ريا محمود - تصوير : وكالات /
وسط أجواء مليئة بالحماس والطاقة، جرى افتتاح أول ساحة للتزلج على اللوح في بغداد، من ضمن المساحات المفتوحة التابعة للّجنة الأولمبية الوطنية العراقية، حيث تجتمع مجموعات من الشباب والفتيات على ألواح التزلج في ساحة بغداد للتزلج. يقدم هذا المشروع فرصة نادرة للشباب لممارسة رياضة غير تقليدية في بلد تعاني بنيته التحتية الرياضية والثقافية من تحديات كبيرة. ولادة المشروع جاءت فكرة إنشاء ساحة بغداد للتزلج عن طريق مجموعة من الشباب العراقيين المتحمسين لرياضة التزلج، الذين كانوا يمارسون هذه الرياضة في متنزهات الزوراء. المشروع ليس مجرد مساحة رياضية، بل هو محاولة لإيجاد بيئة آمنة للشباب والفتيات للتعبير عن أنفسهم، والتواصل، وممارسة هواياتهم. تم بناء الساحة من قبل منظمة Make Life Skate Life، وهي منظمة غير ربحية متخصصة في إنشاء حدائق التزلج حول العالم، بالتعاون مع Skateistan وبطلب من منظمة (فرصة) المحلية، وبدعم من اللجنة الأولمبية في توفير المساحة، إضافة إلى دعم مجتمعي واسع من المتزلجين والمتزلجات. تقول عشتار العزاوي، إحدى مؤسسي المشروع: "كان حلمنا أن نخلق مساحة يستطيع فيها الشباب والفتيات التحرر من القيود اليومية، حيث يمكنهم التزلج، والالتقاء بأشخاص يشاركونهم الشغف، وبناء مجتمع جديد يعزز ثقتهم بأنفسهم." افتُتح المتنزه رسمياً في الأول من شباط 2025 وسرعان ما أصبح نقطة جذب للشباب الباحثين عن تجربة جديدة في العراق. ولا يقتصر دور ساحة بغداد للتزلج على كونها مجرد مكان للرياضة، بل أصبحت منصة لتمكين الفتيات العراقيات اللواتي وجدن في هذه الرياضة وسيلة لكسر القيود المجتمعية والتعبير عن أنفسهن بحرية. مجموعة (فتيات بغداد للتزلج)، التي تأسست داخل الساحة، تضم شابات من مختلف الأعمار والخلفيات، وجدن في هذه الرياضة متنفساً جديداً. تقول زينب الهاشمي، إحدى المتزلجات الشابات: "لم أتوقع يوماً أنني سأتمكن من التزلج بحرية في بغداد. هذا المكان يعطيني القوة، ويجعلني أشعر أنني أستطيع تحدي التقاليد والتعبير عن نفسي من خلال الرياضة." أما نور علي، إحدى عضوات المجموعة، فتؤكد: "كان التزلج حلماً بعيداً بالنسبة لي، لكن هنا وجدت بيئة داعمة تشجعني على التطور وتحقيق ذاتي." تحديات برغم النجاح الذي حققته ساحة بغداد للتزلج، إلا أن المشروع يواجه تحديات عديدة، أبرزها الدعم المالي، والقبول المجتمعي، ونقص المساحات المماثلة في العراق. يقول بشار الجامع، أحد المدربين في المتنزه: "ما زلنا بحاجة إلى توعية الناس حول هذه الرياضة، فالكثيرون يرونها نشاطاً غير مألوف. كما أن التحدي الأكبر هو توفير الدعم المالي للصيانة والتوسع." حركة رياضية مع تزايد الإقبال على ساحة بغداد للتزلج، هناك أمل بأن يتحول إلى حركة ثقافية ورياضية تسهم في تغيير نظرة المجتمع إلى الشباب والفتيات وقدرتهم على صنع التغيير. أما نوف عاصي، هي إحدى المشرفات على المشروع فحدثتنا قائلة: "نحن لا نبني مجرد حديقة تزلج، نحن نبني مجتمعاً، وشبكة من الدعم والتمكين للشباب والفتيات في العراق." بيئة شبابية ساحة بغداد للتزلج هي أكثر من مجرد مكان لممارسة الرياضة، إنها مساحة للأمل، والتمكين، والتغيير. وبينما لا تزال تواجه تحديات، فإنها تمثل نموذجاً لخلق بيئات شبابية بديلة في العراق. فهل نرى في المستقبل المزيد من هذه المبادرات التي تعزز دور الشباب والفتيات في تشكيل المشهد الثقافي والرياضي في البلاد؟