100%
مقداد عبد الرضا
هي الصدفة، هل تلعب الصدف في الخلق مرة وأخرى في الإلغاء والتهميش؟ نعم، وإلا كيف نفسر تلك الصدفة بوجود الأمير ، الوصي على عرش العراق، في تلك الأمسية التي أقامها اللورد روزيرو في لندن؟ حيث يقول: "التفت إلي الأمير عبد الإله وسألني عما إذا كانت الفكرة مقبولة في إنشاء محطة تلفزيون." قال لي إن "قومنا يفكرون بأعينهم كما تعلم (واصنع الفلك بأعيننا)."
الوصي يستدعي مستشاره الأستاذ تحسين قدري، وراح بين الفينة والفينة يرتب اجتماعًا لبحث موضوع التلفزيون، ولمعرفة النفقات التي يتطلبها إنشاء محطة للتلفزيون، لأنه (أي الوصي) كان يفكر أن بالإمكان استخدام التلفزيون لتدريب الجيش، ولغرض الرخاء الاجتماعي والتعليم، وكل المواضيع التي يراها مهمة، وليس الغرض التسلية فقط. عند ذاك أصبحت لبغداد، وكل البلاد، محطة تلفزيون قبل أية أمة شرقية أخرى، وذلك بفضل التفهم الذي أبداه الوصي لقيمة هذه المحطة.
الوثيقة الأخرى تقول، عن (محطة تلفزيون بغداد): أقامت الحكومة البريطانية معرضًا تجاريًا في جانب الكرخ في 25 -تشرين الأول عام 1956، عرضت فيه أنواعًا مختلفة من السيارات ومكائن الطائرات وآلات الحراثة، وغيرها من المنتجات البريطانية، وبضمنها محطة تلفزيون متوسطة الحجم. وقد افتتح الملك فيصل الثاني المعرض بنفسه برفقة الوصي عبدالإله. حضر كذلك وكيل وزارة الخارجية البريطانية مع لفيف من رجال المال والصناعة، الذين حضروا من لندن لهذا الغرض. دام المعرض شهرًا كاملًا، ثم ابتاعت الحكومة العراقية أجهزة التلفزيون المعروضة، وأسست أول محطة لها في بغداد، التي تعد أول محطة في الشرق الأوسط.
في الصورة رقم 1 هناك الكثير من المعلومات التي ربما تصعب قراءتها، لذا توجب أن نوضحها هنا. شرح الصور، 8 - 5 - 1956، رئيس المذيعين في الإذاعة الأستاذ محمد علي كريم يستعد لافتتاح التلفزيون، أول تلفزيون في الشرق الأوسط. معه يقف أحد المهندسين. الصورة الثانية: كاميرا رقم 1 ذات عدسات رباعية من صنع شركة باي. المذيع الأستاذ محمد علي كريم أول من أطل من على شاشة تلفزيون بغداد 8 - 5 - 1956. الصورة الثالثة، الصورة الرابعة: الملك فيصل الثاني يلقي خطابًا يعلن فيه عن افتتاح محطة تلفزيون بغداد، وإلى جانبه يقف الوصي عبدالإله، ثم الباشا نوري السعيد رئيس الوزراء (الوزارة السعيدية الثالثة عشرة)، وعند يسار الصورة يقف الأستاذ سعيد قزاز، وزير الداخلية. الصورة الخامسة: داخل ستوديو التلفزيون يقف برهان الدين باش أعيان، وزير الخارجية، وخلفه يقف ضياء جعفر وزير الاعمار، بينما يقف في الجانب الآخر أحمد مختار بابان، نائب رئيس الوزراء، مع مجموعة من الصحفيين. الصورة السادسة: بناية ستوديو تلفزيون بغداد، التي كانت عبارة عن مسقف صفيح (بنكلة) مزودة بصواري الهوائيات. الصورة السابعة: الأستاذ سعيد قزاز، وإلى جانبه خليل إبراهيم، وكيل التوجيه، يراقبان عمل الكاميرات التلفزيونية.