سرى.. فتاة تبتكر عصافيرَ جريئة من قماش فائض

منوعة

سرى.. فتاة تبتكر عصافيرَ جريئة من قماش فائض
100%
آية منصور /

من ابتسامتها تدرك القوة التي تختبئ خلف عباءتها التي ترتديها، لكنها تخرج وبكل ثقة، لتحدث العالم من خلال قطع قماش محشوة بالقطن، مخلوقات تصف لنا الكثير من البؤس والوجع الذي يرافق الإنسان العراقي عامة والمرأة العراقية خاصة ويلتصق بهما منذ سنين. من يراها، لا يصدق أن هذه الأعمال هي خليقتها، فكيف استطاعت سرى تخطي جميع تلك الحواجز؟ تحدثنا:

وجوه تصرخ، وجوه تبكي، القدر، غشاء بكارة، ملابس داخلية بألوان الإشارات المرورية، وعباءة سرى تضرب كل الحواجز وتواجهها. العباءة تنتفض!

تؤكد سرى أنها من مجتمع عشائري محافظ في قضاء الشامية ، لا تحبه كثيراً، ورغم هذا، كافحت من أجل دخولها أكاديمية الفنون الجميلة في الديوانية، وتخرجت منها.

- دفعني الواقع الاجتماعي للثورة والاحتجاج بطريقتي، كان يجب أن أصرخ بطريقتي التي لا تشبه الاخرين للتأثير بالمتلقي وإرسال الرسالة بوضوح لكي تصل لجميع أفراد المجتمع.

القماش لسان الاحتجاج!

أعمالها بمثابة ثورة ضد ماتتعرض له المرأة من تهميش وتعددية زوجية واغتصاب، ثورة للمطالبة بالحقوق المشروعة، تراقب والدتها وهي تخيط الثياب، تأخذ بقايا القماش، وتصنع مخلوقاتها الخاصة!

- لم أكن أحب الخياطة، كنت أحب الحرية، والتعبير عن ذاتي كوني امرأة مضطهدة، ولم أجد وسيلة للتعبير عن مطاردتي للحرية بغير القماش الفائض من أمي كان وسيلتي الوحيدة.

أرواحنا، وجوه مشوهة!

تعلمت الخياطة من أمها، لأجل غايتها بالحديث عما لا تستطيع التحدث عنه بلسانها. ليس لديها حد لتصل لما تحب، تعمل وستبقى.. انتصارها هو تغيير فكر أي فرد، تود إكمال دراسة الماجستير والدكتوراه.

-كان رأي الأهل معارضاً في البداية، لأن البيئة التي أعيشها لاتتناسب مع جرأة أعمالي حتى أن هناك أعمالاً لم أتمكن من عرضها. لكن ردة فعلي هي الاستمرار والمقاومة إلى أن وصل بعضهم الى القناعة فيما أقدم. وتؤكد سرى أن هذه الوجوه المشوّهة، التي تقوم بخياطتها، موجودة في أرواحنا جميعاً، وجوه أرواحنا الممزّقة ليست في الخيال، إنها موجودة على أرض الواقع.

نصائح للمستقبل

-عندما دخلت كلية الفنون الجميلة / جامعة القادسية، كنت أبحث عن التعبير مما أعانيه كفتاة في تلك المنطقة، بدأت أرسم أقراني ثم أنحت أكثر منهم أيضاً ثم أحببت المسرح، ومثلت بعض المسرحيات..

كان أستاذها الدكتور محمد علوان شاهداً على ما تبحث عنه أو ربما رأى شيئاً لم يره أحد غيره من الأساتذة، فتحدث معها عن المدارس الفنية القديمة وكيف أنها قد انتهى وقتها والآن نحن في مرحلة مابعد الحداثة وشرح لها بعض الأمور التي تخص الفن.

-أكد لي بأنني يجب أن أستخدم خامة مختلفة عن بقية الخامات وهو يعرف أن الوالدة خياطة فقال انحتي القماش يا سرى، أنا نفذت أفكاري وتجاربي اليومية وتجارب بعض النساء بهذه الأعمال، ومازلت مستمرة.

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج