خالد إبراهيم
في قلب إقليم كردستان، تتحول أربيل كل عام إلى ملتقى عالمي يجمع المستثمرين والمهندسين والمعماريين، ضمن فعاليات معرض أربيل الدولي للاستثمار العقاري. المعرض، الذي يُترقب انطلاقه سنويًا، لا يُعد مجرد مساحة لعرض المشروعات السكنية والتجارية، بل يمثل فرصة للتواصل بين ثقافات متعددة ورؤى استثمارية متنوعة، حيث تلتقي الخبرة الدولية بالطموحات المحلية. تبرز أهمية الملتقى كخريطة طريق نحو عمران حديث يواكب تطلعات المستقبل، ويعكس صورة جديدة للمدينة التي تنمو بسرعة لتكون واحدة من أبرز العواصم الاقتصادية في المنطقة مشاركة دولية هوري سامان، منظِّمة المعرض، أوضحت أن النسخة السادسة انطلقت بمشاركة أكثر من 200 شركة محلية ودولية من 16 دولة. وقالت: "الغرض من المعرض هو جمع كل المشروعات والشركات الهندسية والعقارية في مكان واحد، بحيث يستطيع كل شخص أن يجد ما يناسبه من وحدات سكنية وفق حاجته وإمكاناته المادية." وأكدت أن المعروض لا يقتصر على إقليم كردستان فقط، بل يشمل مشروعات من مختلف محافظات العراق، مثل بغداد والأنبار، فضلًا عن مشروعات سكنية وتجارية من تركيا وقطر والإمارات. موضحة أن هذه المشاركة المتنوعة تمنح المعرض طابعًا عالميًا، وتجعله جسرًا يربط بين الأسواق المحلية والخارجية. جسور تعاون ديار علي، المتحدث باسم هيئة الاستثمار في الإقليم، شدد في حديثه لـ(الشبكة العراقية)على أن أهمية المعارض العقارية تكمن في تعزيز جسور التعاون بين الشركات والمستثمرين. مضيفًا: "هذه الفعاليات تشكل فرصة للتعارف، وتمتين العلاقات الثنائية، وتقديم العروض العقارية للمواطنين بصورة مباشرة." وأشار إلى أن حكومة الإقليم وفرت أرضية صلبة للاستثمار، من خلال تحسين الخدمات الأساسية، مثل الماء والكهرباء، التي أصبحت متوفرة على مدار 24 ساعة، إضافة إلى معالجة العراقيل الفنية في مجالات الطاقة والبنية التحتية. هذه البيئة المشجعة جعلت من كردستان وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن استقرار وأجواء مناسبة للنمو. استثمار الأنبار من بين المشاركين في المعرض (هيئة استثمار الأنبار)، التي تحرص على الحضور في هذه التظاهرة. يقول أسامة عبد الصبار، مدير مكتب الهيئة: المعرض يمثل فرصة كبيرة للشركات الاستثمارية الراغبة بالعمل معنا." ويضيف: "لدينا أكثر من 300 فرصة استثمارية جاهزة، ونقدم تسهيلات واسعة للشركات المحلية والعالمية. نسعى دائمًا لأن نكون حاضرين في كل المحافل لنفتح أبواب الأنبار أمام الاستثمارات الجادة." وأكد أن المشاركات السابقة أثمرت عن التواصل مع شركات عدة، متوقعًا أن تثمر الدورة الحالية عن شراكات جديدة تنعكس إيجابًا على واقع الاستثمار في المحافظة. مشروعات نوعية أما علي هاشم، المتخصص في مجال المبيعات العقارية، فقد تحدث عن المشروعات النوعية التي تقدمها الشركات المشاركة. وأوضح: "نشارك بأكبر مجمع سكني في أربيل، يضم أكبر بحيرة اصطناعية داخل مشروع سكني، إلى جانب معرض الفرشات الذي يعد الثالث من نوعه بعد تركيا والإمارات." وأكد أن حكومة الإقليم وفرت تسهيلات كبيرة في مجال الاستثمار العقاري، ما أتاح للشركات تنفيذ مشروعات واسعة داخل مدن ومحافظات كردستان. أضاف هاشم: "أربيل لم تعد وجهة سياحية فحسب، كما في السابق، بل أصبحت مدينة يسعى كل من يزورها إلى اقتناء وحدة عقارية فيها." كما نوّه بأن المعرض يفتح فرصًا كبيرة لتشغيل الشباب العاطلين والخريجين الجدد من خلال المشروعات العمرانية، فضلًا عن التسهيلات المالية الممنوحة للمواطنين عبر خطط دفع مرنة تساعدهم في الحصول على مساكن لائقة. عمران متجدد من خلال هذه المشاركة الواسعة للشركات المحلية والعالمية، وما تقدمه من مشروعات نوعية، يؤكد معرض أربيل الدولي للاستثمار العقاري أنه ليس مجرد حدث اقتصادي، بل مشروع ثقافي وعمراني يعكس رؤية الإقليم لمستقبل حديث ومزدهر. ويعزز مكانة المدينة كحاضنة للاستثمار والابتكار العقاري، ويمنحها هوية حضرية متجددة تجعلها محط أنظار المستثمرين والسكان على حد سواء.