ميساء فاضل /
اللؤلؤ الذي أسر قلوب الناس بسحره وجماله الفريد، الذي يتشكل بطرق غريبة، ارتبط اسمه بالثروة والقوة والنقاء والحكمة والسلام، ويعد رمزاً للجمال والأناقة بسبب شكله ولونه الأبيض الكريمي. هذا الحجر الرائع كان -وما زال- موضع إعجاب واهتمام الكثيرين، فقد كان يتزين به الملوك والأمراء والنبلاء والطبقات المخملية، لكونه يمتلك سحراً وتأثيراً مهدّئاً ووقائياً لمن يرتديه. هذه الجوهرة الرائعة المتلألئة، التي تشكلت داخل أعماق البحار والمحيطات، تعد من الأحجار الكريمة ذات القيمة العالية والباهظة الثمن، وهو الحجر الوحيد الذي يكونه كائن حي، هو المحار، المصنف من الرخويات البحرية، إذ تتشكل هذه الأحجار داخل أصداف هذه الكائنات. قيمة تاريخية تعود القيمة التاريخية للؤلؤ إلى آلاف السنين، حين كان اللؤلؤ من أكثر المواد قيمةً وتميزاً في العديد من الحضارات القديمة، خاصة في بلاد الرافدين ومصر القديمة واليونان والحضارة الرومانية، حيث كان يستخدم في الزينة والمجوهرات والتجارة والرمزية والطقوس الدينية. قيمة اقتصادية القيمة الاقتصادية للؤلؤ تعود إلى قيمته العالية في السوق العالمية، حيث يعتبر اللؤلؤ من أكثر المواد قيمة في العالم، من حيث التجارة والاستثمار والزينة. أما من ناحية القيمة الثقافية، فيعتبر اللؤلؤ من أكثر المواد قيمة، إذ إنه يوصف كرمز للنقاء، وكان يستخدم في الاحتفالات والمناسبات الخاصة وفي الفن القديم، كما استُخدم في تصنيع التحف والمجوهرات. وتعد مملكة البحرين القلب النابض لتجارة اللؤلؤ لفترة طويلة من الزمن حتى يومنا هذا. تكوين اللؤلؤة تكوين اللؤلؤة داخل المحار عملية معقدة تتطلب ظروفاً محددة، إذ تستمر هذه العملية لسنوات عديدة، ويمكن أن تؤثر عوامل عدة على شكل وحجم اللؤلؤة. يبدأ تكوين اللؤلؤة عندما يتعرض المحار لدخول رمل أو طين أو طفيلي إلى داخله، فيبدأ المحار في إفراز طبقات من (الكالسيت)، وهو معدن كربوني يتكون من كربونات الكالسيوم. هذه الطبقات تتشكل حول الجسيم المزعج، ومع مرور الوقت يستمر المحار في إفراز طبقات الكالسيت حول الجسيم المزعج، ما يؤدي إلى تكوين اللؤلؤة من طبقات متعددة من الكالسيت التي تتجمع حول الجسيم المزعج، وتستمر في النمو مع مرور الوقت، إذ يستمر المحار في إفراز طبقات إضافية من الكالسيت، ويمكن أن تستمر هذه العملية لسنوات عديدة. أنواع اللؤلؤ هناك نوعان من اللؤلؤ: الأول هو الطبيعي الذي يتشكل بصورة طبيعية في البحار عن طريق المحار، ويمكن أن يستغرق تكوين اللؤلؤة الطبيعية من 5 إلى 20 عاماً أو حتى أكثر، ويعتبر هذا اللؤلؤ هو الأفضل في العالم والخيار الأمثل للشغوفين به. الثاني هو اللؤلؤ المزروع الذي ينتج في مزارع خاصة، ويعتبر بديلاً أكثر توافراً للؤلؤ الطبيعي. ظهر هذا النوع لأول مرة في اليابان عن طريق (ميكيموتو كويتشي)، وهو مخترع ياباني عمل على تطوير طريقة إنتاج اللؤلؤ الزراعي، إذ يقومون بوضع خرزة صغيرة من عرق اللؤلؤ داخل نسيج جدار المحارة، ثم توضع المحارات في أقفاص مغلقة في خلجان محمية لفترة من الزمن (تصل إلى 5 سنوات) وهي الفترة المطلوبة لتكوين اللؤلؤة. يمكن تصنيف اللؤلؤ بناءً على عوامل عدة، مثل مصدره، ولونه، وشكله، وحجمه: • لؤلؤ البحر: يُنتج من محار البحار والمحيطات، ويعتبر من أنواع اللؤلؤ النادر والمكلف بسبب صعوبة إنتاجه وندرته، وأهم خصائصه اللون، والشكل، والحجم، واللمعان. أهم أماكن وجوده المحيط الهادئ، والمحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط. * لؤلؤ البحيرة: يُنتج من محار يعيش في البحيرات والمياه العذبة، ويختلف عن محار البحر الذي يعيش في المياه المالحة. أهم أنواعه: محار البحيرة الأوربي، والأميركي، والآسيوي، وأهم بيئته البحيرات والروافد والمناطق الرطبة. * لؤلؤ النهر: يُنتج من محار الأنهار، ويعتبر من الأنواع الشائعة. أهم أماكن إنتاجه في أوربا (نهر الراين ونهر الدانوب)، آسيا (نهر اليانغتسي ونهر الهان)، وأميركا الشمالية (نهر الميسيسيبي ونهر أوهايو). لهذا النوع أهمية كبيرة وقيمة اقتصادية وثقافية وجمالية. * لؤلؤ التاهيتي: يُنتج من محار التاهيتي، الذي يعد من الأنواع النادرة والمكلفة، منها الأسود والأبيض والملون. أهم أماكن إنتاجه تاهيتي، وجزر كوك، وجزر المالديف. * اللؤلؤ الأسترالي: يُنتج من محار أستراليا، ويعد من الأنواع النادرة والمكلفة بسبب صعوبة إنتاجه وندرته. أهم أماكن إنتاجه أستراليا وجزر أسترالية ومضيق توريس. وهناك أنواع أخرى مثل لؤلؤ الكلت، ولؤلؤ القوقاز، ولؤلؤ المحيط الهادئ، وتصنيفات حسب اللون (أبيض، أسود، ملون)، الشكل (دائري، بيضوي، غير منتظم)، والحجم (صغير، متوسط، كبير).