من الهندسة إلى ملاعب التنس شيماء علي تكتب النجاح في ساحة التحكيم

حوار: أميرة الزبيدي - تصوي: خضير العتابي

يومًا بعد آخر، تبرز المواهب النسوية العراقية التي أثبتت حضورها في مجالات لم تكن مألوفة لهن سابقًا، حين دخلت بعض النساء في رياضات مختلفة وأبدعن فيها، كألعاب الكرة والسلة والطائرة، وحتى الألعاب القتالية، وحققن نتائج جيدة.

من بين تلك الأسماء برزت شيماء علي حسين، المهندسة التي وجدت شغفها في ملاعب التنس، فانتقلت من ممارسة اللعبة كلاعبة إلى أن أصبحت واحدة من الحكمات العراقيات البارزات بالتنس، واضعة نصب عينيها هدف الوصول إلى العالمية.

النشاط الرياضي تقول الحكمة شيماء علي: "بدأت قصتي وحبي للتنس عندما كنت أعمل مهندسة مشرفة في مشروع بناء جامعة السليمانية الجديدة. هناك لفت انتباهي النشاط الرياضي في كلية التربية الرياضية، فانضممت إلى الطلاب في ممارسة لعبة التنس. هذه كانت الشرارة الأولى، حينها التحقت بنادي (أفروديت) الرياضي في السليمانية، وبدأت خطواتي الأولى كلاعبة."

وأضافت: "منذ طفولتي كنت أتابع البطولات العالمية عبر التلفاز، كما كنت أستمتع بمشاهدة المباريات في نادي العلوية ببغداد. ومع مرور الوقت شاركت في بطولات محلية مهمة، مثّلت فيها أندية عدة، مثل نادي أمانة بغداد ونادي الصيد. ومن أبرز محطاتي كانت بطولة العراق للمتقدمات في أربيل، فضلًا عن بطولات أخرى في ملاعب فندقي بابل والمنصور ميليا ونادي العلوية."

رغبتي تحققت وعن دخولها مجال التحكيم قالت: " رغبتي في أن أكون جزءًا من اللعبة لم تتوقف عند اللعب. كنت أراقب طواقم التحكيم عن قرب وأتعلم منهم، حتى التحقت بدورة تحكيم نظمها الاتحاد العراقي للتنس عام 2022، وتخرجت فيها بدرجة ثالثة. بعد ذلك واصلت التطوير وحصلت على شارة التحكيم للدرجة الثانية من خلال المشاركة في دورات صقل الحكام.

شاركت في بطولة دهوك المؤهلة لتصفيات غرب آسيا للبنات (ديسمبر / كانون الأول 2024)، وكانت تجربة مهمة. وفي عام 2025 نلت شرف التحكيم في بطولة رابطة الرواد العرب في الكويت بعد دعوة من الاتحاد الكويتي للتنس، وأدرت مباريات في الدور نصف النهائي، وكذلك إحدى المباريات النهائية. كما شاركت في الورشة التحكيمية الدولية التي نظمها الاتحاد الدولي للتنس (ITF) بالتعاون مع الاتحاد العراقي، واستضافتها اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية بقيادة المحاضرين الدوليين الدكتور فؤاد والكابتن رؤوف."

التحكيم النسوي شيماء أشارت إلى أن "التحكيم النسوي في العراق واجه صعوبات كبيرة، منها قلة الفرص المتاحة وعدم تقبل الفكرة في البداية، لكن دعم الاتحاد العراقي المركزي للتنس واللجنة الأولمبية ساعد كثيرًا على الاستمرار."

وأضافت: "شخصيًا، واجهت مباريات صعبة، لكن إصراري وحبي للعبة جعلا الأمر أسهل، إذ استطعت أن أنجح في جميع المباريات التي أوكل تحكيمها إلي. استفدت كثيرًا من خبرة لجنة الحكام، وهذا ساعدني على تخطي العقبات."

المرأة الرياضية عن تنسيقها بين العمل الهندسي والتحكيم الأكاديمي وشغفها بالتنس تقول: "أعمل حاليًا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي – دائرة الإعمار والمشاريع – بصفة مهندسة مشرفة على المواقع التابعة للوزارة، وهو عمل ميداني معروف بصعوبته، لكن حبي للهندسة يجعلني أمارسه بشغف. في الوقت نفسه، أجد أن شغفي برياضة التنس والتحكيم فيها يمنحاني دافعًا إضافيًا للاستمرار، خاصة أن أغلب البطولات تُنظَّم في أوقات مناسبة بعد الدوام الرسمي، إما في ساعات المساء أو خلال عطلة نهاية الأسبوع.

أما على الصعيد الأكاديمي، فقد عملت، بعد حصولي على شهادة الماجستير من جامعة إسطنبول، في تخصصي الهندسي، إذ وجدت متعة خاصة في الدمج بين الجانب النظري والعملي. كنت أحرص على اصطحاب طلابي إلى مواقع العمل الميدانية، لأجعل الدرس أكثر فائدة عبر ربط ما يتلقونه في القاعات الدراسية بالتطبيق الواقعي."

اختتمت شيماء حديثها بالقول: " وجدت دعمًا كبيرًا من زملائي اللاعبين واللاعبات، إضافة إلى الدعم من قبل أعضاء الاتحاد ورئيس الاتحاد العراقي للتنس، والتشجيع من لجنة الحكام. كما لا أنسى دعم الأهل، فطموحي الأكبر هو الحصول على الشارة الدولية والتحكيم في بطولات كبرى، مثل ويمبلدون أو دبي المفتوحة. أريد أن أرفع اسم العراق عاليًا، وأثبت أن المرأة العراقية قادرة على النجاح حتى في أصعب المجالات."