100%
خضير الحميري
أعلنت المرور العامة، وضمن حملة التحول الرقمي، أنها بصدد استخدام الرسائل النصية(أس أم أس) لإيصال الغرامات إلى مستحقيها، إذ يتم الربط الإلكتروني المباشر بين رقم السيارة ورقم موبايل صاحبها، وبهذا الإجراء سوف لن تتأخر عنك (خدمة) الغرامة، وتأتيك ساخنة بعد ثوان أو دقائق من ارتكابها!
ومع هذا التطور سوف تتغير مشاعرنا مع كل (طنننن) تصدر عن الموبايل، من الانشراح المصحوب بالحذر، إلى الحذر المصحوب بالدردمة.. ومن المؤكد أن النظام الإلكتروني سوف لا يكتفي برسالة نصية واحدة، وإنما يتبعها برسالة ثانية للتذكير، ورسالة ثالثة للتحذير من مغبة التأخير بالدفع.. أما إذا (صرت شاطر) وغيرت رقم موبايلك للإفلات من الرسائل النصية (كما تفعل مع الأصدقاء والديّانة) فسوف تتكدس الغرامات بمبالغ مضاعفة في رصيد تجديد السنوية، مع غرامة جديدة لعدم الإبلاغ عن الرقم الجديد!
لا أعرف الوقت المحدد لإطلاق هذه (الخدمة الفورية) إلا أنها تطرح تساؤلاً طالما تكرر في الأذهان، لماذا تصل الغرامات والعقوبات (دلفري) بمثل هذه السرعة، واجبة الدفع الفوري تحت طائلة المضاعفة، في حين تتأخر الاستجابة للطلبات والشكاوى لأشهر وسنين، وقد تندثر ويطالها النسيان! لماذا يصلنا كتاب العقوبة قبل أن يجف حبر التوقيع عليه، في حين يظل كتاب الشكر يتنقل من تذييل إلى تأجيل إلى تقليل.. إلى ترحيل!
كل انتقالة نحو الضبط والنظام مرحب بها بالتأكيد، مادام الضبط منظماً، والنظام مضبوطاً، لكنه (عقل) الكتروني لا يقدر المشاعر والظروف، ففي العلاقة بين صاحب السيارة وشرطي المرور تكفي إشارة من السائق ليفهم شرطي المرور أن هناك حالة طارئة (مريض أو حامل أو جريح) تستوجب السرعة والتجاوز المؤقت للقانون.
أما مع (الأس أم أس) فأنت تسمع ثم تدفع ..وبس!

