التي تعرض عليك؟ - نعم، كثيراً ما تُسند إليّ أدوار المرأة القوية، أو صاحبة الكاريزما، أو حتى أدوار الشر، مثل دوري في (كرستال)، كامرأة تتاجر بالمخدرات، أو دوري في (عفو عام) كامرأة قاسية ومستفزة. *هل الموهبة كافية لشق الطريق في عالم الفن؟ - الموهبة ضرورية، لكنها لا تكفي. يجب صقلها من خلال ورش التمثيل، أو التعلم من التجارب والخبرات، أو حتى المشاهدة المستمرة. جمهور اليوم واعٍ، نقده لاذع، ومطّلع على مختلف التجارب العربية والعالمية. *المنافسة في الوسط الفني.. هل تهتمين لها؟ - لا أهتم كثيراً بالمنافسة. أركز فقط على تطوير نفسي. الموهبة الحقيقية تفرض نفسها، ولا تحتاج إلى صراع أو ضجيج. *هل ترين أن المنافسة في الوسط تمتلك معايير واضحة؟ - للأسف لا توجد معايير ثابتة، وهذا أمر محبط أحياناً، الكثير من الأعمال تخضع لسياسات شركات الإنتاج، وليس للكفاءة أو الموهبة. *هل تعتقدين أن لمشاهير مواقع التواصل الأولوية على حساب الممثلين أصحاب الخبرة؟ - نعم، للأسف هذا واقع نعيشه. السبب في ذلك يعود إلى غياب الستراتيجيات التسويقية لدى بعض شركات الإنتاج، فتتجه إلى الخيار الأسهل، وهو الاستعانة بمشاهير (السوشيال ميديا) لجذب الجمهور، بغض النظر عن المستوى الفني.