محمد العبدلي /
المدرب الأسترالي غراهام آرنولد يتمتع بتاريخ طويل، لكنه ليس من نوعية المدربين القادرين على إحداث صدمة إيجابية سريعة في فترات حرجة. أسلوبه يعتمد على التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي أكثر من الابتكار الهجومي، وهو قريب جدًا من نمط المدرب السابق كاساس، مع مرونة محدودة في التبديل حسب طبيعة الخصم. لكن هذه المرونة لا تكفي في مباريات مصيرية تحتاج إلى قراءة دقيقة لقدرات اللاعبين، وتحفيز نفسي، وكيمياء حقيقية مع المجموعة. أهم التحديات التي تواجه آرنولد: -الوقت القصير جدًا، الذي لا يسمح ببناء تجانس حقيقي أو تجربة أسماء جديدة. -أسلوب اللعب المحافظ، الذي لا يلبي طموحات الجماهير العراقية التي تطالب بهوية هجومية واضحة. -قلة الإلمام بمواهب الدوري العراقي، ما يؤثر على اختياراته الفنية بشكل مباشر. إذا ما جرى دعم آرنولد بجهاز فني محلي قوي ومؤثر بأسماء مثل يونس محمود، أو رزاق فرحان، أو قصي منير، أو حتى عدنان درجال، قد تلعب دورًا محوريًا في نقل صورة واقعية عن مستوى اللاعبين وطبيعتهم النفسية والفنية. غراهام آرنولد قاد منتخب أستراليا للتأهل إلى كأس العالم 2022 بعد مشوار ملحق صعب، وحقق معهم أفضل مشاركة منذ سنوات بوصوله إلى دور الـ 16. كما فاز مع نادي (سيدني أف سي) بعدة ألقاب في الدوري الأسترالي، ويُعرف بقدرته على بناء فرق منظمة وملتزمة تكتيكيًا. المرحلة المقبلة صعبة، لكن ليست مستحيلة، ونتمنى أن نكون مخطئين في تقدير المشهد.