إعداد : مصطفى الهاشمي /
تعد سوق العراق للأوراق المالية إحدى الأسواق المالية المهمة في المنطقة، كونها توفر بيئة منظمة لشراء وبيع الأسهم وفقًا لقواعد محددة، إذ تلعب السوق دورًا حيويًا في تعزيز الاقتصاد العراقي، وتمكّن الشركات المدرجة من الحصول على التمويل اللازم للتوسع في أعمالها، توفر السوق فرصة للمستثمرين لتنمية أموالهم بمساعدة الوسطاء الماليين (شركات الوساطة المالية)، مع إمكانية توظيف الذكاء الاصطناعي مستقبلًا في عملية التداول بأسهم الشركات في سوق العراق للأوراق المالية. آلية التداول يتطلب التداول في السوق اتخاذ 5 خطوات أساسية تضمن الاستثمار الآمن والفاعل، وتتمثل بفتح حساب تداول، إذ يبدأ المستثمر رحلته من خلال فتح حساب استثماري لدى إحدى شركات الوساطة المعتمدة، وتعد هذه الخطوة ضرورية لأنها تمكنه من الوصول إلى السوق وتنفيذ عمليات البيع والشراء. الخطوة الثانية، إيداع الأموال، فبعد فتح الحساب، يحول المستثمر الأموال إلى حساب التداول الخاص به، ما يتيح له شراء الأسهم المدرجة في السوق. والخطوة الثالثة تتمثل بـاختيار الأسهم المناسبة بعد دراسة أداء الشركات المدرجة وتحليل البيانات المالية، حيث يسعى المستثمرون إلى شراء الأسهم التي تتمتع بنمو مستقر وعائد جيد. أما الخطوة الرابعة فتتمثل بتنفيذ الصفقات عبر نظام إلكتروني يتيح للمستثمرين إدخال أوامر البيع والشراء وفقًا للأسعار المتاحة في السوق، علمًا أن سعر السهم يتغير وفقًا لحركة السوق. الخطوة الأخيرة تتمثل بمتابعة السوق واتخاذ قرارات ستراتيجية بعد تحليل السوق ومتابعة الأخبار الاقتصادية، كونها أمرًا ضروريًا للمستثمرين، إذ تؤثر على قرارات البيع والشراء. أهمية السوق المالية تلعب أسواق الأسهم دورًا محوريًا في دعم النمو الاقتصادي، من خلال توفير السيولة للشركات، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتعزيز الابتكار في قطاع المال والأعمال. كما تسهم الأسواق في بناء ثقافة الاستثمار بين الأفراد. الفرص الاستثمارية في السوق كبيرة وقابلة للنمو، خاصة مع زيادة الوعي المالي وتحسن البنية التحتية الاقتصادية، ويعد التداول في سوق العراق للأوراق المالية فرصة واعدة للمستثمرين، شريطة فهم قواعد السوق واتخاذ قرارات مدروسة، فبالاعتماد على التحليل المالي والاستثمار طويل الأجل، يمكن تحقيق أرباح مستدامة ضمن الأهداف المالية المرجوة. الوسطاء الماليون الوسطاء الماليون، أو شركات الوساطة، يلعبون دورًا محوريًا في تسهيل عمليات التداول أمام المستثمرين، خاصة الجمهور العادي الذي قد لا يمتلك خبرة واسعة في الأسواق المالية، فهم ينفذون عمليات التداول بوصفهم حلقة وصل بين المستثمرين والأسواق المالية، وينفذون أوامر البيع والشراء نيابة عن العملاء لضمان حصولهم على أفضل الأسعار المتاحة. منصات إلكترونية تقدم شركات الوساطة منصات إلكترونية متطورة تتيح للمستثمرين الوصول إلى السوق بسهولة، مع أدوات تحليلية مثل الرسوم البيانية والأخبار المالية لمساعدتهم في اتخاذ قرارات مستنيرة، إلى جانب تقديم الاستشارات والتحليلات المالية، إذ يساعد الوسطاءُ، المستثمرين في فهم اتجاهات السوق من خلال تقديم توصيات وتحليلات مالية، ما يمكنهم من اتخاذ قرارات استثمارية أكثر دقة. بعض الوسطاء يقدمون خدمات إدارة المحافظ، إذ يتخذون قرارات استثمارية نيابة عن العملاء بناءً على أهدافهم المالية ومستوى المخاطرة الذي يتحملونه، كما تقدم شركات الوساطة دورات تدريبية وورشًا تعليمية لمساعدة المستثمرين على فهم الأسواق المالية بشكل أفضل وتجنب القرارات الخاطئة. التداول بالذكاء الاصطناعي تُحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي ثورة في عالم التداول المالي العالمي، إذ باتت تلعب دورًا متزايدًا في تحليل الأسواق واتخاذ القرارات الاستثمارية بسرعة ودقة تفوق قدرة البشر، كما سيختلف بعض التوجهات المستقبلية التي ستشكل واقع التداول في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، منها التداول الآلي (AI Automated Trading) عبر الأنظمة الذكية المعتمدة على الخوارزميات المتقدمة لتحليل البيانات الضخمة والتنبؤ بحركة الأسواق، ما يسمح بتنفيذ الصفقات بسرعة فائقة دون تدخل بشري، فضلًا عن تحليل المشاعر واتجاهات السوق، اذ يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الأخبار الاقتصادية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي لتقييم مشاعر المستثمرين والتنبؤ بتقلبات السوق قبل حدوثها، إلى جانب تقليل المخاطر وزيادة الدقة، لكون أنظمة التداول الذكية تعتمد على البيانات والتحليل بدلًا من العواطف البشرية، ما يقلل من الأخطاء الناتجة عن الخوف أو الطمع، ويزيد من فرص تحقيق الأرباح. فبالتداول عالي التردد (HFT) يستخدم بعض الشركات الذكاء الاصطناعي لتنفيذ ملايين الصفقات يوميًا للإفادة من تغيرات الأسعار البسيطة، ما يعزز كفاءة الأسواق المالية، كما توفر الأنظمة الذكية حلولًا لإدارة المحافظ الاستثمارية بناءً على تحليل البيانات والتعلم الآلي، ما يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات أكثر دقة وستراتيجية. التحديات المحتملة رغم الفوائد الكبيرة، يواجه التداول بالذكاء الاصطناعي عالمياً بعض التحديات، مثل الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، واحتمالية حدوث أخطاء في الخوارزميات، إضافة إلى تأثيره على وظائف الوسطاء الماليين التقليديين، لكن، وعلى الأرجح، فإن مستقبل تداول الأسهم في ظل الذكاء الاصطناعي في العراق يبدو واعدًا للغاية، حيث ستصبح السوق أكثر كفاءة وشفافية، لكن من الضروري تحقيق توازن بين التكنولوجيا والرقابة البشرية، المتمثلة بهيأة الأوراق المالية العراقية، لضمان استقرار الأسواق المالية المحلية.
