أحمد الساعدي /
دوّن نادي دهوك اسمه بحروف من ذهب في سجل الأندية العراقية المتألقة، بعدما تُوِّج بلقب دوري أبطال الخليج لكرة القدم، لأول مرة في تاريخه، عقب فوزه المستحق على نادي القادسية الكويتي بنتيجة (2-1) في مباراة الإياب التي احتضنها ملعب دهوك، ليكمل صقور الجبال المهمة بعد التعادل في لقاء الذهاب، ويخطفوا اللقب الخليجي عن جدارة واستحقاق. الإنجاز لم يكن مجرد فوز، بل كان حدثًا استثنائيًا صنعته الروح القتالية للاعبين، وحنكة الجهاز الفني، ودعم إدارة النادي، فضلًا عن الحضور الجماهيري الطاغي الذي أضفى على النهائي أجواء احتفالية كانت أقرب إلى مهرجان كروي بألوان الفرح العراقي. اللاعب رقم 12 منذ ساعات الصباح، توافدت الجماهير الغفيرة إلى ملعب المباراة وهي ترتدي الزي الأصفر، شعار نادي دهوك ورايته، لتملأ المدرجات بحناجرها وأعلامها وأهازيجها، إيمانًا منها بأن التتويج قريب. ولم يخيب الفريق ظنها، إذ قدم عرضًا مميزًا في المباراة النهائية، تمثل بالثبات والتركيز والروح العالية، حتى جاءت صافرة الختام لتعلن تتويج دهوك بطلًا، وترفع الجماهير العراقية الرايات فرحًا بإنجاز طال انتظاره. الكابتن يونس محمود، نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عبّر عن سعادته الكبيرة بما قدمه نادي دهوك، مشيراً إلى أن النجاح هو ثمرة عمل مؤسساتي منظم. وقال لـ"الشبكة العراقية": "عندما تمتلك ناديًا برئاسة شاب طموح مثل الدكتور عبد الله، وتدعمه إدارة واعية وكادر تدريبي كفء، فلابد أن ترى هذا النوع من الإنجازات." وأضاف: "دهوك قدم موسمًا استثنائيًا، وظهر بصورة مشرّفة في دوري النجوم، أما التتويج الخليجي، فهو تتويج للعمل الشاق والمثابرة والاهتمام بكافة التفاصيل داخل النادي." التكتيك سر التفوق أما المدرب حسين حمادي فقد عدّ نادي دهوك "الحصان الأسود" للبطولة، مؤكدًا أن الاستقرار الفني والثقة باللاعبين كانا من مفاتيح النجاح. وأوضح: "منذ انطلاق البطولة، ظهر الفريق بتشكيلة ثابتة، والانسجام داخل الملعب كان واضحًا." مبينًا أن "المدرب مسعود ميرال أحسن توظيف إمكانيات لاعبيه، ونجح في فرض أسلوبه الفني حتى على الفرق الكبيرة، ومنها القادسية الكويتي في النهائي." حمادي أضاف أن "الفريق يستحق التتويج لما قدمه من أداء متميز، وقد آن الأوان لبعض لاعبيه أن يحصلوا على فرص تمثيل المنتخب الوطني، لأن في دهوك لاعبين أفضل من كثير ممن يرتدون القميص الدولي حالياً." كل الألقاب بدوره، أكد المدرب حمزة حسين أن فريق دهوك "اكتمل نصابه في كل شيء: إدارة ناجحة، ومدرب طموح، وتشكيلة متوازنة، ولاعبين يمتلكون روحًا قتالية عالية." وأضاف: "في النهائي، حتى عندما استقبل الفريق هدف التعادل، بقي محافظًا على هدوئه، ثم عاد بقوة وسجّل هدف الفوز بتركيز كبير." مشير إلى أن "الفريق يملك شخصية البطل، وإذا استمر على هذا النهج، سيكون من أبرز المنافسين على لقب دوري المحترفين العراقي.. وختم حديثه بالقول: "هذا الفريق قدّم صورة مشرّفة للكرة العراقية خليجيًا، ويستحق الإشادة والدعم الكامل، فهو مشروع نادٍ بطل قادر على الاستمرار في سكة الإنجازات."