أسهم في تغيير ثقافة التعويل على الوظائف مشروع ريادة بوابة المستقبل

اقتصاد

أسهم في تغيير ثقافة التعويل على الوظائف مشروع ريادة بوابة المستقبل
100%

عباس عبد الرحمن /

يعد ملف معالجة البطالة بين خريجي الجامعات معضلة مزمنة تتطلب حلولاً جذرية، وهو من أبرز اهتمامات الحكومة، التي عملت على إطلاق (مشروع ريادة) الخاص بدعم الشباب والتخفيف من حجم البطالة، الذي يعد الوسيلة المثلى لاحتضان مواهب الشباب وابتكاراتهم من خلال توفير الدعم اللازم . قصص النجاح في هذا الصدد، يرى الخبير الاقتصادي د. نبيل العبادي: أن توقيت إطلاق مشروع ريادة جاء متزامناً مع بلوغ ثقافة عدم الاعتماد على الوظائف الحكومية ذروتها، خاصة بعد قصص نجاح عديدة حققها رواد الأعمال من الشباب، بتأسيس مشاريع خاصة بهم من خلال حصولهم على قروض ميسرة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة . وبيّن العبادي أن اتساع هذه المشروعات جاء مدعومًا بمبادرات مؤسسات مالية ومصارف خاصة بتقديم الدعم، موضحًا أن النتائج انعكست على مستوى تفكير الشباب في مشاريع خاصة تدر عليهم دخلاً يعادل أضعاف رواتب الدولة . يشاركه الرأي هادي هنداس، عضو منتدى بغداد الاقتصادي، بالقول: "إن هذه التجارب وقصص النجاح انعكست على تغيير ثقافة وتفكير الشباب إزاء الأعمال الحرة." مضيفًا: "إن مشروع ريادة، الذي أطلق مؤخراً، سيسهم بشكل كبير في التخفيف عن كاهل الدولة من متطلبات الوظائف الحكومية." إلى ذلك، تشير دراسات متخصصة إلى أن حجم البطالة يقدر بنسبة 50 بالمئة ممن هم في سن العمل القانونية، بضمنهم 15بالمئة بطالة مقنعة (موظفون فائضون عن الحاجة دون عمل). وقفة تقويمية ويُرجع خبراء هذا التطور المضطرد بحجم البطالة إلى مضاعفة مخرجات الجامعات سنويًا، مع عدم قدرة الدولة على استيعابهم وتوظيفهم، يرافق ذلك تكريس ثقافة التعويل على الدولة في الحصول على وظائف حكومية، مع غياب الأنشطة الإنتاجية من مصانع ومعامل عامة وخاصة لاستيعاب النسبة الأعظم من هذه البطالة، مؤكدين على ضرورة إيجاد الحلول لهذه الظاهرة. بدورنا، نلفت هنا إلى أن التوسع الأفقي في إنشاء جامعات أهلية بشكل واسع يستوعب كل مخرجات الدراسة الإعدادية، مع حافز قبول كل المعدلات مهما كانت ضعيفة، فرض واقعاً غير محسوب باتساع هذه الظاهرة، وأقصد زيادة بطالة الخريجين .لذا يدعو مختصون بهذا الشأن إلى وقفة تقويمية ومراجعة حقيقية لهذا الواقع، والمشاكل التي ظهرت جراء هذه الإجراءات بهدف تصحيح مسار التعليم على نحو يحقق الحاجة الفعلية من الخريجين. تنويع الموارد من المقرحات المهمة التي يركز عليها الخبراء تشخيص الخلل الفني وإعادة النظر في قرارات منح إجازات تأسيس الجامعات الأهلية، التي باتت استثماراً سهلاً للمؤسسين، دون اعتبار للأهداف التعليمية والتربوية الأخرى، وبما يتقاطع مع الاحتياجات الفعلية، ما يزيد من تعقيد الحلول، فضلاً عن أن هذا التوجه قد أسهم في تراجع المستوى العلمي للكثير من الخريجين وضعف مؤهلاتهم، بسسب تحول الهدف التربوي من تأسيس الجامعات إلى تجاري مربح، دون الالتفات للقيمة التعليمية والعلمية. على أن معالجة هذه الظاهرة لم تتوقف عند الحد من توسيع الجامعات وقبول المعدلات الضعيفة، إنما تتعداها إلى عدم توفر بدائل استيعاب أعداد البطالة .وهذه الجزئية ذات صلة بالتشوه البنيوي للاقتصاد العراقي أحادي الريع، ما يتطلب الإسراع بتفعيل وتنشيط القطاعات الإنتاجية الصناعية والزراعية والخدمية بهدف معالجة البطالة من جانب، وضمان تنويع الموارد للتخفيف عن ضغط عجز الموازنة على الميزانية العامة، والتي تظهر في الموازنة التشغلية بسبب البطالة المقنعة والإنفاق غير المبرر في جوانب أخرى . من هنا تأتي أهمية مشروع ريادة لتعزيز توجهات تنشيط القطاعات الإنتاجية بهدف تنويع مصادر الدخل، فضلاً عن امتصاص البطالة . ريادة الأعمال يحذر الخبير المصرفي سمير النصيري من أن العجز في الموازنة يتسبب في خلق مشاكل كبيرة، لعدم القدرة على سد هذا العجز مع توقعات انخفاض أسعار النفط، المصدر الوحيد لموارد الموازنة . ويؤكد النصيري أن معالجة مشكلة البطالة بين الخريجين تتطلب إقامة مؤتمر تخصصي يضم ممثلين عن وزارات التخطيط والتعليم العالي والتربية والصناعة والزراعة وخبراء اقتصاد، لإعادة النظر في أهداف الجامعات ومعالجات الخلل المتعلق بالمستوى العلمي للخريجين والمضي في معالجة خلل التعويل على الدولة في خلق فرص العمل، من خلال دعم وتشجيع الشباب على ولوج ريادة الأعمال . وتأتي مبادرة السوداني بإطلاق مشروع ريادة، الحل الأمثل لتحقيق عدة أهداف اقتصادية، في مقدمتها خلق فرص عمل للشباب العاطلين وتنويع مصادر الدخل بتنشيط الإنتاج وتحقيق الجدوى الاقتصادية .

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج