100%
أحمد رحيم نعمة /
ما إن انقضت مواجهتا الكويت وفلسطين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، حتى هبّت عاصفة من الانتقادات اجتاحت أوساط الشارع الرياضي العراقي، محمّلة المدير الفني الإسباني كاساس مسؤولية الإخفاق، مطالبة برحيله الفوري بعد الأداء الباهت والنتائج المخيبة.
الأصوات ارتفعت من داخل اتحاد الكرة وخارجه، داعية إلى إنهاء عقد المدرب، الذي اعتبره الكثيرون غير قادر على تقديم الإضافة الفنية المطلوبة لمنتخبنا الوطني.
عاصفة.. فـ "صلح" كروي
ما بعد الإقالة لم يكن أقل سخونة من مرحلة الانتقاد. فقد احتدمت الخلافات داخل أروقة اتحاد الكرة، وتوزّعت المواقف بين من يفضّل الاستعانة بمدرب أجنبي لإنقاذ المرحلة، وبين من يرى في المدرب المحلي الحل الأكثر واقعية للمرحلة المقبلة.
الأزمة بلغت حدّ التلويح بإعادة ترتيب الهيكل الإداري للاتحاد. إلا أن تدخّل الكابتن عدنان درجال كان حاسمًا، إذ دعا إلى اجتماع طارئ للهيئة العامة تمخّض عنه توافق على تهدئة الأجواء واختيار طريق جديد يأخذ الكرة العراقية بعيداً عن الانقسامات.
وقد أفضى الاجتماع إلى طيّ صفحة الخلافات، مع توجيه البوصلة نحو المباراتين المصيريتين اللتين تنتظران (أسود الرافدين) أمام كوريا الجنوبية والأردن، على أمل أن يكون هذا الاستقرار الإداري الفني مفتاح العودة للمسار الصحيح في مشوار التصفيات.
إعداد مثالي
الخبير الكروي والمدرب الوطني، عبد الإله عبد الحميد، أشار إلى أن مهمة الأسود لن تكون سهلة، في ظل تقارب النقاط بين فرق المجموعة، موضحًا أن المنتخبات الأربعة (كوريا الجنوبية، الأردن، عمان، العراق) تمتلك فرصًا متكافئة في المنافسة.
وقال عبد الحميد: "المباراة المقبلة أمام كوريا الجنوبية في البصرة ستكون اختبارًا حقيقيًا للاعبينا. صحيح أن الفريق الكوري ليس في أفضل حالاته، فقد تعثّر أمام فلسطين، لكن الفوز عليه يتطلب جاهزية كاملة وانسجامًا بين خطوط اللعب، إضافة إلى دعم جماهيري كبير من مدرجات البصرة."
وأكد عبد الحميد أن مباراة الأردن ستُشكّل المنعطف الحاسم، مشددًا على ضرورة الإعداد النفسي والفني الدقيق للمواجهتين، خاصة أن الحظوظ لا تزال قائمة، والأمل ما زال قائمًا في التأهل المباشر، أو حتى عبر الملحق.
الفوز الثمين
من جهته، أشار الإعلامي نعيم حاجم، مدير إعلام اللجنة الأولمبية، إلى أن الفترة الماضية كانت مضطربة، وأن الكادر الفني السابق بقيادة كاساس لم يحسن التعامل مع طبيعة المجموعة السهلة التي حلّ فيها منتخبنا.
وقال حاجم: "المدرب لم ينجح في اختيار التشكيلة المناسبة، ولا حتى في إدارة المباريات، ما أدى إلى خسارة 6 نقاط ثمينة أمام الكويت وفلسطين كانت كفيلة بحسم بطاقة التأهل المباشر."
وأضاف: "بالرغم من الانتكاسة، لا تزال الفرصة قائمة، فمباراتا كوريا والأردن تمثلان طريق العودة، والمنتخب بحاجة إلى دعم معنوي قوي وثقة متبادلة بين اللاعبين والجمهور. الأردن سيخوض اللقاء تحت ضغط جماهيري كبير، وهذه فرصة لمنتخبنا لاستغلال الارتباك وتحقيق فوز ثمين يُعيد البريق لأقدام الأسود."
اختبار أخير
أما المدرب جابر محمد، فرأى أن رحيل كاساس كان أمرًا ضروريًا، واصفًا المرحلة التي قاد فيها المنتخب بـ(دوامة لا نهاية لها). وقال: "المدرب الإسباني أمضى أكثر من عامين دون أن يستقر على تشكيلة واحدة، بل حوّل المنتخب إلى ساحة تجريب، وأدخل الكرة العراقية في نفق من الإحباط. خسارة فلسطين كشفت حجم الفجوة الفنية، وهي نتيجة لم تحدث في تاريخ مواجهاتنا."
وأضاف جابر: "المنتخب العراقي يملك مقومات التأهل، شريطة استثمار الفرص وتوحيد الجهود. لقاء البصرة أمام كوريا الجنوبية فرصة لا تعوّض، وعلى اللاعبين استغلال عاملي الأرض والجمهور لتسجيل انتصار يعيد الثقة، ويجعل لقاء الأردن محطة التأهل المنتظر. كرة القدم لا تعترف إلا بمن يقتنص الفرص، وأسود الرافدين مطالبون بإثبات الذات في هذا التوقيت الحرج."