أحمد الساعدي /
بعد بداية باهتة ونتائج متواضعة، نجح نادي ديالى في قلب موازين المنافسة في دوري النجوم لكرة القدم، متحولًا من فريق مهدد بالهبوط إلى خصم صعب يخشاه الكبار، بفضل سلسلة انتصارات لافتة حققها في الجولات الأخيرة، وسط إشادة جماهيرية ومتابعة إعلامية متزايدة لما وصفه البعض بـ(الصحوة البرتقالية). نادي ديالى، المعروف بتاريخه الحافل في الألعاب الرياضية المتعددة، لطالما شكّل رافدًا مهمًا للرياضة العراقية، وقدم -عبر تاريخه- عدداً من النجوم الذين تألقوا محليًا وانتقلوا إلى أندية كبرى. ومع أن الفريق الكروي للنادي لم يكن من بين الأسماء المرشحة للتألق في هذا الموسم، فإن أداءه الأخير كان مفاجئًا ومبهرًا في آنٍ معًا. تأسس نادي ديالى في خمسينيات القرن الماضي، ويُعد من أقدم الأندية الرياضية في المحافظة، حيث مثّل على الدوام منبعًا للمواهب في مختلف الألعاب، كما أسهم في ترسيخ ثقافة رياضية في محافظة طالما عُرفت بشغفها الكبير بكرة القدم. تحول مفاجئ مع انطلاق دوري النجوم، وجد نادي ديالى نفسه في ذيل الترتيب، بعد سلسلة من الخسائر المؤلمة. إذ خسر 12 مباراة من أصل 22 في الدور الأول، ليصبح مرشحًا بارزًا للهبوط. لكن الفريق تمكّن، بفضل عمل الجهاز الفني بقيادة المدرب التونسي يامن الزلفاني، من تغيير المشهد خلال الجولات التسع الأخيرة، فاز في أغلبها، بما في ذلك انتصارات مهمة على فرق عريقة مثل زاخو، والقوة الجوية، ونفط ميسان، ليقفز إلى منتصف جدول الترتيب ويبتعد عن مناطق الخطر. الزلفاني، الذي تولى المهمة في ظروف صعبة، قاد الفريق بخبرة وهدوء، مستفيدًا من فترة التوقف لتصحيح الأخطاء، وإعادة تشكيل الفريق عبر صفقات ناجحة ورفع الروح المعنوية للاعبين. الملعب يعود ومن المؤشرات الإيجابية أيضًا أن ملعب ديالى سيكون جاهزًا لاستقبال مباريات الفريق المقبلة، بعد زيارة لجنة التراخيص التابعة لدوري النجوم، التي أعربت عن ارتياحها لتطور المرافق والبنية التحتية، مع بعض الملاحظات التي يجري استكمالها. هذه العودة المرتقبة تمثل دافعًا إضافيًا للاعبين، وتصب في مصلحة الفريق، خصوصًا أن جميع مبارياته السابقة كانت خارج أرضه، ما حمّل الجماهير عناء التنقل إلى بغداد والمحافظات. في حديث خصّ به "الشبكة العراقية"، أكد الزلفاني أن دوري النجوم لا يضم فرقًا ضعيفة، قائلاً: "جميع الفرق تمتلك عناصر مميزة، لذا يصعب التهاون أمام أي منافس. تعثرنا في البداية، لكننا استخلصنا الدروس، وأضفنا لاعبين نوعيين، فبدأنا نرى نتائج عملنا." وأضاف: "الدعم الإداري والمؤازرة الجماهيرية لعبا دورًا كبيرًا في تحفيز اللاعبين. نأمل أن نواصل تحقيق النتائج الإيجابية، خصوصًا على ملعبنا وبين جماهيرنا." الإعلام يشيد الصحفي الرياضي علي رياح، وصف ما يحدث في نادي ديالى بأنه "تحول يستحق الإشادة"، قائلاً: "بعد 12 خسارة، استطاع الفريق أن يقلب الطاولة، ويتحول إلى ندّ قوي، هزم فرقًا ثقيلة، وفرض نفسه على المشهد الكروي."، مشيرًا إلى ضرورة دعم هذا الفريق إعلاميًا ومؤسساتيًا، لأنه يمثل نموذجًا للعزيمة والانضباط، بالرغم من قلة الإمكانات." أما المدرب محمد كريم، فاعتبر أن "التحوّل في نتائج ديالى كان مفاجئًا للكثيرين، لكنه لم يكن وليد الصدفة." موضحًا أن "المدرب الزلفاني عرف كيف يعيد ضبط إيقاع الفريق، وفرض أسلوب لعب منظم، نجح اللاعبون في تنفيذه بحرفية. موضحًا أن الفريق أصبح منظمًا دفاعيًا، وأكثر فاعلية في الهجوم، ما مكّنه من حصد نقاط ثمينة."