أحمد جعفر /
شهدت العاصمة الأميركية واشنطن حدثًا اقتصاديًا وتكنولوجيًا بارزًا، تمثّل بمشاركة العراق لأول مرة في قمة الاستثمار العالمية "SelectUSA"، والتي تُعد من أرفع الفعاليات الدولية المكرّسة لتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر. وقد نظّمت الجمعية العراقية لتكنولوجيا الحاسوب والمعلوماتية وفدًا رسميًا للمشاركة في القمة، ضم ممثلين عن 51 شركة عراقية تنوّعت اختصاصاتها بين التقنية والصناعية والاستشارية. بيئة تفاعلية وفي تصريح خصّ به (الشبكة العراقية)، قال الدكتور فلاح اللامي، رئيس الجمعية: "لقد كانت مشاركتنا في قمة الاستثمار لعام 2025 لحظة تاريخية للعراق، حيث تُعد هذه القمة من أعرق الفعاليات الاقتصادية التي تُقام في الولايات المتحدة، ويُرافقها معرض متخصص يُنظم منذ أكثر من خمسين عامًا. وهذه هي أول مشاركة رسمية ومؤسسية عراقية في هذا المحفل الدولي". وضم الوفد العراقي عددًا من الشخصيات الفاعلة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والابتكار، وريادة الأعمال، إلى جانب حضور دبلوماسي تمثّل بمرافقة ممثلين عن السفارة الأميركية في بغداد، في خطوة تعكس دعمًا مشتركًا لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بين بغداد وواشنطن. وتُعد قمة SelectUSA، التي تنظمها وزارة التجارة الأميركية سنويًا، أكبر منصة حكومية رسمية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وتهدف إلى خلق بيئة تفاعلية تجمع المستثمرين الدوليين بممثلي الولايات والحكومات المحلية والاتحادية الأميركية، لتسهيل إجراءات الاستثمار، وتقديم خدمات استشارية ومعلوماتية تُعين الشركات على تأسيس أعمالها وتوسعتها داخل السوق الأميركي. وأشار الدكتور اللامي إلى أن الوفد العراقي عقد خلال القمة سلسلة من اللقاءات النوعية مع مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة التجارة الأميركية، إضافة إلى اجتماعات مهمة في وزارة الخارجية، جرى خلالها التباحث حول فرص الاستثمار المشترك، خصوصًا في ميادين التقنية والتحول الرقمي. شراكات ستراتيجية كما تلقّى الوفد دعوات دبلوماسية رسمية، أبرزها من السفارة العراقية في واشنطن، في دلالة على تطور الحضور المؤسسي العراقي في المحافل الدولية، وسعي المؤسسات العراقية إلى تأسيس شراكات ستراتيجية مستدامة. وتأتي هذه المشاركة في سياق تحرّكات متواصلة لتقوية العلاقات الاقتصادية بين العراق والولايات المتحدة. مؤخراً، زار وفد من مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية (DFC) العاصمة بغداد، في إطار مساعٍ لتوسيع نطاق التعاون، لاسيما في مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل نقطة تحول في مسار الانفتاح الاقتصادي العراقي نحو الأسواق العالمية، كما تفتح آفاقًا جديدة لتبادل الخبرات واستقطاب الاستثمارات النوعية، التي من شأنها أن ترفد الاقتصاد العراقي وتعزز موقعه في خارطة الاقتصاد الرقمي العالمي. وقد أُقيمت القمة هذا العام في الفترة من 11 إلى 14 أيار 2025، بمشاركة قياسية تجاوزت 5,500 شخص من أكثر من 100 سوق دولية، إضافة إلى ممثلين عن جميع الولايات والأقاليم الأميركية. وتضمّنت فعاليات القمة جلسات عامة، وورش عمل، وحوارات ستراتيجية، فضلاً عن فرص نوعية للتواصل المباشر بين المستثمرين والمسؤولين الحكوميين.