حوار : أميرة محسن /
في مشهد رياضي متحوّل، باتت الرياضات القتالية حلبة جديدة لإثبات الذات لدى النساء العراقيات، بعد سنوات طويلة من احتكار الصورة النمطية لذكوريتها. ومن بين هؤلاء، يبرز اسم الملاكمة طيبة فاهم، التي لقّبت بـأقوى نساء العراق، بعد أن سطّرت إنجازات لافتة في أكثر من ميدان قتالي. تحدثت طيبة لـ "الشبكة العراقية" عن رحلتها مع الملاكمة، الرياضة التي وجدت فيها تحديًا يعادل رغبتها في كسر الحواجز، قائلة: "المصارعة والملاكمة ليستا سهلتين على النساء، فهما تحتاجان إلى لياقة بدنية عالية وشجاعة. لكنني منذ طفولتي أحببت كسر الصورة النمطية، ووجدت في هذه الألعاب سبيلي للتعبير عن القوة والإرادة." بدأت طيبة في الأندية المحلية، لتصل إلى تمثيل المنتخب الوطني العراقي، وشاركت في بطولات عربية عديدة، لتؤكد أن المرأة العراقية قادرة على خوض أصعب الميادين وتحقيق الإنجازات، رغم ضعف الإمكانيات والدعم المحدود. تقول: "الدعم النسوي في الملاكمة موجود لكنه غير كافٍ، نطمح إلى دعم أكبر، ولاسيما في المعسكرات الخارجية والتدريب والرعاية." نحو منصة الأولمبياد اليوم، تمثّل طيبة نادي الأعظمية، الذي جدد عقدها للموسم الحالي بعد أن قدّمت أداءً مشرفًا في المشاركات المحلية، وتتطلع لاعتلاء المركز الأول في البطولة المقبلة. تقول بثقة: "نحن بانتظار مشاركات خارجية، وأنا أعمل بجد لتمثيل العراق في بطولات تؤهلني لأولمبياد 2028." طيبة لم تكتف بالملاكمة، بل تألقت أيضًا في المصارعة واللياقة البدنية، فقد حصلت على ألقاب مرموقة مثل: * المركز الأول في بطولة العرب. * بطلة إفريقيا والعرب. * المركز الأول في بطولة كأس معالي الوزير 2018. * المركز الأول في بطولة أندية نساء العراق في الديوانية. * المركز الثاني في بطولة (كلاسك) الدولية العربية في لبنان. * ملك اللياقة البدنية في بطولة الرجال 2019. * لقب "أقوى نساء العراق" في تحدي اللياقة البدنية والقوة العضلية 2019. دعم المؤسسات ضرورة.. لا خيار طيبة شددت على أن تطور الرياضة النسوية في العراق يتطلب دعمًا مؤسساتيًا جادًا، مضيفة: "هناك جهود مشكورة من اللجنة الأولمبية، لكننا نحتاج إلى منظومة دعم مستمرة توازي طموحاتنا." وفي ظل بيئة اجتماعية ما زالت تحاصر المرأة بقيود غير مرئية، ترى طيبة أن رسالتها تتجاوز الرياضة. تقول: "أحلم بإنشاء مركز لتدريب الفتيات، وتمكينهن، وأن أسهم في تغيير نظرة المجتمع للرياضة النسوية، فهي ليست عنفًا بل فن وثقة وانضباط." من الرفض إلى التصفيق وبالرغم من النجاحات، لم تكن البداية سهلة، إذ تشير إلى أن عائلتها كانت ترفض خوضها هذا المجال، بدافع الخوف من المجهول. لكنها، بالشجاعة والإصرار، استطاعت أن تثبت لهم أن الشغف ليس عابرًا، بل رسالة ذات بعد أعمق. "اليوم عائلتي أول من تصفق لي، وتعتز بما أقدمه." في ختام حديثها، وجهت طيبة رسالة إلى كل فتاة عراقية: "لا تترددي في خوض التحدي. كوني قوية، واجهي المجتمع، فالعراق بحاجة إلى نساء يكسرن القيد، ويرفعن رايته في أصعب الميادين."