أحمد رحيم
اختُتمت، مؤخرًا، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بطولة العالم للشباب بالمواي تاي، حيث حقق أبطال العراق خلال مشاركتهم التاريخية إنجازًا غير مسبوق أفرح أبناء الرافدين، بعد أن نال الأسود 24 ميدالية متنوعة بواقع: 10 ذهبيات، و4 فضيات، و10 برونزيات.بذلك، يكون العراق قد كتب اسمه بقوة بين كبار العالم في لعبة المواي تاي.
لقد أفرزت هذه اللعبة، خلال السنوات السابقة والحالية، نجومًا تعانقوا مع الذهب في معظم البطولات العالمية التي يقيمها الاتحاد الدولي. في بطولة العالم للشباب التي احتضنتها الإمارات، قدم النجوم الشباب أروع ما يكون، بفضل الدعم الكبير من اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، والتنظيم المميز لإدارة اتحاد المواي تاي، بقيادة الكابتن مصطفى جبار علك، أحد أبطال اللعبة، وأحد أبرز المتخصصين فيها، ما جعل لعبة العراق تتألق عالميًا نتيجة تواجد إدارة ناجحة ومدربين أصحاب اختصاص، ولاعبين جرى اختيارهم بدقة.
مستويات مميزة عن الإنجاز الكبير، قال رئيس الاتحاد العراقي المركزي للمواي تاي مصطفى جبار علك: "في هذه البطولة العالمية، قدم شباب العراق أروع الأداء، حيث توج أبطالنا بعشرة أوسمة ذهبية، وأربعة فضية، وعشرة أوسمة برونزية. ويعد هذا الإنجاز من أبرز ما حققته المشاركات العراقية في بطولات الاتحاد الدولي للمواي تاي، ويظهر تصاعد مستوى اللعبة في العراق، بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها الاتحاد والكوادر التدريبية، والدعم المميز للجنة الأولمبية الوطنية العراقية. لقد قدم شبابنا مستويات مميزة في نزالات البطولة القوية، وكانوا عازمين على خطف الأوسمة، وهو ما تحقق لهم، حين صفق لهم جميع الحضور من الوفود العالمية والجماهير، تقديرًا للفواصل القتالية الرائعة التي قدموها على أرض الحلبة."
روح قتالية المستشار الإعلامي لرئيس اللجنة الأولمبية العراقية، جعفر العلوجي، قال: "لم تكن لعبة المواي تاي تحظى بالاهتمام الإعلامي والجماهيري الكبير في العراق، كما هو الحال مع بقية الألعاب، لكن ما يقدمه أبطالنا في المنافسات الدولية يستحق التقدير والإشادة العالية. في بطولة شباب العالم، التي استضافتها أبو ظبي، بمشاركة أكثر من 112 دولة، وأكثر من 1050 لاعبًا، أثبت شباب العراق حضورهم بروح قتالية عالية واندفاع بطولي، ودخلوا مواجهات شرسة مع أبطال كبار من مدارس عالمية. اللاعب مصطفى المحمداوي كان نموذجًا مشرفًا للعزيمة والإصرار حين تفوق على الأميركي ليندون شيل، أحد أبرز حاملي الألقاب في هذه الرياضة، ليؤكد أن العراقي حين يدخل الحلبة، لا يعرف سوى طريق الانتصار. اتحاد المواي تاي العراقي، برغم قلة الإمكانات وضعف الدعم المالي وفقدان القاعات الرياضية المتخصصة، استطاع الحفاظ على استمرارية اللعبة وتهيئة أبطال قادرين على رفع العلم العراقي في المحافل العالمية. هؤلاء الأبطال ثروة رياضية حقيقية، ونجاحاتهم برهان على أن الإنجاز لا يولد من المال فقط، بل من الإرادة والتضحية والإيمان بقدرات الشباب." العلوجي أضاف: "المواي تاي تعد - حاليًا- لعبة عالمية تحظى باهتمام واسع ودعم كبير، فيما لا يزال أبطال العراق يواجهون التحديات بجهود فردية وروح وطنية صادقة. المؤكد أن المقبل سيكون أكثر إشراقًا، فالعراق مقبل على مشاركات مهمة في دورة الألعاب الآسيوية للشباب في البحرين، ودورة ألعاب التضامن الإسلامي في السعودية، وهناك سيثبت أبطالنا أنهم قادرون على انتزاع الميداليات وتعريف العالم بقيمة هذه الرياضة الأصيلة."
جيل مؤثر فيما قال البطل العالمي السابق، مدرب المنتخب الوطني بالمواي تاي، علي الساهر: "البطولة العالمية، التي اختتمت مؤخرًا في الإمارات، كانت قوية جدًا، شاركت فيها منتخبات لها باع طويل في اللعبة، أكثر من 1050 لاعبًا ولاعبة تنافسوا بقوة على المراكز الأولى. شبابنا أبدعوا في جميع النزالات القوية، وأظهروا براعة اللاعب العراقي.
خلال الفترة السابقة، أعد الاتحاد المركزي جيلًا جديدًا ومؤثرًا من اللاعبين، من خلال تنظيم بطولات محلية للأشبال والناشئين، واختيار أفضل اللاعبين للمنتخبات الوطنية للفئات العمرية. النتائج التي تحققت خير دليل على تطور اللعبة وسيرها على الطريق الصحيح."
من جانبه، قال البطل أبو الفضل عباس، الذي نال الميدالية الذهبية، وذرفت عيناه الدموع خلال التقليد: "كانت البطولة قوية جدًا، لكنني استطعت الفوز على جميع المنافسين، وآخرهم الروسي الذي كان خصمًا صعبًا، لكني تمكنت من الفوز عليه والحصول على الميدالية الذهبية. جاء الفوز بفضل مدربينا الأبطال، والجهود والدعم الكبير من إدارة الاتحاد، خصوصًا رئيس الاتحاد الأستاذ مصطفى جبار علك، الذي وفر لنا جميع مستلزمات النجاح. كما أشكر اللجنة الأولمبية ورئيسها الدكتور عقيل مفتن على دعمهم المستمر للأبطال الذين يرفعون العلم العراقي في المحافل العالمية. هذا الدعم يعطينا حافزًا قويًا لتقديم أفضل ما لدينا في البطولات الدولية المقبلة، ونحن قادرون على تحقيق الذهب إن شاء الله في أي محفل."